أسرار الساعات الأخيرة في حياة البابا فرنسيس

الأحد، 27 أبريل 2025 12:00 ص
أسرار الساعات الأخيرة في حياة البابا فرنسيس
نرمين ميشيل

- بابا الفاتيكان استقبل نائب الرئيس الأمريكي واحتفل بعيد الفصح قبل ساعات من وفاته بسكته دماغية

- رجل السلاح والمحبة دعا قبل الوفاة إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا وغزة وتحرير أسرى الحرب والإفراج عن السجناء 
 
ساعات قليلة فصلت، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان بين ظهوره وهو جالس على كرسي متحرك، ملوحا للحشود التي تجمعت الأحد الماضى في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، مهنأ الجميع بحلول عيد الفصح ومتمنياً لهم قضاء عيد سعيد، وبين إعلان وفاته، صباح الأثنين الماضى، وهو ما أحدث صدمة كبيرة في كل الأوساط السياسية والدولية.
 
وما زاد من وقع الصدمة، شخصية البابا فرنسيس الذى رحل عنا عن عمر يناهز 88 عاما، بعد صراع طويل من المرض، فهو «رجل السلاح والمحبة»، والمحب للخير، وليس أدل من ذلك كلمته الأخيرة قبل وداعه بساعات، فقد دعا إلى إنهاء الحرب في كل من أوكرانيا وقطاع غزة، واعتبر عيد الفصح هو فرصة مناسبة للدعوة إلى تحرير أسرى الحرب والإفراج عن السجناء السياسيين.
 
وأكد الفاتيكان أن سبب وفاة البابا فرانسيس، هو سكتة دماغية تسببت في غيبوبة وفشل في الدورة الدموية القلبية، ثم توقف القلب، وقال البروفيسور أندريا أركانجيلي، مدير مديرية الصحة في دولة الفاتيكان، إن سكتة دماغية وغيبوبة أدت لتوقف القلب، فى شهادة الوفاة التي نشرت للعامة، بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنه كان لديه تاريخ من الفشل التنفسي الحاد مع الالتهاب الرئوي المتعدد الميكروبات الثنائي، وتوسع القصبات الهوائية المتعددة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني.
 
وبحسب صحيفة كورييري ديلا سيرا، الأيطالية، فقد استيقظ البابا فرانسيس في الساعة السادسة صباح الاثنين، وكان لا يزال يشعر بأنه على ما يرام، وبعد ساعة بدأ يشعر بالمرض وبعد دقائق قليلة، في الساعة 7:30 صباحًا، حدثت النتيجة المميتة، وقال الكاردينال كيفن فاريل عبر قناة الفاتيكان التلفزيونية إنه عند الساعة 7:35 من صباح -الأثنين- عاد أسقف روما فرنسيس إلى بيت الأب".
 
وأمضى البابا فرنسيس 5 أسابيع في مستشفى جيميلي في روما حيث تلقّى العلاج العلاج من التهاب رئوي مزدوج، وغادرها في 23 مارس، ولم يظهر علناً بعدها سوى في 6 أبريل، حيث خرج إلى ساحة القديس بطرس في الفاتيكان على كرسي متحرك، في ختام قداس بمناسبة عام اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية.
 
وستقام مراسم الجنازة الرسمية اليوم السبت، في ساحة القديس بطرس، قبل نقل الجثمان إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري للدفن، تنفيذاً لوصية البابا فرنسيس بدفنه في بتابوت واحد بدلًا من الثلاثي التقليدي.
 
وتوفى بابا الفاتيكان بعد يوم واحد فقط من وقوفه من الشرفة المركزية في كاتدرائية القديس الأحد، بطرس لمناسبة عيد الفصح، وحيا البابا جميع الحاضرين في ساحة القديس بطرس وخاطبهم بكلمات قليلة: «أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، عيد فصح سعيد»، إلا أنه اضطر إلى تفويض قراءة النص إلى عريف الحفل، دييجو رافيلي، بسبب حالته الصحية. 
 
