وداعا الأنبا بيشوي.. قصة «الأسقف الحديدي» الذي وهب حياته لتعليم اللاهوت

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 08:00 م
وداعا الأنبا بيشوي.. قصة «الأسقف الحديدي» الذي وهب حياته لتعليم اللاهوت
الأنبا الراحل بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة

بصوت هادئ ونظرات حادة كتلك التى  تمتلكها الصقور، كان الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة، يعلم اللاهوت ويصحح ما يراه من اعوجاج فى عقيدة الآباء والأجداد قبل أن يطير إلى مثواه الأخير.

على أثر أزمة قلبية بأحد مستشفيات القاهرة فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، توفى الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة.

يقول البعض عن الأنبا الراحل إنه كان من الصقور المحسوبين على البابا الراحل شنودة منذ أن تولى منصب سكرتير المجمع المقدس فى عصر البابا الراحل حيث أحكم قبضته على الكنيسة وتولى منصب رئيس لجنة المحاكمات الكنسية فى المجمع المقدس.

 

ظل  الأنبا بيشوى محتفظًا بعدة مناصب كنسية كان أهمها على الإطلاق ترأسه للجنة الحوار المسكونية التى تمثل الكنيسة فى المؤتمرات الدولية وتشكل صلب علاقتها بالكنائس الأخرى، وذلك بعد أن رفضت اللجنة المشرفة للانتخابات الباباوية عام 2012 ترشحه كخليفة للبابا السابق.

كان الأنبا بيشوى أصغر من نال  منصب الأسقف ربما فى تاريخ الكنيسة القبطية كلها، بعد أن تغيرت لأجله اللوائح وتعدلت له القوانين.

ترك الأنبا بيشوى عضوية هيئة التدريس بكلية الهندسة وسكن مغارة فى الجبل يبحث عن الله فيها هناك ليترهبن باسم "توما السريانى".

 

عمل الأنبا بيشوى على تعمير دير القديسة دميانة مرة أخرى، فور توليه رتبة الأسقفية، وكانت قد جمعته بالدير قصة مثيرة بعدما رأت والدته القديسة دميانة فى منامها وقد كان القمص توما السريانى مرشحًا لمنصب رئيس الدير فى تلك الفترة، وقبله بعدما أبلغته والدته منامها.

 

كدأب البابا شنودة على كسر التقاليد الكنسية لأجل الأنبا بيشوى،فقد كان الأخير هو  الرجل الوحيد الذى يرأس دير للراهبات، حيث جرت العادة أن تتولى الراهبات هذا المنصب .

ترأس الأنبا بيشوى دير الراهبات مع رئاسة الدير إيبراشية دمياط وكفر الشيخ، فكان أكثر من جمع بين المناصب الكنسية العليا ربما فى الكنيسة كلها، ثم ترقى لدرجة مطران عام 1990 لتكتمل مناصبه بمنصب رئيس الأساقفة أيضًا.

بعدما ترك الأنبا بيشوى تدريس الهندسة بالجامعة ،سار يدرس اللاهوت فى كل كنيسة ومعهد وفى كل جلسة وصلاة، يبحث عن تفاسير الأنجيل.

كان البعض يروا أن الأنبا بيشوى محارب صلب، يتطوع بالرد على من يرى أنهم قد ساروا نحو البدع والهرطقات  ولا يؤمن بفكرة اللاطائفية والوحدة الكنسية كأرثوذكسى لا يشق له غبار.

 

ترك الأنبا بيشوى  ما لا يقل عن الخمسين مؤلفًا فى علوم الكتاب المقدس واللاهوت العقيدى والدفاعى، وما لا يقل عن آلاف التلاميذ الذين يأتون إليه يستمعون لنبرته الهادئة ونقله الأمين قبل أن يترك كل ذلك ويغادر إلى السماء فينعاه أعداؤه قبل محبيه.

يذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،  كانت أعلنت أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قد أناب كلًا من الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح، والخمس مدن الغربية، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا دانيال، أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس، لصلاة التجنيز على روح الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ، نظرًا لتواجد البابا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى زيارة رعوية.

ومن المنتظر أن تصلى الكنيسة قداس الجنازة على روحه صباح الخميس المقبل بدير القديسة دميانة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق