مأزق مقاتلات جيش الاحتلال في سوريا.. خطة إسرائيل لحفظ ماء الوجه أمام المنظومة الروسية
السبت، 29 سبتمبر 2018 11:00 م
بدأت تبعات استحواذ الجيش السوري على منظومة الدفاع الجوي الروسية الأشهر "إس-300" في التصاعد، منذ اللحظة الأولي للإعلان الروسي الرسمي، والذي ألقى بظلاله على حرية الطيران أمام مقاتلات جيس الاحتلال الاسرائيلي، وجعلها في موقف لا تحسد عليه، ما بين تحقيق أهدافها الاستراتيجية بتنفيذ ضربات، وبين التراجع بعد دخول المنظومة الصاروخية الي معادلة المعركة.
من الواضح أن جيش الإحتلال يواحة اشكالية شديدة التعقيد، فتقييد حرية مقاتلاته في سماء سوريا، يعني أن يفقد عين وذراع كان يستخدمهما في رصد وضرب القوى المحسوبة على إيران (الحرس الثوري وحزب الله) في الأراضي السورية، لكن من الواضح أنه يسعى لخلق مخرج يحافظ على ماء وجهه أمام الرأي العام والقوى الاقليمية.
المخرج الآمن الذي كشفت ملامحه موقع كشف موقع استخباراتي إسرائيلي، عن سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى إبرام صفقة بين إسرائيل وإيران تتعلق بسوريا.
"روسيا تقترح إبرام صفقة بين إسرائيل وإيران، تقضي بوقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، مقابل إيقاف إيران شحنات الأسلحة إلى دمشق".. هذا ما كشفه ذكر الموقع الإلكتروني العبري "ديبكا".
لبحث عقد ذلك الاتفاق،أوفد بوتين أوفد مستشاره للأمن القومي، نيكولاي باتروشيف، إلى طهران، الخميس الماضى متوقعًا أن يوافق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق الموقع الاستخباراتي
الجيش الإسرائيلي حصل على معلومات تتحدث عن عملية تفريغ من الشاحنات في اللاذقية السورية لمعدات إيرانية خاصة بإنتاج صواريخ عالية الدقة، يتعين تسليمها لحزب الله اللبناني، وهى المعلومات التى نقلها قائد سلاح الجو الإسرائيلي للجانب الروسي فى أزمة تحطم "إيل-20".
تقول"هآرتس" إنه تم إنذار العسكريين الروس بتنفيذ العملية في الساعة 21:38، قبل توجيه الضربة على الهدف الواقع على مشارف اللاذقية الشرقية في 21:42. وفي 21:50 تحدد أن الضربة أصابت هدفها.
الجيش الإسرائيلي يلفت إلى أنه وقت تنفيذ العملية كانت "إيل-20" الروسية تحلق في الشمال السوري على بعد نحو 200 كم من المقاتلات الإسرائيلية، متوجهة غربا نحو البحر.
حسب تقرير الجيش أنه في 21:52 بدأت الدفاعات الجوية السورية بإطلاق النار وأطلقت 27 صاروخا في اتجاهات مختلفة. وأصاب أحد الصواريخ التي أطلقتها منظومة “إس-200″، الطائرة الروسية في 22:05، عندما كانت المقاتلات الإسرائيلية متواجدة في منطقة مدينة حيفا شمالي إسرائيل
الجيش الإسرائيلي رفض اتهام الدفاع الروسية له بأن إحدى مقاتلاته كانت تتستر بـ"إيل-20"، زاعما أن الطائرات الإسرائيلية والطائرة الروسية كانت متواجدة في مناطق مختلفة وتحلق بسرعة وعلى ارتفاعات متباينة.
الدفاعات الجوية السورية قد أخطأت وأخذت "إيل-20" على أنها مقاتلة إسرائيلية،وفق الجيش الإسرائيلى- وقد يعود سبب ذلك، حسب "هآرتس"، إلى الحرب الإلكترونية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد القوات السورية، ما يؤكد قلة احترافية الجيش السوري وفق الصحيفة العبرية.
أما وزارة الدفاع السورية فتؤكد أن لديها معلومات تشير إلى أن الكارثة وقعت بسبب مناورات للطيارين الإسرائيليين، تدل إما على قلة مهنيتهم أو على استفزاز متعمد من قبلهم.
وردا على التصرف الإسرائيلي أعلنت روسيا عن عزمها تسليم سوريا منظومات "إس-300" للدفاع الجوي، وذلك لتعزيز حماية الأجواء السورية وكذلك تأمين عمل سلاح الجو الروسي فيها.