وقبل وفاته بساعات عقد البابا فرنسيس اجتماعاً خاصاً في الفاتيكان، صباح الأحد، مع نائب الرئيس الأمريكى جي دي فانس، وذكر البيان أن فانس، الكاثوليكي الذي اختلف مع بابا الفاتيكان بشأن سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارة ترمب، التقى البابا فرنسيس في مقر إقامته في الفاتيكان لتبادل التهاني بعيد الفصح.
 
وكان البابا فرنسيس أول من يترأس الكنيسة الكاثوليكية من أمريكا اللاتينية، وعلى مدار 12 عاماً في قيادته للكنيسة الكاثوليكية اهتم بالفقراء والمهاجرين وتبنى نهجا إصلاحيا وضعه فى صدام مع بعض المحافظين، ووفقاً لوكالة أسوشيتدبرس، فإن فرانسيس قدم شكلا مختلفاً للباباوية بدءأ من أول تحية له كبابا، «بوناسيرا» (مساء الخير) التي كانت عادية بشكل ملحوظ، إلى احتضانه للاجئين والمضطهدين، مؤكدًا على التواضع بدلًا من الغطرسة في كنيسة كاثوليكية تعاني من الفضائح واتهامات اللامبالاة، مشيرة إلى أبرز مواقف بابا الفاتيكان، ومن بينها تغييره لموقف الكنيسة من عقوبة الإعدام، ووصفها بأنها غير مقبولة فى جميع الأحوال، كما أعلن أن حيازة الأسلحة النووية وليس مجرد استخدامها أمر غير أخلاقى.
 
ومن المواقف التي تبناها أيضا موافقته على اتفاقية مع الصين بشان ترشيحات الأساقفة التي أزعجت الفاتيكان لعقود، والتقى بالبطريرك الروسى ورسم علاقات جديدة مع العالم الإسلامي بزيارة المنطقة العربية. كما أكد على أن الكهنوت ذكورى فقط وأن العزاب هم من يمارسونه، وأيد معارضة الكنيسة للإجهاض معتبراً إياه استئجار قاتل مأجور لحل المشكلة.
 
ويعتبر البابا فرنسيس واسمه خورخي ماريو بيرجوليو هو أول بابا من أمريكا اللاتينية حيث ولد في 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس لعائلة من أصول إيطالية بعد التغلب على مرض خطير، والتحق بالمدرسة اليسوعية وتخرج في الفلسفة ثم رسم كاهنا في عام 1969، وبعد مسيرة كنسية في بوينس آيرس، عين كاردينالا في عام 2001.
 
وسمى البابا فرنسيس – الذى خلف البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2013 – بهذا الأسم تيمنا بالقديس فرنسيس الأسيزي رمز التواضع والاهتمام بالفقراء، واختار البابا عدم العيش في الشقة البابوية التقليدية، بل في بيت القديسة مارتا وهي لفتة رمزية للرصانة.
 
وأعطى البابا فرنسيس على مر السنين صوته للفئات الأضعف والمهاجرين والفقراء، وسلط الضوء على موضوعات الحوار بين الأديان، واجتمع مع زعماء الديانات المختلفة، وعزز السلام في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، كما أعرب البابا فرنسيس عن تضامنه مع الأهالي في قطاع غزة – خلال رسالته الأخيرة أمس – داعيا إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وقال في رسالة بمناسبة عيد الفصح قرأها أحد مساعديه: «أفكر في شعب غزة، ومجتمعها المسيحي على وجه الخصوص، حيث يستمر الصراع الرهيب في التسبب في الموت والدمار»، واصفا الوضع الإنساني في غزة بأنه مأساوي ومؤسف، ودعا المجتمع الدولي مرارا وتكرارا لتحمل مسئولياته تجاه المدنيين في غزة، مؤكدا أن الحرب لا تجلب سوى الدمار والبؤس، وأن السلام وحده هو الطريق الحقيقي للكرامة والعدالة.
 
