لماذا أوقفت السعودية ملتقى المؤسسات الدعوية؟.. خبير سعودي بالحركات الإسلامية يجيب
الإثنين، 10 سبتمبر 2018 06:00 ص
قرار سعودي جديد جاء كصفعة مدوية للتنظيمات والجماعات الإرهابية بداخل المملكة العربية السعودية، مؤكدًا على أن السعودية تسير بخطى ثابتة في طريق مكافحة ومواجهة التطرف والأفكار المتشددة.
ووجه وزير الشؤون الإسلامية، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ بإعادة دراسة الملتقيات والمشاركين فيها، مع ضرورة التدقيق في أفكارهم وآلية عملهم، هذا وقد أوقف «آل الشيخ» ملتقى المؤسسات الدعوية والذي كان مقرر عقده السبت.
اقرأ أيضًا: تنظيم الحمدين ينتقد محاكمة «العودة».. وسياسي سعودي: المملكة تواصل الحرب على التطرف
في هذا الخصوص يقول المحلل السياسي والخبير السعودي بالحركات الإسلامية، عماد المديفر: «لا يخفى على العارفين بأدبيات تنظيمات الاسلام السياسي، وعلى رأسها الجماعة الأكثر ترابطًا وتنظيمًا، والأقدم عهدًا وخبرة في العمل الميداني، جماعة الإخوان أنها تعتمد اعتمادًا رئيسيًا على العمل الدعوي، بالإضافة إلى التعليم؛ فمنه كانت انطلاقتها الأولى وإليها تعود، وفي داخلها تتخفى متى ما شعرت بالخطر؛ فتنظيم الإخوان الإرهابي قد يكمن عمله ويهدأ نشاطه سياسيًا أو عسكريًا، لكنه أبدًا لا يستغني بحال من الأحوال عن العمل الدعوي، فمن خلاله يحافظ على تماسك الجماعة، واستمرار تغلغل أفكارها وانسياب معتقداتها وتغذية راديكاليتها المتطرفة في أوساط المجتمعات المستهدفة، بالإضافة إلى التوسع في عمل التجنيد والتنشئة الاجتماعية».
وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ«صوت الأمة»: «تنظيم الإخوان قد يتقلب في العمل الدعوي ويتلون ويتخفى كما تعمل الحرباء إذا ما استشعر الخطر، فنجده يبدأ بالتركيز على الأمور التي ليس فيها محظور، كالإيمانيات، والرقائق، وعلوم الفقه، والأحكام التي ترتبط بالعبادات كالصلاة والصوم وخلافه، ويبتعد تمامًا عن إثارة أية أمور سياسية أو أمور الشأن العام، ولا يشير لها من قريب أو بعيد لكنه لا يتخلى أبدًا عن مواقعه ومكتسباته في المجال الدعوي».
اقرأ أيضًا: هل يشهد الخطاب الإعلامي الرياضي بالسعودية ثورة تصحيح؟ (فيديو)
وأوضح «المديفر» أن «الإخوان حاليًا تستشعر خطورة المرحلة، لاسيما والدولة السعودية مصممة على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب التي زرعها هذا التنظيم الخبيث طيلة عمله المنظم داخل المملكة والذي استمر لعشرات السنين، وهو ينظر إلى محاكمات عدد من قياداته في المملكة فيتحسس التنظيم رقبته، لذا نجده في مرحلة كمون تام، لكنه أبدًا لن يستغني عن تواجده في المجال الدعوي كون الدعوة هي شريان حياته، ومن هنا استشعر وزير الشؤون الاسلامية الأهمية البالغة لمثل هذه الملتقيات الدعوية، لاسيما وأن هذا الملتقى جاء في نسخته الأولى، وتثير بعض الأسماء القائمة على الجمعية المنظمة له بعض علامات الاستفهام حول التوجهات والاتجاهات، لذا نجده أصدر تعليماته بالتريث في إقامة مثل هذه الملتقيات حتى يتم التأكد التام من المشاركين فيها، مع حلّ مجالس إدارتها وإعادة تشكيلها بأعضاء موثوق بتوجهاتهم ووسطيتهم»، لافتًا إلى أن «هذه العملية إنفاذًا لتوجيهات ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والذي قال بأننا بالوسطية والفكر الوسطي سندمر التطرف ونقضي على بقاياه في القريب العاجل».