وصفها بالصفقة الكبيرة.. ماذا يسهدف ترامب من اتفاقيته التجارية مع كوريا الجنوبية؟

 

 

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من آن لآخر لتوقيع اتفاقيات تجارية تعوض ما حدث مؤخرا من حرب تجارية مع الصين، وما تلاه من خلافات مع دول الاتحاد الأوروبي، ويسعى الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب من خلال تلك الإتفاقيات لإيجاد فرص جديدة أمام الشركات الكبرى.

 

كوريا الجنوبية قد تكون حليف جديد لأمريكا وهذا ما نراه من خلال توقيع ترامب اتفاقية تجارية معدلة معها، تهدف إلى توسيع الفرص أمام شركات صناعة السيارات الأمريكية وشركات الأدوية، ويعتبر هذا هو الاتفاق الأول بعد أن وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإصلاح علاقات بلاده التجارية، وفي مؤتمر صحفي في نيويورك، وصف ترامب التحديثات على اتفاقية عام 2012 بأنها "صفقة كبيرة للغاية".

 

كان البيت الأبيض أعلن لأول مرة عن الخطوط العريضة للتغييرات في مارس، وقال معظم المحللين إن التنقيحات كانت متواضعة نسبيا، وجاء الانتهاء من الاتفاقية عندما واجه ترامب عددا من الخلافات السياسية، بما في ذلك مزاعم التحرش الجنسي ضد مرشحه إلى المحكمة العليا.

 

تشعر الشركات بالقلق من تأثير التعريفات الانتقامية على تلك التي فرضتها إدارة ترامب على واردات الصلب والألمنيوم والسلع الصينية، ووصف ترامب التوقيع ، الذي جرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة،  بقوله كان "يومًا عظيمًا" بالنسبة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

 

وقال عن الاتفاقية المنقحة بأنها "اتفاقية جديدة تمامًا" وعلامة على أن استراتيجيته التجارية تعمل موضحا "بالإضافة إلى هذه الصفقة ، لدينا الكثير من الأعمال ، وهي صفقات عادلة".

 

على الجانب الآخر ركز رئيس كوريا الجنوبية على ملاحظاته حول محادثات نزع الأسلحة النووية مع كوريا الشمالية، التي شاركت فيها الولايات المتحدة، وقال بحسب بى بى سى نيوز إن الاتفاقية التجارية الجديدة ، التي لا تزال بحاجة إلى موافقة برلمان كوريا الجنوبية ، هي علامة على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

 

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت مفاوضات مع كوريا الجنوبية في العام الماضي، في أعقاب انتقادات ترامب لصفقة عام 2012 وبموجب الشروط الجديدة ، وافقت كوريا الجنوبية على إعفاء ما يصل إلى 50000 سيارة لكل مصنع أمريكي سنويًا من متطلبات السلامة الكورية الجنوبية  أي ضعف العدد الحالي وأعلى بكثير من أي شركة أمريكية تصدر حاليًا.

 

كما وافقت البلاد على إجراء تغييرات مثل إدخال تحسينات على إجراءات الجمارك وإدخال تعديلات على سياسات تسعير الأدوية الخاصة بها، وتمدد الاتفاقية أيضا تعريفة أمريكية بنسبة 25٪ ضد الشاحنات الكورية الجنوبية حتى عام 2041. وكان من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في عام 2021.

 

وافقت الولايات المتحدة على إعفاء كمية معينة من الفولاذ الكوري الجنوبي من الرسوم الجمركية البالغة 25٪ التي أعلنها ترامب في شهر مارس - أي ما يعادل 70٪ من متوسط الواردات للبلاد خلال الفترة 2015-2017.