كما قاد البابا فرانسيس الكنيسة في سياق «الحرب العالمية الثالثة الجزئية» وهو التعريف الذي استخدمه لوصف الصراعات بين روسيا وأوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط، ووجه نداءات متكررة لوقف الحروب في سوريا واليمن والسودان، وندد دائما بأن «الحرب هزيمة». وقام البابا فرنسيس خلال فترة حبريته بالعديد من الرحلات في جميع أنحاء العالم سعيا إلى نشر رسالة السلام والعدالة والحوار بين الأديان.
 
وفى نعيه للبابا فرنسيس، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «لقد كان قداسة البابا فرنسيس شخصية عالمية استثنائية، كرس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب، كما كان مناصرا للقضية الفلسطينية، مدافعا عن الحقوق المشروعة، وداعيا إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم»، مشيراً إلى أن فقدان البابا فرنسيس يمثل خسارة جسيمة للعالم أجمع، إذ كان صوتا للسلام والمحبة والرحمة، ومثالا يحتذى به في الإخلاص للقيم النبيلة.
 
وأكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن البابا فرنسيس كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا في خدمة رسالة الإنسانية، وقد تطوَّرت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان في عهده؛ بدءًا من حضور قداسته لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التي لم تكن لتخرج للعالم لولا النية الصادقة، رغم ما أحاط بها من تحدياتٍ وصعوباتٍ، إلى غير ذلك من اللقاءات والمشروعات المشتركة التي توسَّعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الماضية، وأسهمت في دفع عجلة الحوار الإسلامي-المسيحي، مشيراً إلى حرصَه على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافًا وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة. 
 
وقال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن البابا فرنسيس كان واحدًا من الرموز الدينية العالمية التي كرّست حياتها لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التفاهم والتسامح، ومدّ جسور المحبة بين أتباع الأديان، في إطار من الحوار الجاد والمسؤول، وكان صوتًا حاضرًا في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية في مختلف المحافل، وأن مواقفه ستظل محفورة في ذاكرة الضمير الإنسانى.
 
وفى نعيها قالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني: «ذاكرين لهذا الخادم والأخ العزيز محبته الصادقة ومثال التواضع المسيحي الحقيقي الذي قدمه خلال رحلة خدمته الحافلة». 
 
وقال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن التاريخ سيذكر للبابا فرنسيس مواقفه الشجاعة فى إعلاء صوت الإنسانية فى وجه الحروب والنزاعات، وحرصه على الدفاع عن المظلومين والفقراء واللاجئين، مشددًا على أن تلك الرسالة السامية التى حملها طوال حياته تمثل نموذجًا راقيًا.
 
وأطلق الفاتيكان فترة حداد تستمر 9 أيام وبداية عملية انتخاب بابا جديد خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع، ومن المؤكد أن تبدأ المناورات داخل الكنيسة حول من سيخلف البابا فرانسيس ويصبح الرئيس رقم 268 للكنيسة الكاثوليكية. وسيتوجه الكرادلة من جميع أنحاء العالم إلى روما لحضور اجتماع سري، فى طقوس انتخابية سرية ومعقدة تُعقد في كنيسة سيستين، ويشارك فيه حوالي 138 كاردينالًا مؤهلين للتصويت. وكان من بين المرشحين المحتملين الذين تم طرحهم قبل وفاة فرانسيس، ماتيو زوبي، الكاردينال الإيطالي التقدمي، وبييترو بارولين، الذي يشغل منصب وزير خارجية الفاتيكان، والكاردينال لويس أنطونيو تاجلي، من الفلبين. ورجح الإعلام الغربى أن تُفاقم وفاة البابا فرانسيس الانقسامات الحادة، حيث يسعى المحافظون إلى انتزاع السيطرة على الكنيسة من الإصلاحيين.
 
