العالم يتشكل من جديد.. من ينتصر في معركة تكسير العظام بين «ترامب وروحاني»؟
الخميس، 27 سبتمبر 2018 09:55 صكتب أحمد عرفة
يعد الصراع الدائر حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، هو الذي يشغل المجتمع الدولي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 12 مايو الماضي، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ومنذ ذلك الحين وبدأت العقوبات الأمريكية تفرض على طهران واحدة تلو الأخرى.
انقسام كبير يشهده المجتمع الدولي، بين تعاون بعض الدول مع إيران لمواجهة العقوبات الأمريكية، على رأسها كل من روسيا والصين وتركيا، بجانب قطر أيضا، على الجانب الأخر نجد عدد كبير من دول المنطقة، أعلنت مساندتها للموقف الأمريكي ضد طهران، وهو ما كشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أعلن عن تشكيل تحالف استراتيجي يضم كل من مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة إيران.
على الجانب الآخر نجد إيران ترد على العقوبات الأمريكية، بمناورات في البحر الأحمر، بجانب تهديدات متواصلة بغلق مضيق باب المندب، ومنع مرور شاحنات النفط منه، خاصة مع التهديد الأمريكي بمنع شراء النفط الإيراني الذي من المفترض أن يتم تنفيذه في 4 نوفمبر المقبل.
إلى جانب هذه التهديدات، نجد تصريحات من المسؤولين الإيرانيين، بأن القدرات الدفاعية لإيران لن تقوى أي بلدان على مقاومتها في إشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع أن تحارب طهران، بجانب تهديدات إيرانية برد قاسي على الإدارة الأمريكية.
الخلافات العنيفة بين البلدين ظهرت بشكل واضح في خطابي رئيسي البلدين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما اتهما كل من دونالد ترامب، وحسن روحاني، بعضهما بدعم الإرهاب، حيث أكد الرئيس الأمريكي خلال خطابه في الأمم المتحدة، أن قادة إيران يؤيدون القتل والدمار والفوضى ولا يحترمون دول الجوار.
كما أن قادة إيران سرقوا ملايين الدولارات من الخزانة العامة لإنفاق الأموال على عملائهم لشن الحروب، وأن دول عدة في الشرق الأوسط دعمت قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، والهدف من الضغط الاقتصادي على إيران حرمان النظام من موارد يستخدمها لنشر الفوضى.
بينما رد الرئيس الإيراني على ترامب في نفس الجلسة بذات اليوم أن الهيمنة والسيطرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أنهم بالفعل هم أعداء السلام، فالحكومة التركية بعد انسحاب من الاتفاق النووي تضع إيران لمحادثات ليست متعددة الأطراف للتشاور مع خبراء بشأن الاتفاق النووي.
إسرائيل من جانبها دخلت على الخط، بعد أن اشتعلت التهديدات بين تل أبيب وطهران، وصلت إلى استهداف المواقع الإيراني في سوريا، واستهداف مواقع للنظام السوري أيضا، في ظل تهديد إيراني برد عنيف بإطلاق صواريخ تصل إلى تل أبيب.
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، عن مساعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني للشؤون الثقافية، العميد محمد رضا نقدي، تأكيده أن قدرات طهران بلغت حدا لا يتصوره أعداء إيران، فالعدو يسعى من أجل ربط المشاكل بالثورة الإسلامية ليعمل من ثم على حياكة مؤامرات كبرى ضد إيران.
على الجانب الآخر نجد موقف متحايز من قبل الاتحاد الأوروبي لإيران، ورفض لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وهو ما ظهر جليا في تصريحات منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، التي أكدت أن الاتحاد الأوروبي سينشئ كيانا قانونيا بهدف مواصلة التجارة مع طهران، خاصة شراء النفط الإيراني، حيث إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستنشئ كيانا قانونيا لتسهيل المعاملات المالية القانونية مع إيران، حيث سيتيح هذا الكيان القانوني الجديد للشركات الأوروبية مواصلة التجارة مع إيران وفقاً للقانون الأوروبي.
ومن الممكن أن ينضم إليه شركاء آخرون في العالم، ليرد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو خلال كلمته بمؤتمر صحفي أن الأوروبيين يسعون إلى الحفاظ على الاتفاق النووي رغم الإرهاب الإيراني الذي يحاول استهداف دولهم،