15 عاما من الذل.. ماذا تعرف عن العبيد الأتراك في إسرائيل؟
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 11:12 م
طالما يتشدق رجب طيب أردوغان بالديمقراطية والمواطنة وحقوق العمال خاصة اللاجئين فى بلاده، إلا أنه يتعامل وفق شعار "أقوال لا أفعال"، فعلى أرض الواقع لن تجد صدى لما يعلنه، فبعيدا عن مواقفه السياسية والاقتصادية التى دمرت بلاده وجعلت الليرة تفقد 40% من قيمتها، هناك بعدا حقوقيا كان مطويا بين صفحات التاريخ، وتفجر مؤخرا، ليكشف كيف جعل من شعبه عبيدا لدى إسرائيل، التى يهاجمها فى العلن ويمارس معها علاقاته الحميمه فى الخفاء.
15 عاما من الذل عاشها عمال أتراك، تم استقدامهم من بلادهم للعمل فى إسرائيل، على إثر وعودا كاذبة بمرتبات مجزية وحقوق كاملة، ليتوجهون إلى تل أبيب ويكتشفون أنه تم النصب عليهم، بل الأنكى من ذلك، فوجئوا أنهم وقعوا على أوراق تعاقد بها بنود لم يتم الاتفاق عليها، فيما يظل أردوغان بالتشدق بحقوق العمال، إلا أنه حول مواطني بلاده لعبيد فى إسرائيل.
فجر أزمة العبيد الأتراك 5 أشخاص منهم، قاموا مؤخرا برفع دعاوي قضائية ضد شركة "يلمز لار" التركية المختصة في البناء، والتى تجلب عمالا من تركيا بعد إغرائهم بوعود وردية للعمل في إسرائيل، بسبب انتهاكات حقوق العمال والتلاعب بعقود التوظيف، ومحاولة التستر على إصابات عمل كبيرة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، والتى نقلت الوقائع من (ب.أ) أحد هؤلاء الأشخاص الذي أكد أنه عقب التحاقهم بمقر العمل، فوجئ بعكس ما تم الاتفاق عليه، وما تعهدت به الشركة التركية، ليزج بهم في سكن مشترك أشبه بمقار الاحتجاز.
كيف بدأت قصة العبودية؟
وقائع العبودية بدأت بحصول العمال على عقود عمل من الشركة التركية للعمل فى إسرائيل مقابل 1900 دولار في الشهر، لكن قبل إقلاع الطائرة بساعة يتعرضون لحيلة خبيثة، حيث يتوجه له موظف من الشركة بحزمة من الأوراق ليوقعها، ليبدأوا فى التوقيع دون النظر لبنود محتواها المراوغ، حيث يعتقدون أن ما تم شرحه لهم هو الواقع، ليفاجئوا بعدها عقب وصولهم تل أبيبن بأنهم مضطرون للعمل على مدار 12 ساعة متواصلة بما في ذلك الإجازة الأسبوعية، بل لا عطله حتى فى إجازات المناسبات، أو مقابلا ماليا تعويضيا بما يكفله له القانون في إسرائيل.
وتستمر مذلة العمل حتى فى السكن المشترك الذى لايستطيع مغادرته عكس نظرائه من العمال من الدول الأخري، بل أن من ضمن البنود التى تم التوقيع عليها فى غفلة هو كفالة تصل إلى 40 ألف دولار، وقد كشفت هذه الدعواى القضائية عن ذل العمال الأتراك فى إسرائيل قرابة 15 عاما، لتتم العبودية فى صمت، إلا أنها تفجرت عبر هذه الدعاوى، التى كشفت أيضا العديد من الانتهاكات مثل توظيف حراس حتى يتولوا الإمساك بالعمال الذين يحاولون الخروج من سكن العمال، كما حرمت الشركة عمالا مصابين من العلاج لأجل التستر على إصابات عمل.
وردا على هذه الدعاوى، أعلن محامي الشركة التركية حاييم عياش، إن شركة "يلمز لار" سترد على التهم الموجهة إليها في المحكمة، نافيا تلك الوقائع، قائلا، فى تصريحات صحفية، إن شركته وظفت آلاف الشخص في انسجام تام مع قانون العمل الذي يجري العمل به في إسرائيل.
تاريخ الشركة التركية فى إسرائيل
شركة "يلمز لار"هى الفرع الإسرائيلي لشركة "يلمز لار إنسات" التركية، المملوكة للأخوين أحمد وعدنان يلمز، وبدأت عملها فى إسرائيل خلال تسعينيات القرن الماضي وركزت على تشييد مساكن لموجة مهاجرين قدموا من روسيا، وقد تم تمديد رخصة الشركة التركية في إسرائيل سنة 2002 بموجب اتفاق بين السلطات الإسرائيلية ونظيرتها التركية، إذ باعت الأولى معدات عسكرية لأنقرة، فيما استطاعت الشركة أن تظل في إسرائيل وتجلب عمالا من الخارج لتأمين الأيدي العاملة.