وأضاف زامير أنه أرسل خطابا إلى السكرتير العسكرى لرئيسة الوزراء جولدا مائير، يؤكد أن الحرب ستندلع مساء السبت الموافق السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، فى حين لم تتخذ إسرائيل التدابير اللازمة لذلك، مقدماً للجنة صورة من الخطاب وموعد الإرسال، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية بالتعاون مع سوريا تمكنت من تضليل إسرائيل، من خلال طرد الخبراء الروس من مصر وسوريا فى وقت واحد، وهو ما يعنى غياب أى نية لشن حرب أو الاستعداد لها.
وتابع: «فى الحقيقة لم يكن أحد فى إسرائيل يستطيع أن يتخيل أن تؤل إليه الأمور إلى ما ألت اليه، وأن يتمكن الجيش المصرى من تحقيق هذا الانتصار على الجيش الإسرائيلى، وتحقيق هذه النتائج التى كانت فى منظور القيادات مستحيلة، واصفا الحرب بالزلزال الذى هز أركان إسرائيل».
شهادة رئيس الموساد
موشيه ديان
تشير وثائق عن لجنة «أجرانات»، إلى أنها استدعت موشية ديان ووجهت له اللوم الأكبر، بحكم كونه المسئول العسكرى الأول عن تحريك القوات الإسرائيلية، ويسؤاله عن أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر، أكد أن عنصر المفاجاة، وتمكن الجيش المصرى من توجيه ضربة متعددة الأشكال فى وقت قصير كان السبب فى الهزيمة.
موشية ديان
وأضاف أن المعلومات التى وصلت إلى الجيش الإسرائيلى لم تجعل القادة العسكريين، فى صورة أن الجيش المصرى قد وصل إلى كل هذا التدريب الذى جعلهم يتفوقون على الجيش الإسرائيلى، علاوة على دقة التصويب التى تمتع بها سلاح الجو المصرى والمدفعية المصرية التى أصابت تحصينات خط بارليف، وحائط الصواريخ الذى جعل الطائرات الإسرائيلية لا تتمكن من اختراق العمق المصرى.
وبسؤاله: هل كانت المخابرات الإسرائيلية تعلم بوجود هذه الصواريخ، أجاب: «نعم كنا نعلم بوجود هذه الأسلحة لدى مصر ولكن استخدام قوات الدفاع الجوى المصرى لها بكفاءة عالية هو ما لم نكن نعلمه».
موشى ديان
وتابع أن إسرائيل لم تكن لديها القدرة على كبح تقدم القوات المصرية للخلف، رغم كوننا نمتلك سلاحا متقدما، لكن ما ميز المصريون؟ معرفتهم بكيفية استخدام أسلحتهم ضدنا.
رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية إيلى زعيرا، فضل نشر شهادته عن حرب أكتوبر بعد 30 عامًا في مذكراته بعنوان «حرب عيد الغفران»، والتي قال فيها كان محتمل بالطبيعة شن الجيش المصري حرباً على إسرائيل، وكان السيناريو المرسوم هو أن تكون الحرب فى الليل وليس فى النهار، وأن الجيش المصرى سيستغرق وقتاً لكى يتمكن من العبور فى هذه الأثناء يتم الهجوم على القوات المصرية فى قناة السويس، مضيفا أنه منذ مارس 1972 والجيش الإسرائيلى كان لديه خطة لمواجهة الجيش المصرى.
واتهم زعيرا القيادة السياسية والمخابرات الإسرائيلية، بالتسبب في الهزيمة، موضحاً أن هذه القيادات اعتبرت شن الجيش المصرى هجوماً على القوات الاسرائيلية ضرباً من الخيال، قائلا: «كانت جولدا مائير ترفض تصديق تصريحات القيادة المصرية عن ضرورة تحرير قناة السويس واقتحام خط بارليف»
ونفى زعيرا أن يكون هو الوحيد الذى أخطأ فى عدم التحذير من نشوب الحرب، وقال إنه رأى فى شهر إبريل عام 1973 صورا لعمليات تجديد فى المطارات المصرية، وأن مخابرات القوات الجوية أخبرته أن هذه المطارات تحتاج إلى شهور حتى تصبح جاهزة للتشغيل العملياتى، وهو نفس ما كان يراه رجال شعبة الأبحاث فى المخابرات العسكرية ، وأضاف زعيرا أنه لو كان قد حذر القيادة السياسة من نشوب الحرب، ولم تندلع لكانوا قد اتهموه بالغباء، قائلا: «صحيح أنه كانت هناك مئات المعلومات عن قرب الحرب لكن كان فى المقابل هناك آلاف المعلومات التى تقول إنها لن تندلع».
ايلى زعيرا