مشروعات أردوغان الوهمية.. هكذا بددت الأزمة الاقتصادية وعود الرئيس التركي لشعبه
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 01:00 م
أصبحت الوعود التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشعبه خلال فترة الانتخابات الرئاسية التركية، مجرد مشروعات وهمية لن يستطيع النظام التركي أن ينفذها على أرض الواقع خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الضخمة التي تعاني منها أنقرة الآن.
ذكرت صحيفة "أحوال تركية"، أن حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإقامة اقتصاد بقيمة تريليوني دولار في تركيا بحلول العام 2023، الذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، انهار مع تعليق حكومته سلسلة من المشروعات الاستثمارية الرئيسة الرامية لتحقيق هذا الحلم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن رجب طيب أردوغان أعلن عن خفض الإنفاق، مدفوعا بحقيقة لم يكن يود الاعتراف بها وهي أن تركيا تواجه الآن كسادا اقتصاديا بسبب أزمة في العملة، موضحة أن آثار الركود المحتمل في أنقرة بدأت في الظهور بالفعل، وقد يقلص الناتج الاقتصادي التركي إلى نحو 600 مليار دولار من حوالي 850 مليار دولار حاليا.
ولفتت الصحيفة التركية، إلى أنه من بين الاستثمارات المعلقة ما وصفه رجب طيب أردوغان بأنه مشروع مجنون، حيث إنه عبارة عن قناة ملاحية تكلفتها 30 مليار دولار تهدف إلى تجنب المرور عبر مضيق البوسفور في إسطنبول، حيث إن تلك التخفيضات في الإنفاق تأتي في وقت تضطر فيه الحكومة لتحقيق وفورات كبيرة في الميزانية وزيادة الإيرادات.
وتابعت الصحيفة التركية: سيكون تعلم الدرس مؤلما لأردوغان وصهره وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق وهما يتقبلان الحقائق الجديدة في تركيا، بعدما سبقتها أحلام بالارتقاء إلى مصاف الدول العظمى ، حيث إن عليهما الآن أن يحاولا تصحيح الاختلالات التي صنعتها أيديهما ونتجت عن ارتفاع كبير في الإنفاق المحلي واقتراض كثيف للعملة الأجنبية.
وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أحدث إحصائيات هيئة التخطيط القومي التركية أظهرت أن تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا قد تسبب في وصول ثلث إجمالي السكان إلى خط الفقر، حيث إنه وفقا لهذه الإحصائية فإن نسبة 38% من إجمالي السكان هم الآن عند خط الفقر نصفهم على الأقل يعيش في مناطق الشرق والجنوب الشرقي ومنطقة البحر الأسود، كما أن متوسط دخل الفرد لهذه الفئة الأكثر فقرا في هذه المناطق الأقل نموا قد تدنى حاليا إلى ما يعادل 1ر1 دولار أميركي في اليوم الواحد، في حين أنه يحتاج إلى 5ر1 دولار يوميا كحد أدنى حتى يحيا عند خط الفقر، وإلى 3 دولارات حتى يتجاوز هذا الخط بقليل في هذه المناطق الرخيصة نسبيا.