انتهت مدة توفيق الأوضاع.. ماذا يفعل البابا تواضروس مع الأديرة الخارجة عن طاعته؟

انتهت المهلة التى منحتها لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة  قداسة البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية بابا الأسكندرية للكيانات والتجمعات الرهبانية غير المعترف بها كنسيا ومع ذلك لم توفق هذه الكيانات أوضاعها ولم يتقدم أى منها بأوراق نقل ملكية الأراضى والمنشآت باسم الكنيسة.

انتهاء مدة لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس تعنى أن هذا الكيانات والتجمعهات الرهبانية أصبحت رسميا خارجة عن طاعة البابا ما يؤكد إنها تكسر أهم مبادئ ونذور الرهبنة وهو الطاعة.

يأتى دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان المعروف باسم الدير المنحوت على رأس تلك القائمة حيث يخضع حاليا لإشراف الراهب القمص مينا الصموئيلى الراهب بدير الأنبا صموئيل بالقلمون بالمنيا، وتحاول الكنيسة تقنين أوضاع رهبانه الذين تمت رسامتهم بشكل غامض بعيدا عن الكنيسة الرسمية حيث تم حل الأزمة بين الدولة والدير بعد وساطات كنسية انتهت بتحديد مساحة الدير الذى أسسه الراهب إليشع المقارى أحد رفاق متى المسكين بعدما استقل عن ديره الأنبا مقار بوادى النطرون وشرع فى تأسيسه قبل سنوات وضم إليه مجموعة من الرهبان.

من جهتها جردت الكنيسة يعقول المقارى من رهبانيته وجرى إعادته لاسمه العلمانى فقام المقارى برسم رهبان جدد بالدير ضاربا بقرارات الكنيسة عرض الحائط.

يتكون الدير من كاتدرائية كبرى، ومضيفة للزوار وقلايات للرهبان وكنيسة أخرى صغيرة تزدحم بأجساد القديسين التى يحب الأقباط التبرك بها، بالإضافة إلى ورشة نجارة وورش أخرى للحدادة ومساحات شاسعة من الأراضى الزراعية تحيط بالدير.

يعقوب المقارى تمكن من بيع أرض يتقاسمها تجمعه الرهبانى مع دير براموس بوادى النطرون مساحة من الأرض كان البراموس يرغب فى ضمها له لتأمين حدوده من الخارج، لمزارعين مسلمين الأمر الذى أقلق رهبان وإدارة دير البراموس من ناحية قلاية البابا كيرلس الصحراوية فى الجبل.

كان  دير البراموس يرغب فى شراء تلك الأراضى للحفاظ على حدوده من الناحية الأخرى إلا أن جمعية زراعية تمتلك الأرض رفضت بشدة رغم كل الإغراءات وجاءت أزمة يعقوب المقارى وبيعه الأراضى لمزارعين مسلمين لتعقد الأزمة.

أما دير بطمس أو ماريوحنا بولاية بنسلفانيا الأمريكية فقد تسبب فى خلاف بين أساقفة أمريكا ففى الوقت الذى أصدر فيه الأنبا كاراس أسقف بنسلفانيا بيانًا رسميًا يحذر فيه الأقباط من زيارة دير ماريوحنا "بطمس" بمنطقة البوكونس ببنسلفانيا ، ومنع الزيارات له التبرعات له تنفيذا لقرارات اللجنة المجمعية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى.

الأنبا بطرس الأسقف العام تحدى قرارات البابا تواضروس وبيان الأنبا كاراس وواظب على ترأس قداس الأحد بالدير غير المعترف به كنسيًا، مع نقل الصلوات على الهواء مباشرة على قناة أغابى القبطية وهى أحد القنوات التابعة للكنيسة ويترأسها الأنبا بطرس أيضًا.

دير مار يوحنا تم تأسيسه قبل 5 أعوام من قبل الأنبا بطرس الأسقف العام، ويقوم بالصلاة والخدمة فيه أحد الرهبان ولكن لم يتم الاعتراف به ولم يخضع لشروط اللجنة المجمعية للأديرة التى شددت على ضرورة تسجيل أرض الدير باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر من أقباط بنسلفانيا أن الأرض مسجلة باسم الأنبا بطرس ولا يمكن أن تخضع لقرار لجنة شئون الرهبنة الذى أمهل الأديرة غير المعترف بها شهرا لتوفيق أوضاعها

أما دير عمانوئيل بوادى النطرون وهو دير للفتيات لم يحظ باعتراف المجمع المقدس للكنيسة القبطية، وكأنه منفى اختيارى للفتيات اللاتى قررن أن يسلكن طريق الرهبنة بعيدا عن أعين الكنيسة حيث لم يتم الاعتراف بالدير حتى اليوم، ولم يتم إدراجه ضمن قائمة "المزارع" التى تخضع لإشراف الآباء الأساقفة حيث تخيرت الكنيسة لفظة "مزارع" للإشارة للأديرة غير المعترف بها كنسيا ولكنها فى طريقها لذلك.

أما  دير الزيتونة بالعبور فقد خضع لإشراف الأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا بعدما كان غير معترف به كنسيا، ويضم الدير الذى يقع فى صحراء العبور مجموعة من مشاغبى الأديرة المختلفة الذين تطبق عليهم الكنيسة قرارات الإبعاد فمن بينهم رهبان بدير الانبا بيشوى ورهبان بدير السريان والبراموس وغيرها من الأديرة، وهو نفس الدير الذى أصدر البابا تواضروس قرارا بإبعاد الراهب إشعياء المقارى المتهم بقتل الأنبا ابيفانيوس إليه إلا أن الأخير توسل وجمع توقيعات من أخوته الرهبان وبقى فى ديره حتى حادثة القتل.

وضمن قائمة المزارع ظهر اسم دير "متاؤس الفاخورى" بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى ،حيث حمل اسم "مزرعة السلام" وذلك بعدما صدر قرار لتحذير الأقباط من زيارته قبل أربعة أعوام إلا إنه خضع رسميا لإشراف الكنيسة وظهر ضمن قائمة المزارع التى نشرت الشهر الماضى.