وخلال فترة شغور الكرسي الرسولي، لا يتم اتخاذ أي قرارات جديدة أو إنشاء قواعد جديدة، على الرغم من أن حوكمة الكنيسة الكاثوليكية تظل في أيدي مجمع الكرادلة حتى يتم انتخاب بابا جديد، كما أنه بعد إعلان وفاة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، يتم تدمير "خاتم البابوى" والذى يطلق عليه خاتم الصياد وهو يتم تدميره بعد إعلان وفاة البابا، حيث يعتبر رمزا لنهاية فترة حكمه ومنعا لاستخدام الأختام المزورة.
 
ويعتبر تصميم هذا الخاتم مميزًا وظل على حاله مع بعض الاختلافات لعدة قرون. وهي تصور القديس بطرس وهو يصطاد السمك من قارب، مصحوبًا باسم البابا الحالي، مكتوبًا باللغة اللاتينية.
 
تقليديا، يتم صنع الخاتم من الذهب الصلب، وبعد وفاة البابا، يتم إزالته من الإصبع وتدميره بضربات بمطرقة من الفضة والعاج،  إن هذا العمل الرمزي له هدف تاريخي: منع تزوير الوثائق والإعلان رسميًا عن نهاية البابوية. ولكن كسر البابا فرانسيس التقاليد في تفصيل مهم واحد: خاتمه ليس مصنوعًا من الذهب، بل من الفضة المذهبة، وهي لفتة تعكس أسلوبه الشخصي: البساطة والتواضع والتقشف. على الرغم من احتفاظه بالتصميم التقليدي، إلا أن هذا الخاتم قد صنع خصيصًا له، وهو يرتدي الخاتم السابق في المناسبات الاستثنائية.
 
وسيبدأ الفاتيكان في الاستعداد لاختيار بابا جديد الذى يحمل معه مجموعة من الطقوس الأساسية، والدخان أو الفوماتا في الفاتيكان هو واحد منها، ويعتبر الدخان الأبيض أو الأسود المنبعث من كنيسة سيستين كان دائمًا أحد أهم اللحظات وأكثرها دلالة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، لأنه يمثل بداية حبرية جديدة، وبداية قيادة روحية جديدة على المستوى العالمي، فالدخان، هو الوسيلة التي يتم بها إعلام العالم في حال وجود بابا جديد.
 
ووُلِد تقليد استخدام الدخان في عملية اختيار البابويين، المعروف أيضًا باسم "فوماتا" (باللغة الإيطالية)، بهدف إعلام المؤمنين خارج الفاتيكان بشكل واضح عن حالة الانتخابات البابوية، وتعود أصول هذه الممارسة إلى القرن الثالث عشر، عندما أنشأ البابا جريجوري العاشر، أثناء مجمع ليون، وثيقة Ubi periculum، وهي وثيقة أسست قواعد جديدة للاجتماعات.
 
والدخان المنبعث من مدخنة كنيسة سيستين له معنى خاص يعتمد على لونه، يشير الدخان الأسود إلى أنه لم يتم التوصل إلى توافق حتى الآن بشأن انتخاب رئيس جديد للكنيسة، وأنه سيتم إجراء تصويت جديد؛ في حين أن اللون الأبيض، من جانبه، مرادف للاحتفال والفرح بالنسبة للكاثوليك، لأنه يمثل الإعلان الرسمي عن انتخاب بابا جديد. ويقع على عاتق الكرادلة مسؤولية إعلان حكمهم على البابا الجديد من خلال لون الدخان المنبعث في الفاتيكان. 
 
