3 قصص تكشف المأساة.. محاكم الأسرة تفضح عنف الحموات تجاه زوجات أبنائهم
الأحد، 30 سبتمبر 2018 01:00 م
تمارس الأمهات ضغوطا كبيرة على أولادهم من أجل ارتباطهم وزواجهم، ودائما ما ترددن: «نفسي افرح بيك وأشيل عيل قبل ما أموت»، لكن سرعان ما تتبدل الأحول وتصبح الأمهات مصدر كل المشكلات التي تواجه أبنائهم مع زوجاتهم، وفي أحيانا كثيرة تكون الأمهات مصدر تلك المشكلات الوحيد، وهو ما ثبت من دفاتر محاكم الأسرة، التي تضج بكثير من قضايا الخلع والطلاق ويقف ورائها «الحماة».
كي الأطفال بالنار
لا يختلف أحد على أن الولد ولد- كما يقول المصريون- لكن «عطيات» تلك الممرضة الثلاثينية عانت الأمرين من حماتها وجدة أطفالها، بعدما تجردت الجدة من كل المشاعر، وعذبت أحفادها نكاية في أمهم التي تتركهم معها وتذهب إلى عملها في المستشفى.
تحكي أوراق قضية الخلع التي قدمتها «عطيات.م.ك» لمحكمة الأسرة تفاصيل كثيرة عن الإساءة التي طالما تعرضت لها الممرضة الثلاثينية من جانب حماتها، التي كانت تكرهها وتقارنها دائما بـ«سلفتها» التي كانت تعمل موظفة.
تقول «عطيات»: «تسبب عملي كممرضة في إساءة حماتي لي وكرهها لأبناء ابنها وتفضيل أبناء ابنها الآخر عنهم بسبب عمل زوجة الابن الثاني كموظفة، ونظرا لتغير مواعيد العمل فكنت اضطر إلى ترك أبنائي مع حماتي مثلما تفعل سلفتي الأخرى، ولاحظت رغم علمي بعدم رضا حماتي عن عملي ومعايرتها لي أكثر من مرة بأني أعمل ممرضه بمستشفى وزوجة ابنها الأخرى (موظفة محترمة) ولكن كنت اضطر إلى ترك أبنائي معها فظروفي أقوى من كلامها الذي كان يذبحني كل يوم».
وتضيف: «كان الأطفال دائمو الشكوى من معاملة جدتهم لهم وتفضيل أبناء عمهم في المعاملة، وما أن اشتكيت لزوجي حتى دبت الخلافات بين زوجي ووالدته، فما كان من الجدة إلا أن قامت بكي الطفلين بالنار في غيابي، حتى تجبرني على عدم ترك الأبناء مرة أخرى».
وتشير «عطيات»، إلى أن الأمر انتهى الأمر بقيامي بإقامة دعوى خلع ضد زوجي حملت رقم 90 لسنة 2107 خاصة أنه لم يتخذ أي موقف تجاه والدتي بعد ما قامت به تجاه الأبناء، وعمل عاهات مستديمة بأجسادهم نتيجة الحروق لتنتهي حياة الأسرة ما بين المحاكم ومكاتب فض المنازعات بسبب الحموات.
سم في الأكل
لا تختلف قصة «عطيات» الممرضة، عن قصة «منى.ه.أ» مدرسة علم النفس كثيرا، فلم تتوقع منى أبدا أنها ستفشل في تطبيق ما درسته مع حماتها و شقيقات زوجها، فطوال فترة الخطوبة لم يظهر ما يثير حتى مجرد التفكير في أن تلك الحياة الوردية التي تستعد لها ستتحول لجحيم حتمي وستقف في النهاية تحمل رضيعها أمام محكمة الأسرة في الدعوى رقم 238 لسنة 2017.
تقول منى: «بعد أن تم الزواج بعدة أشهر في شقة منفصلة بمنزل عائلته، بدأت تدب الخلافات بيننا لأسباب تافهة، وكنت أتعجب من تلك الأسباب، حتى علمت أن والدته وشقيقاته البنات هم من وراء تلك المشاكل، فضلا عن تدخلهم في حياتي في الكبيرة والصغيرة، وفرض رأي حماتي علينا في كل أمور المنزل وإدارته وشئونه، وما زاد الأمر سوءا هو انصياع زوجي لرغباتها وترضيتها على حساب زوجته وبيته».
