وشهد شاهد من إسرائيل.. روايات قادة الاحتلال عن الضربة القاصمة في نصر أكتوبر

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 08:00 م
وشهد شاهد من إسرائيل.. روايات قادة الاحتلال عن الضربة القاصمة في نصر أكتوبر
حرب أكتوبر

45 عاما مرت على انتصار حرب أكتوبر المجيد، وما زالت شهادات القادة العسكريين الإسرائيلين عن نصر أكتوبر العظيم في حق المصريين مسجلة بحروف عريضة في سجلات التاريخ. 

وجاءت الشهادات من قادة اللجنة العليا التى شكلت فى إسرائيل عقب حرب أكتوبر، لتقص الحقائق في أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى والتى سميت بلجنة «أجرانات» نسبة إلى رئيس اللجنة القاضى المتقاعد شيمون أجرانات. وأدلى رئيس جهاز الموساد -آن ذاك- بشهادته أمام اللجنة التى شكلت فى نوفمبر من عام 1973. 

تسيفى زامير

وقال رئيس الموساد تسيفى زامير إن القيادة السياسة برئاسة رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير كانت لا تثق فى جهاز الموساد، والمهام التى يقوم بها من أجل جمع معلومات عن الجيش المصرى في سيناء، وكانت تعتقد أن المعلومات التى يجمعها الجهاز عن قدرات الجيش المصرى حول استعداداته للحرب مبالغ فيها، وأضاف أنه حتى فبراير 1973، كانت القيادة السياسة مطمئنة بعدم اندلاع الحرب، قبل 8 شهور كاملة، ولا سيما الأوضاع الداخلية في مصر كانت لا تشير إلى نشوبها، حتى نهاية سبتمبر.

 

وتابع أنه وردت معلومة بأن الجيش المصرى والسورى سيشنان هجوماً عسكرياً على إسرائيل فى بداية أكتوبر وبالتحديد يوم واحد لكنها كانت مناورة من قبل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كانت المعلومة واضحة، وجاءت قصيرة على النحو التالى: «الجيش المصرى والسورى سيفتح النار على الجيش الإسرائيلى بسيناء على طول قناة السويس وعلى هضبة الجولان فى وقت واحد»، وبعدها وردت معلومات أخرى بالموعد الحقيقى للحرب لكن تم الاستخفاف بها من قبل المسئوليين الإسرائيليين.

 

شهادة رئيس الموساد
 

 

وأضاف زامير أنه أرسل خطابا إلى السكرتير العسكرى لرئيسة الوزراء جولدا مائير، يؤكد أن الحرب ستندلع مساء السبت الموافق السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، فى حين لم تتخذ إسرائيل التدابير اللازمة لذلك، مقدماً للجنة صورة من الخطاب وموعد الإرسال، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية بالتعاون مع سوريا تمكنت من تضليل إسرائيل، من خلال طرد الخبراء الروس من مصر وسوريا فى وقت واحد، وهو ما يعنى غياب أى نية لشن حرب أو الاستعداد لها.

 

 

رئيس الموساد
 
 

 

وتابع: «فى الحقيقة لم يكن أحد فى إسرائيل يستطيع أن يتخيل أن تؤل إليه الأمور إلى ما ألت اليه، وأن يتمكن الجيش المصرى من تحقيق هذا الانتصار على الجيش الإسرائيلى، وتحقيق هذه النتائج التى كانت فى منظور القيادات مستحيلة، واصفا الحرب بالزلزال الذى هز أركان إسرائيل».

 

 

شهادة رئيس الموساد.PNG 2
شهادة رئيس الموساد


موشيه ديان

تشير وثائق عن لجنة «أجرانات»، إلى أنها استدعت موشية ديان ووجهت له اللوم الأكبر، بحكم كونه المسئول العسكرى الأول عن تحريك القوات الإسرائيلية، ويسؤاله عن أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلى فى حرب أكتوبر، أكد أن عنصر المفاجاة، وتمكن الجيش المصرى من توجيه ضربة متعددة الأشكال فى وقت قصير كان السبب فى الهزيمة.

 

 

موشية ديان 

 

وأضاف أن المعلومات التى وصلت إلى الجيش الإسرائيلى لم تجعل القادة العسكريين، فى صورة أن الجيش المصرى قد وصل إلى كل هذا التدريب الذى جعلهم يتفوقون على الجيش الإسرائيلى، علاوة على دقة التصويب التى تمتع بها سلاح الجو المصرى والمدفعية المصرية التى أصابت تحصينات خط بارليف، وحائط الصواريخ الذى جعل الطائرات الإسرائيلية لا تتمكن من اختراق العمق المصرى.

وبسؤاله: هل كانت المخابرات الإسرائيلية تعلم بوجود هذه الصواريخ، أجاب: «نعم كنا نعلم بوجود هذه الأسلحة لدى مصر ولكن استخدام قوات الدفاع الجوى المصرى لها بكفاءة عالية هو ما لم نكن نعلمه».

 

موشى ديان
موشى ديان

وتابع أن إسرائيل لم تكن لديها القدرة على كبح تقدم القوات المصرية للخلف، رغم كوننا نمتلك سلاحا متقدما، لكن ما ميز المصريون؟ معرفتهم بكيفية استخدام أسلحتهم ضدنا.

رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية إيلى زعيرا، فضل نشر شهادته عن حرب أكتوبر بعد 30 عامًا في مذكراته بعنوان «حرب عيد الغفران»، والتي قال فيها كان محتمل بالطبيعة شن الجيش المصري حرباً على إسرائيل، وكان السيناريو المرسوم هو أن تكون الحرب فى الليل وليس فى النهار، وأن الجيش المصرى سيستغرق وقتاً لكى يتمكن من العبور فى هذه الأثناء يتم الهجوم على القوات المصرية فى قناة السويس، مضيفا أنه منذ مارس 1972 والجيش الإسرائيلى كان لديه خطة لمواجهة الجيش المصرى.

واتهم زعيرا القيادة السياسية والمخابرات الإسرائيلية، بالتسبب في الهزيمة، موضحاً أن هذه القيادات اعتبرت شن الجيش المصرى هجوماً على القوات الاسرائيلية ضرباً من الخيال، قائلا: «كانت جولدا مائير ترفض تصديق تصريحات القيادة المصرية عن ضرورة تحرير قناة السويس واقتحام خط بارليف» 

ونفى زعيرا أن يكون هو الوحيد الذى أخطأ فى عدم التحذير من نشوب الحرب، وقال إنه رأى فى شهر إبريل عام 1973 صورا لعمليات تجديد فى المطارات المصرية، وأن مخابرات القوات الجوية أخبرته أن هذه المطارات تحتاج إلى شهور حتى تصبح جاهزة للتشغيل العملياتى، وهو نفس ما كان يراه رجال شعبة الأبحاث فى المخابرات العسكرية ، وأضاف زعيرا أنه لو كان قد حذر القيادة السياسة من نشوب الحرب، ولم تندلع لكانوا قد اتهموه بالغباء، قائلا: «صحيح أنه كانت هناك مئات المعلومات عن قرب الحرب لكن كان فى المقابل هناك آلاف المعلومات التى تقول إنها لن تندلع».

 
ايلى زعيرا
ايلى زعيرا

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق