"قطوف من التطرف".. قصة صفحة "سلفية" تنشر "الآراء المتطرفة والجهل"

الخميس، 09 أغسطس 2018 09:00 ص
"قطوف من التطرف".. قصة صفحة "سلفية" تنشر "الآراء المتطرفة والجهل"
الصفحة التى تنشر آراء متطرفة
كتب محمود حسن

نحو مليون ومائة ألف معجبين بهذه الصفحة التى يديرها عدد من شيوخ التيار السلفى فى مصر، والتى تحمل اسم "قطوف من الـ ASK"، هذه الصفحة التى اكتسبت متابعيها من البداية عبر الردود الطريفة لمشايخ حاولوا الظهور فى البداية بمشهد المتسامح، إلا أن الأمر لم يدم طويلا ليكشف هؤلاء عن وجه تطرفهم، وفتاويهم التى تخالف آراء الأزهر الشريف ودار الإفتاء، بل وتدعو لنشر الجهل وتحارب العلم.



تحريم ذهاب الفتيات إلى "الطبيب النفسى" !

 

ففى سؤال نشرته الصفحة فى 4 أغسطس الجارى، سأل أحدهم : "لو بنت قعدت مع دكتور نفسى لوحدهم حرام؟" ليأتى الرد بأن المرأة التى تتعرض لمشكلات نفسية تكون فى أوهى حالاتها، وهى البوابة المفضلة للذئاب البشرية، قائلا إن ذهاب السيدة لطبيب نفسى وحدها أمر خطير ومحرم لأنه يمكن أن يستغلها.

تحريم الذهاب إلى الطبيب النفسى
تحريم الذهاب إلى الطبيب النفسى

 

رد على هذا السؤال أحمد سالم، وهو أحد مشايخ الحركة السلفية بمدينة بورسعيد، وكان يطلق على نفسه سابقا "أبو فهر السلفى"، ألقى الفتوى فى وجه المتابعين ليغلق باب الذهاب إلى الطبيب النفسى للفتيات باعتباره أمر مخالف للشرع، ليفضل أن تعانى الفتيات مع الاكتئاب أو الوسواس القهرى أو حتى الفصام بدلا من العلاج النفسى.


خلافا لرأى الأزهر: الأغانى حرام وكلمة "بحبك" حرام

 

فى يوليو الماضى سأل أحدهم "فى حد مش بيسمع أغانى؟" فكان الرد نعم كثيرون ويستبدلون المعازف المحرمة بالقرآن، فى مخالفة صريحة لرأى كل من الأزهر ودار الإفتاء اللذان أباحا الاستماع إلى الموسيقى.

ولا يتوقف الأمر عند الحياة الشخصية، فلا هى فقط تحرم عليك سماع "الأغانى" أو أن تقول "أحبك" لخطيبتك لأن كلمة الحب حرام شرعا لغير المتزوجين.

تحريم الموسيقى
تحريم الموسيقى


محاربة "البنوك" .. مشايخ السلفيين يرسلون المواطنين إلى "المستريحين"

تتجاوز ذلك إلى أن الصفحة تدعو روادها لعدم وضع أموالهم فى البنوك، على عكس اتجاه الدولة نفسها التى تعانى صداعا مزمنا يسمى "الاقتصاد غير الرسمى" واستغلال النصابين من "المستريحين" لمثل هذه الأفكار لسرقة أموال المواطنين بحجة استثمارها بطرق حلال.

فوائد البنوك حرام
فوائد البنوك حرام

ويبالغ هؤلاء فى نشر التطرف، فتعرض عليه أحد السيدات مشكلتها وهى أن خطيبها هو رجل محترم وخلوق، وهى مرتدية للنقاب وطلب منها أن تخلع النقاب فى يوم فرحها، فما كان رد "المفتى" إلا أن قال: "الرجل الذى يصر على أن تكشف زوجته وجهها يوم الفرح رجل سوء، تخلعى النقاب بحضرة رجال؟.

 

وهى الفتوى أيضا التى تتجاوز إجماع الأزهر ودار الإفتاء ومجمع البحوث بأن النقاب غير واجب شرعا، وأن ما هو واجب إظهار "الوجه والكفين".


قول "السلام عليكم" للجنس الآخر حرام !!

 

ولا يتوقف التطرف عند هذا الأمر، فبعد أن كان السلام باليد حراما عند السلفيين، يبدو أنهم يذهبون إلى ما هو أبعد من هذا، فمجرد إلقاء السلام وقول "السلام عليكم" لزميلات العمل هو أمر حرام ولا يجب أن يتم الرد عليه، وإذا ألقى رجل السلام على امرأة، أو ألقت امرأة السلام على رجل فلا يجب للآخر أن يجيب!.

السلام على المرأة
السلام على المرأة

 

 

قانون "تنظيم الفتوى" هل يكون الحل لمواجهة "تطرف السلفيين على سوشيال ميديا"

 

من المتوقع أن يناقش البرلمان فى دور انعقاده القادم مشروع قانون "تنظيم الفتوى" ، بعد أن وافقت اللجنة الدينية فى البرلمان عليه، وهو القانون التى قد يقضى على "الفوضى السلفية" والذى يحظر التصدى للفتوى العامة إلا لهيئة كبار العلماء بالأزهر أو دار الافتاء او ادارة الفتوى بوزارة الأوقاف أو مجمع البحوث الإسلامية، كما يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر وغرامة لا تزيد عن 5 آلاف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين لمن يخالف أحكام هذا القانون.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق