من القفز على حبال السيرك لأفضل راقصة في العالم.. رحلة القدر مع نعيمة عاكف

مر العديد من الفنانين بأحوال متغيرة في حياتهم العملية والشخصية، كان من أبرزهم الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، والتي لعب القدر معها لعبته لينقلب حالها رأسا على عقب، وفي ذكرى مولدها 89 سنعلم سويا كيف تغيرت حياتها لتصبح أشهر راقصة مصرية.

ولدت نعيمة عاكف فى 7 أكتوبر عام 1929 فى مدينة طنطا، فتحت عيناها لتجد نفسها تعيش وسط مجموعة من الحيوانات بصحبة أفراد أسرتها، التي تعمل فى سيرك والدها "سيرك عاكف".

ومنذ نعومة أظافرها عملت مع عائلتها وتدربت على الحركات الأكروباتية لتعرضها أمام الجميع فى مولد السيد البدوى فى طنطا، وكانت ترى هتافات الجماهير عندما تقدم لهم العرض الخاص بها على حبال السيرك وتشعر بالنجاح فى كل شهقة تصدر من المتابعين لحركاتها ليتسائلون "عملتها ازاى دى؟!".

وفى العاشرة من عمرها تزوج والدها من أخرى وتركت السيرك وذهبت مع والدتها إلى منزل بشارع محمد على، وفى هذا التوقيت كان يسمع على الكسار كثيرا عن بهلونات الشوارع فعرض عليها أن تعمل فى فرقته وبالفعل انضمت للفريق وانبهر كل من يراها بحركاتها المتميزة، وكان من ضمنهم بديعة مصابنى التى توجهت إلى نعيمة عاكف لتعرض عليها الانضمام إلى فرقتها براتب أكبر مما تتقاضيه من اكسار، ووافقت "نعيمة" وانتقلت إلى فرقة "مصابنى"، وهناك وجدت فتاة تجيد إلقاء المونولوجات على حركات الكلاكيت وتبهر "مصابنى" بعروضها.

فلم تقف الفتاة الغيورة مكتوفة الأيدى بل حاولت أن تدرس الكلاكيت ولكنها وجدت نفسها لا تستطيع تحمل تكلفة التعليم ماديا، فقررت أن تدرب نفسها على الكلاكيت وقد كان، فقد استطاعت أن تعلم نفسها على رقصة الكلاكيت خلال ساعتين فقط وهو الوقت الذى استطاعت دخول غرفة زميلتها المنافسة الأولى لها فى غيابها وترتدى حذائها وتحاول تقليدها وفى نهاية الساعتين استطاعت أن تقدم عرض كامل أمام المرآة وكأنها تعلمت الكلاكيت على أيدى أمهر المدربين.

وفى الليلة التالية طلبت من "مصابنى" أن تتيح لها المجال لتقديم عرض الكلاكيت، ونفذت "مصابنى" رغبة "نعيمة" رغم ترددها ولكن فور إنتهاءها من العرض وقفت "مصابنى" تصفق للفتاة المعجزة على أداءها المميز.

وظلت "نعيمة" تنتقل من فرقة إلى أخرى، حسب شهرة الفرقة ومكانتها فى الوسط الفنى وتخطو خطوات سريعة فى مشوار نجاحها، إلى أن التقت بالمخرج حسين فوزى الذى اختارها لتشاركه بطولة فيلمه "العيش والملح" وبعدها تعاقد معها على احتكار ظهورها فى الأفلام الذى يخرجها لحساب نحاس فيلم، وعلى الرغم من فارق السن الكبير بينهما إلا أنه تزوجها، وانتقلت "نعيمة" من بيتها فى شارع محمد على إلى فيلا زوجها فى مصر الجديدة.

ومن هنا بدأ مشاورها السينمائى واستطاعت أن تلفت الأنظار للتربع على عرش أشهر راقصة مصرية، وبعد 10 أعوام من زواجها أعلنا خبر طلاقهما بهدوء وتزوجت بعدها من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد.

وفى عام 1958 حصلت على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو ضمن 50 دولة مشاركة بالمهرجان، ورغم كل هذه النجاحات التى حققتها الفنانة نعيمة عاكف إلا أنها عانت مع مرض السرطان طويلا ليصلها فى النهاية إلى آخر المشوار الدنيوى وتترك أعمالها الفنية ذكرى خالدة بعد موتها وهى لا تتعدى 37 عام من عمرها.