كما كرم الرئيس البطل المقاتل محمود محمد مبارك، الذى فقد بصره أثناء مكافحة الإرهاب فى سيناء وبدا الرئيس السيسى متأثرا للغاية، أثناء سرد البطل قصة فقد بصره خلال خدمته فى سيناء، مرورا برحلة علاجه، حتى زواجه وإنجابه طفلته سندس، وهنا ضجت القاعة بالتصفيق الحاد ووقف الحضور دقيقة حدادا على أرواح شهداء القوات المسلحة، وأوضح الرئيس السيسى أنه عاصر هزيمة 1967 ويتذكر كل التفاصيل وكل ما كتب آنذاك عنها رغم صغر سنه.
وأضاف الرئيس، خلال كلمة له بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، "إحنا عايشين دلوقتى معركة ليها مرارة لكن الفرق بينها وبين المعركة الأولى إن 67 واضحة وعارفين الخصم والعدو".
وشدد الرئيس على أن نكسة يونيو لم تفقد مصر الإرادة، حيث نجحت فى إعادة بناء الجيش قدر الإمكانيات والظروف، مشيرًا إلى أن المعادلة الدولية آنذاك كانت مختلفة عن الوقت الحاضر، وكان الحصول على الأسلحة من معسكرين فقط.
وأوضح السيسى أن القيادة السياسة قبل الحرب كانت تحت ضغط شديد بسبب عدم اكتمال الصورة أمام الشعب، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات اتخذ قرار الحرب رغم أن المقارنة بين القدرات العسكرية لم تكن فى صالح مصر.
وقال السيسى إن أجيالا عديدة لم تعش واقع الهزيمة التى عاشتها مصر فى 67 وما بعدها، متابعا: "الشعب المصرى كله دفع الثمن، وكانت الناس مضغوطة ومحرومة وبتعانى ومفيش أمل وكان الشباب بيدخل الجيش فى الوقت ده تحت السلاح، وفى الوقت ده ميقلش عن مليون شاب، ولم يكن لديهم أمل أن يخرجوا من الجيش إلا بعد انتهاء المعركة".
واستطرد الرئيس "إن استيعاب الناس للواقع الذى تواجهه الدولة المصرية أمر حتمى لإنجاح القرار"، مضيفا "الفكرة مش هنتجح إلا لو اتاخدت إجراءات وإجراءات منطقية وموضوعية علشان تنجحها، وده اللى عمله اللواء باقى زكى يوسف، مع الساتر الترابى، وفى الوقت ده جبنا مضخات كدولة من ألمانيا تحت ساتر إنها لوزارة الزراعة، وكل الإجراءات كانت تنفذ لإنجاح الفكرة".
وبشأن نتائج حرب أكتوبر، قال السيسى إنها معجزة بكل المعايير والحسابات، ورغم كل التحديات وشبح الهزيمة استطاع الجيش المصرى الصمود والقتال وتحقيق أكبر هزيمة للعدو، مضيفًا: "الخسائر الضخمة التى تكبدها العدو أحد أهم الأسباب التى دفعت إسرائيل لقبول السلام"، متابعا: "لا يمكن أبدا أن أى حد هايديكوا الأرض اللى لما يدوق تمن الحرب الحقيقية، فالضحايا كانوا بالآلاف وكانوا غير مستعدين لتكراره مرة أخرى، وإذا كان الجيش المصرى استطاع أن يفعلها مرة فإنه يستطيع أن يفعلها كل مرة، مؤكدا أن الخسائر التى لحقت بإسرائيل منذ حرب الاستنزاف وأكتوبر لم تتكرر منذ ذلك الحين حتى الآن".
وأكد الرئيس أن المعركة لم تنته ما زالت قائمة بمفردات مختلفة، فمعركة الأمس غير اليوم فى أدواتها، والعدو والخصم كان فى الماضى واضحا وأصبح الآن غير واضح، متابعا: "بقى معانا وجوانا واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو جوانا بيعيش بأكلنا ويتبنى بهدمنا".
وشدد الرئيس السيسى على أن الوعى المنقوص والمزيف هو العدو الحقيقى، مؤكدا أن الجزء الأكبر من التحدى هو بناء الوعى.
وأشار الرئيس إلى أهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع الذى يعيشه المصريون، موضحا: "إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذى نعيشه، بنسمع كلام كتير مترتب لكن لما نيجى نتكلم عن التنفيذ نلاقى المواضيع بعيدة عن هذا الكلام، ويا ما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا، ودايما أقول إن 2011 علاج خاطئ لتشخيص خاطئ".
وفى أول تعليق من الرئيس عن إلقاء القبض على الإرهابى هشام عشماوى، فى ليبيا، قال "الوعى الحقيقى بالمعركة يعرفنا أن العدو غير بس أشكاله وبقى جوانا ومننا.. ناس كل أملها وفرحتها إنها تقتل.. يا ترى الفرق بين هشام عشماوى إيه وأحمد منسى إيه؟ مع إن ده إنسان وده إنسان وده ضابط وده ضابط؟، والاثنين كانوا فى وحدة واحدة".
وعن الفرق بين الإرهابى هشام عشماوى والشهيد أحمد منسى، قال الرئيس: "الفرق إن واحد منهم اتلخبط وممكن يكون خان.. والتانى استمر على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية، بنصقفله، والتانى عاوزينه علشان نحاسبه".
وأكد السيسى أن مشكلات مصر لن تحل إلا بإرادة المصريين والعمل والجهد والصبر، ودعا قادة وضباط القوات المسلحة إلى تشكيل وعيا وفهما صحيحا للواقع، والتحدث مع الجنود، متابعا: "اقرأ وتعلم وقول لزمايلك الجنود.. فهمه عشان يصمد معاك ويفهم إن الواقع يتطلب أن نكون متماسكين دائما".