وكان لون الدخان في البداية ناتجًا عن حرق أوراق الاقتراع مع القش الرطب لإنتاج الدخان الأسود والقش الجاف لإنتاج الدخان الأبيض، لكن هذه التقنية لم تكن فعّالة دائماً، كما في حالة انتخاب يوحنا بولس الأول في عام 1978 وبندكتس السادس عشر في عام 2005، حيث كان الدخان رمادياً، مما ولّد ارتباكاً بين المؤمنين الذين كانوا ينتظرون الإعلان، لهذا السبب، تم تطوير نظام أكثر موثوقية في وقت لاحق، باستخدام المعرفة الكيميائية الحديثة لضمان أن يكون لون الدخان دائمًا واضحًا ونهائيًا.
 
ويتكون الدخان الأسود من سلسلة من المكونات الكيميائية، والتي تنتج دخانًا كثيفًا وطويل الأمد. يتضمن الخليط المصنوع بعناية بيركلورات البوتاسيوم للاحتراق، والأنثراسين لتوليد دخان كثيف، والكبريت لتكثيف اللون الأسود للدخان.
 
ويعتبر المرشح المفضل لخلافة البابا بيرجوليو هو الكاردينال بييترو بارولين من فيتشنزا، وهو أصلاً من سكيافون، متفوقاً على لويس أنطونيو تاجلي، رئيس الأساقفة الفخري في مانيلا، في الفلبين، وبيتر إردو، رئيس أساقفة المجر، وفي عام 2013، اختار البابا فرنسيس الكاردينال بييرو بارولين من فيتشنزا، والذي يتمتع بخبرة دبلوماسية طويلة، خلفاً للكاردينال بيرتوني في منصب أمين سر دولة الفاتيكان.
 
وقال موقع أكسيوس الأمريكى إن قارتى آسيا وأفريقيا سيكون لهما تأثير كبير فى اختيار بابا الفاتيكان القادم، مشيراً إلى أن البابا القادم سيتولى قيادة كنيسة كاثولكية رومانية يتقلص عدد أعضائها فى أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، بينما يزداد أتباعها فى آسيا وأفريقيا، وهذا سبب رئيسى فى أن اثنين من الكرادلة اللذين يُنظر إليهما على نطاق واسع كأبرز المرشحين لقيادة الكنيسة التى تضم 1.4 مليار عضو، من آسيا وأفريقيا، وهما منطقتان ترمز فيهما الكنيسة زيادة نفاوضها بشكل خاص، وفقا للتقرير.
 
يقول الأسقف أندرو تشيسنات، رئيس قسم الدراسات الكاثوليكية فى جامعة فرجينيا كومنولث، إن الكاردينال الفليبينى لويس تاجل والكاردينال الغانى بيتر توركسون من بين أبرز المرشحين لتولى قيادة الفاتيكان فى المرحلة القادمة.
 
ورأى أكسيوس أن انتخاب أيا منهما سيكون لحظة تاريخية درامية للكنيسة الكاثولكية، فلم يكن هناك بابا للفاتيكان من أصل آسيوى منذ أكثر من 12 قرنا، ويعتقد أنه قد مضى وقت أطول من هذا على تولى قيادة الكنيسة بابا من أفريقيا. وقبل 12 عاما، أصبح فرنسيس أول بابا للفاتيكان من أمريكا اللاتينية.
 
ولفت أكسيوس إلى أن الكاردينال الفلبينى تاجل هو سلسل عائلتين فليبينية وصينية ثرية، وهو من منطقة ينظر إليها كبوابة للصين، التى تتطلع الكنيسة للتوسع إليها، بحسب تيشسنات، أما توركسون، المنحدر من عائلة ضمت 10 أبناء فى غرب غانا، فهو من منطقة تشعد بالفعل اتساعا فى معدل أعضاء الكنيسة بها.
وفى حال انتخاب أيا منهما، سيُنظر إلى تاجل أو توركسون على أنهما يمثلان «تصحيح معتدل» فى الكنيسة بعد فترة البابا فرانسيس الأكثر تقدمية. إلا أن كليهما أيضا دعما أيضا المهاجرين والفقراء، بحسب تشسنات، الذى تنبأ بشكل صحيح بانتخاب البابا فرانسيس فى عام 2013.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة