«مشاجرات المدارس» خنجر مسموم في ظهر المنظومة التعليمية.. متى الحل؟

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 02:00 ص
«مشاجرات المدارس» خنجر مسموم في ظهر المنظومة التعليمية.. متى الحل؟
كتب- محمد أبو النور

 

أثارت واقعة تشاجر اثنين من المعلمين داخل مدرسة، تابعة لإدارة بنها التعليمية، محافظة القليوبية استياءً واسعاً، خاصة وأن المشاجرة قد وقعت بين المدرسين والتلاميذ والطلاب، وشاهدها وتفرّج عليها الجميع، وهو أمر يترك أثره السلبي على التلاميذ، ناهيك أن المشاجرات أصبحت تحدث باستمرار داخل المدارس وهو أمر يحتاج إلى وقفة حازمة.

وربما لايكاد يمر يوم إلاّ وتقع خناقة أو مشاجرة بين التلاميذ وأحيانا كثيرة المدرسين، ومن يطالع الصحف الورقية و المواقع الإخبارية والفضائيات سيرى الكثير والكثير، مثل اعتداء مدرس بمدرسة بسنديلة الإعدادية بنين بمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، على زميل له داخل المدرسة، وحررت إدارة المدرسة مذكرة بالواقعة.

وأيضا طالب بالمرحلة الثانوية يعتدي على زميله بآلة حادة أمام المدرسة، تسببت في إجراء 150 غرزة لعلاجه، وفى حادث آخر، طالبت إحدى السيدات، الجهات الرقابية ووزارة التربية والتعليم، بمحاكمة المسئولين بمدرسة السلام بالعمرانية محافظة الجيزة، بعد إصابة نجلها المريض بالسكر بجروح في وجهه بعد تعدي زميله عليه بـ «موس».

وفي محافظة الدقهلية، اعتدى عدد من الطلاب على زميل لهم بالأسلحة البيضاء، وتم إخطار مستشفى بني عبيد المركزي، وأن الطالب مصاب بجروح في رأسه وظهره، وتم إجراء 60 غرزة له.

137
خناقات المدارس

وتبين أن الإصابات ناجمة عن التعدي على الطالب بالسلاح الأبيض في الرأس والظهر، إلى جانب تعدى مدرس على طالبة، من ذوي الاحتياجات الخاصة بالضرب، وكذلك تعدى معلم على تلميذ وأشبعه ضرباً فى مدرسة بالجيزة، وطالب يعتدى بالضرب على معلمه ،فقام طالب آخر بالرد القاسي على زميله ضربا.

عدد التلاميذ والمدارس

ومن المتوقع فى ظل ارتفاع عدد التلاميذ والمدارس على مستوى الجمهورية من عام إلى آخر، أن تقع مثل هذه الحوادث، ولكن لابد من العمل على الحد منها بالطرق النفسية والاجتماعية والتربوية والقانونية، خاصة وأن أحدث التقارير ترصد ارتفاع عدد المدارس إلى 46 ألف و718 مدرسة على مستوى الجمهورية، خلال عام 2016- 2017، مقابل 46 ألف مدرسة خلال العام الدراسى 2015/ 2016، بزيادة بلغت 718 مدرسة.

وأوضحت التقارير، أن إجمالي عدد التلاميذ، خلال العام الدراسي 2016/ 2017 بلغ 20 مليون و 478 تلميذا، فيما بلغ إجمالي عدد الفصول داخل مدارس مصر 473 ألف و 110 فصلا، وجاءت محافظة القاهرة الأعلى من حيث عدد المدارس وعدد التلاميذ، و بلغ عدد المدارس بها 4 آلاف و 721 مدرسة لتعليم 2 مليون و 102 تلاميذ، وفي المقابل جاءت محافظة جنوب سيناء الأقل من حيث عدد المدارس بـ277 مدرسة لتعليم 30 ألف و795 طالبا.

 

اقرأ أيضاً.. «100 مليون صحة» تغزو المدارس للبحث عن مرضى فيرو سي.. (التفاصيل الكاملة)

 

مكافأة البلطجي

العدوان نوع من السلوك الاجتماعي، يهدف إلى تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة وإيذاء الغير أو الذات تعويضاً عن الحرمان، وهو استجابة طبيعية للإحباط والشعور بالنقص والحرمان، كما يصفه الدكتور أحمد مجاور الأستاذ المساعد بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية.

59181-news_1484691991

تلميذ يتعرض للضرب.. وآخرون يترقبون

وأسبابه كما يراه الدكتور أحمد مجاور ملاحظة وتقليد سلوك الأباء والإخوة والرفاق وغيرهم بالمجتمع، وقد يكون العدوان وسيلة لجذب الانتباه للحصول على ما يريد الطالب، أو نتيجة إساءة معاملة الوالدين أو المعلمين له بشكل مستمر عن طريق «الضرب- العنف- التوبيخ... إلخ».

الأمر الذي يدفع الطالب إلى الاعتقاد بأن العدوانية هي الأسلوب الأفضل في الحصول على الحقوق والسيطرة، وقد يكون السبب وسائل الإعلام والأفلام والمسلسلات والبرامج التي تتميز بالعدوانية والبطلجة، خاصة النماذج المنتشرة في الأفلام المصرية مثل «مسلسلات: محمد رمضان، وحواري بوخارست... إلخ».

ويتابع الخبير النفسي والاجتماعي والتربوي، أنه قد يكون العدوان رغبة في التخلص من سلطة وضغوط الكبار، والتنفيس الانفعالي في إيذاء الآخرين، أو نتيجة الشعور بالحرمان، أو شعور الطالب بالنقص الجسمي أو الاقتصادي عن الآخرين، وشعوره  كذلك بالإحباط، بالإضافة إلى أن عدم معاقبة العدواني أو المجرم ــ بل تهويل مكانته وبراءته مثل شخصية نخنوخ ــ في المدرسة أو المنزل أو المجتمع، هو من أكبر المؤشرات على انتشار سلوك البطلجة والتنمر بين الطلاب والمعلمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة