اختلاف الرأي بين السلفيين يفسد للود قضية.. محمد رسلان يتهم ابن كثير بإهانة الأنبياء
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 05:00 م
«اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» كان ولا يزال هو المبدأ الذي يسير على نهجه شيوخ السلفية حتى ولو اختلفت مدارسهم وتعددت، فهم في الحقيقة ليسوا إلا مجرد ناقلين أو كما هو شائع «بغبغانات» تردد ما تسمع أو تقرأ من كتب التراث، التي وضعها بشر ولم ينزلها الله، ويكرهون إعمال العقل والمنطق، كذلك يرفضون الأصوات الداعية لتنقية الكتب الحديث التراثية، التي تشتمل في مضمونها عدد لا بأس به من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، التي لا تتماشى مع أي عقل وتتعارض مع ما أنزله الله في كتابه العزيز.
وقال تعالى: «إن أنزلنا الذِكر وإن له لحافظون»، ويذايدون على أي محاولة للمساس بكتب الهتهم التراثية، دونما يذكرون أي سبب، إلا لمجرد الاستمساك بأراء لم ينزل بها الله من سلطان، بينما إذا ظهرت أراء لأي شخص يحاول المساس بهذه الكتب التراثية، على شاكلة «إسلام بحيري»، يتهمونه بالفسق والفجور، وعلى الفور يقيمون ضده دعوى «ازدراء أديان» ولا يتركونه إلا خلف قضبان السجن، إذا لم يستبيحوا إراقة دمة قبل صدور الحكم بسجنه.
محمد سعيد رسلان
خلال الأيام القليلة الماضية، صدر كتاب «لهذا تركناه» لمحمد عبد الحي، أحد شيوخ السلفية ومقدم أحد البرامج على قناة «الفتح» السلفية، تحدث فيه عن أسباب ابتعاده واعتزاله مجلس شيخه ومعلمه «محمد سعيد رسلان»، موضحا خلال صفحات الكتاب، أن الأخير يتعرض للصحابة والأنبياء ويسئ إليهم، وقال عنه أنه يخرج عن صحيح الدين ويتطاول عليهم في دروسه.
استشعر محمد سعيد رسلان، أن العرش الذي يجلس عليه يهتز نتيجة للاتهامات التي وجهها له تلميذه محمد عبد الحي، بعد فضحه على صفحات الكتاب الذي لاقى رواجا بين أقطاب السلفية، وانهالت الاتصالات الهاتفية على رسلان، تسأله عن حقيقة ما أدعاه تلميذه في الكتاب، وارتبك المشهد من حوله ولم يجد إلا حجج ضعيفة ألقاها على كل المتصلين به، وأكد لهم أن غيرة تلميذه منه وفشله في أن يتفوق على أستاذه، فحركته الأحقاد وجعلته يتطاول عليه إلى هذا الحد، ويفتري على معلمه وشيخه طمعا في الشهرة، كما ذكر لأحد المتصلين من أصدقائه أن هناك أحدا من أعدائه هو من يقف خلف عبد الحي ويحرضه غيرة منه ونكاية فيه.
محمد عبد الحي تلميذ الشيخ سعيد رسلان
خرج الداعية محمد سعيد رسلان، خلال أحد مقاطع الفيديو، للرد على الاتهامات التي وجهها إليه تلميذه، نافيا كل ما جاء في الكتاب وقال: «كل ما قلته عن نبي الله أيوب، بأنه ألقي في مزبلة بعدما أصابه البلاء، هو كلام منقول عن ابن كثير وليس كلام من عندي، فإن كان هناك اتهامًا له بالطعن في الانبياء فبالأحرى أن تتهموا ابن كثير بالطعن فيهم».
وتابع محمد سعيد رسلان: «كل ما أقوله في دروسي ومحاضراتي هو نقلا لكلام أهل العلم وليس آراء لي مستقلة.. من أنا كي استقل برأي؟».
الموقف الحرج الذي وقع فيه الشيخ السلفي، جعله يلقي اللوم على ابن كثير و«باعه على أول ناصية»، نافيا أنه يمكن أن يكون له رأي مستقل فهو ليس إلا مجرد ناقل للكلام الذي يحفظه عن علمائه في كتب التراث، حتى وإن كان فيه تطاول وإسائه لأنبياء الله، وأنه لا يستطيع إعمال العقل، واختار أن ينسب ما قاله من تطاول وإسائه، لابن كثير، بل اتهمه أنه هو من يطعن في سيرة الأنبياء.