وتضيف: «بعد أن قررت الانفصال فوجئت بالحمل وهو ما دعا حماتي التي كانت تظهر في صورة الملاك أن تجبر زوجي على حبسي بالمنزل بسبب ذلك الحمل بحجة الحفيد المنتظر، وما أن وضعت الحمل حتى تم تهديدي بحرماني من ابنى إذا ما فكرت في الخروج من المنزل فما كان مني سوى التهديد بأني حاضنة للطفل ومن حقي مسكن الزوجية بعد الطلاق، فوجئت بعدها بتغير المعاملة تماما لعدة أيام وهيئ لي أن الأمر لم يخرج عن صلاح الحال بسبب التهديد».
وتابعت منى: «لكن كانت الطامة أن حماتي كانت تعد العدة للخلاص مني وأخذ الطفل فوضعت السم في الطعام وهو ما أصابني بعدها بحالة من الإعياء الشديد، وأنقذتني العناية الإلهية من الموت، وتم إثبات ذلك في محضر رسمي بعد أن اتهمت حماتي وبناتها بالتدبير لقتلي وثبت ذلك من واقع التحاليل، حملت ابني وتوجهت إلى محكمة الأسرة وأثبتت ما عانيته معهم وقضت المحكمة بالخلع وتبددت جميع الأحلام».
عاهة مستديمة
لا يمكن تصور تلك الواقعة إلا في عالم الخيال، فبينما دخلت «أمل» عش الزوجية بصحة جيدة وعينين سليمتين، انتهى بها الأمر للوقوف أمام محكمة الأسرة بعين واحدة بعد أن قامت حماتها بفقء عينها.
تحملت أمل 7 سنوات في منزل زوجها برفقة حماتها التي تخيلت أنها ستحل محل ولادتها، بعد وعود الحماة بأنها ستضعها بعينيها ولكن أمام محكمة الأسرة وفى الدعوة رقم 354 لسنة 2017، وقفت أمل بعين واحدة فبدلا من أن تضعها حماتها بعينها كما وعدتها أخذت منها نور عينها.
تحكي أمل، أن حماتها مارست معها دور الحماة منذ اليوم الأول، للزواج فطلبت منها الخروج للطبخ والغسيل منذ يوم الصباحية وذلك بحكم عيشتها مع ابنها الوحيد، حيث احترمت أمل رغبة زوجها فى جلوس والدته معهما لأنه لا يصح أن تقيم فى منزل إحدى شقيقاته الإناث مع أزواجهن، وهو الابن الوحيد لها، فرضخت أمل لهذا الأمر بحكم العادات والتقاليد.
تقول أمل، إن الحرب بدأت مع تردد شقيقاته مع منزل الزوجية بشكل يومي برفقة أولادهن، وهو ما كان يثير ضيق واستياءها نظرا لأنها كانت تخدم الجميع ولا أحد يساعدها. وتضيف: «حماتي بتطلب مني أعمل الأكل وبيقضوا اليوم معانا دون مراعاة لأي خصوصية ولما بعترض بتحصل مشكلة بتنتهى بضربي».
وأشارت أمل، إلى أنها كانت صابرة ومتحملة كل ذلك إلى أن مرت سنوات عديدة، متابعة: «الحال يتدهور من للأسوأ، حتى جاء اليوم الموعود، ووقع خلاف شديد بيني وبين حماتي انتهى بضربي الأم ضربا مبرحا».
وتضيف أمل: «وحينما حاولت الدفاع عن نفسي ضربتني بعصا المكنسة ففقأت إحدى عيني في الحال»، لتضع حماة أمل نهاية الحياة الزوجية التى ربما لولا وجود الأم فيها لكانت استمرت بشكل مرضى، ورفض الزوج تطليقها خاصة وأنه أحس بالذنب لما وقع فى حقها فما كان من الزوجة إلا أن أقامت دعوى خلع لتحصل على الخلع بعد معاناة.