حق يراد به باطل.. كيف استخدم أردوغان الإسلاموفوبيا لقمع معارضيه في الغرب؟

السبت، 06 أكتوبر 2018 12:00 م
حق يراد به باطل.. كيف استخدم أردوغان الإسلاموفوبيا لقمع معارضيه في الغرب؟
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
كتب أحمد عرفة

 

يتبع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سياسة الاستغلال خلال تعاملها مع دول أوروبا، في ظل مساعي أنقرة للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فتارة يعتمد على ملف اللاجئين السوريين، والتهديد بتركهم يذهبون إلى أوروبا، وتارة آخرى يستخدم مصطلحة إسلاموفوبيا.

الرئيس التركي سعى لاستغلال المصطلح الأخير لمقايضة الغرب من أجل لتعاون معه في أزمته، بعد الخلافات التي نشبت بين أنقرة وبعض الدول الأوروبية بسبب وضع حقوق الإنسان في تركيا، وحملات الاعتقال التي يشنها الرئيس التركي ضد معارضيه.

صحيفة «أحوال تركية»، أكدت أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تسعى إلى إبراز تركيا بأنها القوة الإسلامية الصاعدة عالمياً، وأنّها صاحبة اليد الطولى في العالم الإسلامي، متّكئة على إرث السلطنة العثمانية والخلافة الإسلامية التي كانت تمثّلها على مدار قرون، وذلك من منطلق استغلال الغرب وابتزازه برفع سلاح الإسلاموفوبيا في أي موقف سياسيّ تحتاج إليه.

وأشارت الصحيفة التركية، إلى أن رجب طيب أردوغان أردوغان يستثمر في الإسلاموفوبيا، ويوظّف الأمر لخدمته الشخصية، فهو من جهة يبدو الحالم بدور السلطان العثماني الذي كان خليفة للمسلمين، ومن جهة أخرى يظهر نفسه الرئيس العصري الذي يمثّل وجهاً معاصراً للإسلام، يسعى إلى تعميمه في المنطقة، ويحتكر القيادة الإسلامية في رؤاه وتوجّهاته التي تعكس ألاعيب تنظيم الإخوان المسلمين العالميّ الذي يصدّر تركيا كقائدة ومستخدمة له.

ولفتت الصحيفة التركية إلى أن حكومة أردوغان تجتهد لتوظيف المواقف التي ترفع فيها شعار «مكافحة الإسلاموفوبيا»، وتحاول تطويعه سياسياً لخدمتها، بحيث يكون المراد منه محاربة مَن ينتقد سياسات حكومته، أو يتعرّض لها بقول أو فعل، وتقوم بتحويله إلى أداة للرد على الخصوم، ومواجهة الاتهامات والإدانات باتهامات أخطر لنسف مصداقيتهم، وتعميم الحديث عن الكراهية للتشكيك بهم، بحيث يحلّ التشكيك بمَنتقديها محلّ الموضوع الأساسيّ الذي تحاول إخفاءه والالتفاف عليه.

وأشارت الصحيفة التركية، إلى أنه يكون شعار مواجهة الإسلاموفوبيا ومحاربة التطرّف والكراهية كلامَ حق يراد به باطل، حيث إن الكلام الحق المفترض هو وجوب محاربة أيّ سلوك من سلوكيات التطرّف والعنصرية تجاه أيّ إنسان، بعيداً عن دينه أو عرقه، أمّا الباطل فيكمن في تجيير حكومة أردوغان لبعض ممارسات معاداة الإسلام وكراهية المسلمين لدى متشدّدين ومتطرّفين في الغرب لتشويه صورة الغرب، وإبرازه أنه يحمي المتطرّفين بطريقة ما ويحتضنهم ويدعمهم، ليحيل بشكل ما تالياً بأنّ الحكومات الغربية لا تختلف عن حكومته في استغلال الخطابات الدينية في خدمة سياساتها. 

كانت صحيفة «زمان» التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن ممثلي عالم الأعمال الألماني، طالبوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة إحياء دولة القانون شرط أولي للفوز بثقتهم مرة أخرى، والقضاء على مخاوف المستثمرين الألمان، موضحين أنه يتوجب على الجانب التركي الفوز بثقة رجال الأعمال الألمان مجددا لمواصلة التعاون الاقتصادي وتعزيزه.

وأوضحت أن ممثلي عالم الأعمال الألماني تطرقوا إلى مخاوفهم من الأداء السيء للاقتصاد التركي، حيث تضمنت شروط رجال الأعمال الألمان لرجب طيب أردوغان تعزيز الثقة في القانون، وتفعيل المؤسسات الديمقراطية، وضرورة ضمان استقلالية البنك المركزي، والتزام الحكومة التركية بقواعد الاتحاد الجمركي، وتحسين الظروف المحيطة من أجل استثمارات جديدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق