يحتوي على 420 ألف طن من الفولاذ.. الصين تستعد لافتتاح أطول جسر بحري في العالم
السبت، 20 أكتوبر 2018 02:00 ص
تستعد الحكومة الصينية لافتتاح أطول ممر بحري على مستوى العالم الأسبوع المقبل، فى احتفالية منتظرة منذ بدء العمل عليه منذ 9 سنوات وسط عمليات تأمين مشددة، حيث تمكنت الصين خلال تلك الفترة الزمنية من إنشاء أطول جسر بحري على الإطلاق، حيث يربط مدن "هونج كونج، وزوهاى، وماكاو"، وقالت صحيفة «ماكاو نيوز» الصينية، إن الرئيس الصينى، شى جينبينج، قد يحضر الاحتفالية، لكن دون عبور حدود هونج كونج، أو ماكاو.
وحول أهمية الجسر الصيني الجديد، أكدت الصحيفة أنه سيسهم فى تخفيض وقت التنقل بين تلك المدن الكبيرة وبشكل كبير جدا، حيث ستنخفض الرحلة بين ميناء كواى تشونج فى هونج كونج، إلى زوهاى، من 3 ساعات ونصف إلى ساعة وربع فقط، كما أن الرحلة بين مطار هونج كونج الدولى، ومدينة زوهاى، قد تستغرق نحو 45 دقيقة فقط، مقابل 4 ساعات كانت تستغرقهم بالطرق العادية.
صحيفة «ماكاو نيوز» الصينية، أكدت أيضا أن الجسر الذى يبلغ طوله نحو 55 كيلومترا، يعد أطول ممر برى بحرى على مستوى العالم، ويمثل خطوة كبيرة ضمن خطة الصين لإقامة منطقة الخليج الأكبر التكنولوجية بـ"هونج كونج، وماكاو"، وذلك من أجل منافسة وادى السيليكون بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، والذى يستضيف العديد من مقرات أضخم شركات التكنولوجيا حول العالم.
وأوضحت الصحيفة الصينية، أن الجسر يربط 3 مدن رئيسية، وسيخفض وقت الرحلات بين كل منهم بشكل كبير، لافتة إلى أن نحو 800 مسئولا من الجمارك والهجرة سيعملون بنقطة تحكم هونج كونج على الجسر، والتى ستكون على متن جزيرة صناعية مساحتها 130 هكتارا شمال شرق مطار هونج كونج، مضيفة أن الجسر سيسهم فى تخفيض الوقت بشكل ملحوظ جدا.
ووفقا للصحيفة الصينية، فإن الجسر الجديد يستطيع تحمل هزة أرضية بقوة 8 درجات، كما أنه يعتبر صالح للاستخدام لمدة 120 سنة على الأقل، موضحة أن تكلفة الجسر بلغت نحو 110 مليون يوان، أي ما يعادل نحو 14.16 مليون يورو، موضحة أن بناء الجسر استغرق نحو 8 سنوات كاملة، حيث تم إنشاء ثلاث جزر اصطناعية ونفق تحت الماء ضمن أعمال تشييد الجسر الأطول فى العالم.
يذكر أن العمل على إنشاء الجسر الصينى الجديد بدأ في عام 2009، وتضمنت خطة إنشاؤه مراعاة المتطلبات البيئية، لعدم إلحاق الضرر بالثروة البحرية، وتم الانتهاء من أعمال البناء الرئيسية في 2017، واستخدم القائمون على بناء الجسر نحو 420 ألف طن من الفولاذ، وهو ما يكفي لبناء 60 برج إيفل آخر.
فيما يشير البعض إلى أن الجسر يعد بناء رمزيا أكثر من كونه هدف عملي، حيث يعتبره الكثيرون تجسيدا ماديا لعزم الحكومة الصينية على تعزيز نفوذها الإقليمي، حيث إنه سيمهد الطريق نحو دمج إقليمي بين هونغ كونغ، والصين، وماكاو، والتي كانت عرقلتها سابقا الاختلافات القانونية، والفروقات في العملة، إلى جانب اختلاف اللغة، حيث يؤدي الدمج في النهاية إلى نموٍ اقتصادي يهدف إلى مضاهاة قوة مناطق الخلجان المختلفة حول العالم، مثل منطقة خليج سان فرانسيسكو، ونيويورك، وطوكيو.
ورغم كل الانتقادات الموجهة للحكومة الصينية، فإن الجسر يعد بمثابة إنجاز هندسي استثنائي، حيث إنه يتحمل الزلازل والأعاصير القوية، كما أنه من أحد مميزات الجسر الأخرى هي أن قسم منه مغمور بالكامل تحت الماء، ويصل طول هذا الجزء نحو 6.7 كيلومترات.