خليفة عمرو خالد في «النحنحة».. كيف يستقطب حازم شومان الشباب من «الفيسبوك»؟
الخميس، 20 سبتمبر 2018 05:00 مأمل غريب
بدأ الداعية حازم شومان، طريقه في الدعوة بإلقاء الخطب والدروس من على منبر مسجد السلاب بمحافظة الدقهلية، بعد تخرجه في كلية الطب جامعة المنصورة، فبدأ يستقطب شباب المحافظة للاستماع إلى ما يلقيه من دروس بطريقة كانت أشبه إلى حد كبير بأسلوب معلمه «محمد حسين يعقوب».
إلا أنه تفوق على شيخه واستطاع عمل مزيج بين أسلوب يعقوب المعروف عنه جذب الانتباه من خلال الجمل الاستفهامية خلال دروسه وخطبه مثل جملته الشهيرة «ياللي مش بتصلي مبتصليش ليه؟»، وأسلوب الداعية عمرو خالد الذي بدأ طريقه في نهاية التسعينات، وجذب حوله الشباب والفتيات بالدموع و«النحنحة» واصطناع البكاء والتضرع والخشوع، فكانت الخلطة التي مكنته من عمل قاعدة كبيرة من الشباب حوله ساقها أمامه كالقطيع.
حازم شومان في بدايه حياته
الداعية السلفي، حازم شومان، تلقفته القنوات السلفية الخاصة «الرحمة والناس والخليجية» قبل سنوات من ثورة (25 يناير 2011). وكان أحد نجومها الذين استقطبوا الشباب وسلبوهم عقولهم في عملية «غسيل مخ» ممنهجة، من أجل تغيبهم وإقناعهم بأن الدين عبارة عن «جلباب ولحية أو إسدال ونقاب»، وليس معاملة حسنة وصدق وأمانة وابتسامة إلى أخر الأخلاق الدينية في حياة البشر.
كما كان أحد أضلع مثلث الشر في التحريض على بث روح العنف والكراهية ضد الأقباط، وفي أحد حلقاته على قناة الرحمة، كان اتصالا هاتفيا من سيدة تدعي أن لها جارة مسيحية تتبادل معها بعض الأطعمة كنوع من المودة وحسن الجيرة، فانفعل عليها شومان محذرا من خطورة التعامل مع جارة السيدة ونهرها بشدة وأمرها ألا تتعامل معها حتى ولو بمجرد إلقاء السلام، وسألها ما إذا كانت لديها أطفال يلعبون مع أولاد جارتها، وبمجرد أن أجابت المتصلة بنعم، صرخ فيها قائلا: «حسبي الله ونعم الوكيل.. امنعيهم فورا.. ألا تعلمي أنكي ترمي بهم في التهلكة بيديك يا أختي؟».
الأسلوب المؤثر الذي يصطنعه حازم شومان، مكنه من أن يصدر سلسلة من الدروس الدينية. كان من بينها سلسلة «فرسان الأقصى»، والتي كان يحرض فيها الشباب على العمليات الاستشهادية في فلسطين دفاعا عن المسجد الأقصى.
بينما في حقيقة الأمر، فإنه كان يتلاعب بعقول الشباب ليضمهم إلى الجماعات الإرهابية التي كانت ترسل الشباب للجهاد في سوريا وأفغانستان وليبيا واليمن والعراق، وأصبحوا الآن من عتاة الإرهابيين وأغلبهم انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، أو قُتل في هجمات انتحارية أو على يد قوات مكافحة الإرهاب.
بعد أيام قليلة من اندلاع ثورة يناير، ركب حازم شومان، الموجة، وانضم كغالبية السلفيين إلى ركب الإخوان وانحاز لصفهم أسوة بشيوخه ومعلميه، وتقرب كثيرا من الإرهابي «حازم صلاح أبو إسماعيل» القيادي السلفي أثناء حملته الانتخابية الرئاسية في 2012، والذي ضاع على يده مستقبل الكثير من الشباب، بزعم الدعوة إلى الدولة الإسلامية وإقامة دين الله في الإرض والقضاء على الفجور وحماية دين الله.
وسهل لهم السفر خارج مصر والانضمام إلى الجماعات الإرهابية بحجة الجهاد في سبيل الله، لكن بعد فشل أبو إسماعيل في الانتخابات الرئاسية، وفوز المعزول محمد مرسي، تحول شومان طواعية للانضمان لصفوف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وحالفهم سياسيا، فخصص لهم دروسا وخطبا ألقاها من على المنابر تمجيدا فيهم وفي حلم الخلافة الإسلامية.
حازم شومان
بعد قيام ثورة (30 يونيه 2013)، استمر حازم شومان يدعم جماعة الإخوان الإرهابية. وكان يحشد الشباب للانضمام إلى اعتصام النهضة ورابعة العدوية الإرهابي، كما كان أحد المشاهير الذين وقفوا على المنصة ليخطب في المعتصمين خطبا حماسية مضللة ليحرضهم على البقاء في الاعتصام حماية شيوخ الفتنة والضلال.
إلا أنه وبعد سقوط الجماعة الإرهابية والقبض على مرشدها وأعضاء مكتب الإرشاد، اختفى شومان من على الساحة لفترة كبيرا، حتى عاد مجددا عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يمتلك منها أكثر من (20) صفحة على «الفيسبوك» فقط، وقناتان على «اليوتيوب»، ليبث من خلالهم سمومه في عقول الشباب.