القاتل عفريت.. ماذا يقول الدين عن حكايات ذبح البشر بأمر الجن؟
السبت، 15 سبتمبر 2018 04:00 ص
يزعم البعض أن بعض الجرائم تتم بتعليمات الجن وما يساعد على انتشار هذه الخرافات الجهل، واستغلال المشعوذين لانعدام ثقافة الكثيرين وقصر فهمهم لحقية وجود الجن فى الدين
جرائم عديدة ارتكبت بإسم الجن فعلى سبيل المثال وليس الحصر ذبح مزارع ابنته، التي تبلغ من العمر 7 أعوام بمحافظة قنا، لتقديمها قربانًا للجن لفتح مقبرة أثرية، كما أن القتل بأمر العفاريت تعدى مصر فهناك رجل سورى ذبح طفله وانتزع عينيه إرضاءً للجن، قبل أن يحفر قبر ولده بيديه، وفى بريطانيا وجدت فتاة مشنوقة فى شقة كانت قد انتقلت للعيش فيها، وسبق لفتاة أن ماتت بنفس الطريقة فى ذات الشقة ،ما دعا البعض لأن يرجع الجريمة إلى الجن.
اختلفت الآراء الدينية فى مسألة قدرة الجن على إيذاء البشر وتوجيههم لإرتكاب الجرائم بالتاثير على تفكيرهم فقد سأل أحدهم هل يمكن للشياطين أو الجن أن يؤذوا أو يضروا بني آدم أو يلبسوهم و يدخلوا أجسامهم وهل يكمن أن يعرفوا ما يدور في عقله دون أن ينطق به أرجو ذكر أدلة شرعية مع بيان قوتها أو ضعفها؟
وفق مواقع فتاوى سلفية فإن تلبس الجني بالإنسي أمر ثابت، وقد تقدم الكلام عن إمكانية تلبس الجن بالإنس في الفتاوى ،وقد يؤذي الجني الإنسي بالضرب وغيره بحسب الباعث والدافع له إلى ذلك، كأن يكون الإنسي آذاهم وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا، أو يكون قد قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى، وهذا أشد الصرع، وكثيرا ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث، كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل.
تتابع الفتوى السلفية :وهذا الأذى لا تقدر عليه الجن إلا بإذن الله عز وجل وقدره، فلو لم يقدر الله ذلك ما ضروا أحدا بشيء.أما معرفة ما في عقله دون أن ينطق به فهذا من الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله الذي يعلم ما تخفي الصدور. قال سبجانه: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا "الجن: 26-27". وقال سبحانه وتعالى : "قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" "النمل:65".
والمراد بالغيب هنا: ما لا يتوصل إلى معرفته بالوسائل العادية، بل لا بد فيه من خبر الوحي، والجن والشياطين يقعدون في السماء يسترقون السمع فيسمعون الكلمة من الوحي ويذهبون بها إلى أوليائهم من الكهنة والعرافين فيزيدون عليها مائة كذبة.
وحول كيفية لبس الجن لبني آدم ولماذا؟ وأين يسكن في الجسد؟ ولماذا يفضل الجني أن يحبس داخل جسد آدمي؟ مع أن قدراته وهو طليق أكبر بكثير تقول افتوى أن هذه الأغراض هي التي تحمله على التلبس ببدن المصروع، والذي يحمله على تحمل ذلك كله ما يتحقق له من استمتاع، سواء كان ذلك بسبب حبه له، أو بسبب الأذى الذي يلحقه بالمصروع، فطغيان الشهوة قد ينسيه ما هو أصلح له، أو قد يظن أن ذلك أصلح له.
وأما مستقره في البدن فهو مجرى الدم؛ كما ثبتت بذلك السنة، ففي صحيح البخاري ومسلم عن صفية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
وقد حمل بعض العلماء هذا على حقيقته، وهو الصحيح، فقد استدل كثير من العلماء بهذا الحديث على تلبس الجني بالمصروع، وحمله آخرون على الاستعارة، أي بالوسوسة والإغواء.
أما فضلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فقد إن القرآن الكريم أخبر عن كائنات اسمها الجن ولها مواصفات، ومن هنا وجب الإيمان بوجودهم حسب القدر الذي بيَّنه القرآن وأوضحته السنة النبوية الصحيحة، وفيما وراء هذين المصدرين تصبح معلوماتنا عن الجن عارية عن أي دليل من أنواع الأدلة الحسية أو العقلية.
وتابع شيخ الأزهر خلال برنامج «الإمام الطيب» ، أن هناك فرق بين الإيمان بالملائكة والإيمان بالجن، فالإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان التي حددها وبينها النبي صل الله عليه وسلم وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر، فلو لم أؤمن بالملائكة لانهدم الإيمان تماما، أما الإيمان بالجن فإن القرآن مع كثرة ما تحدث به عن الجن لم يجعل الإيمان بهم عقيدة من عقائد الإسلام كما جعل الملائكة، وإنما تحدث عنهم فقط كما يتحدث عن الإنسان وعن كل شيء، فالتصديق بوجودهم من مقتضيات التصديق بالقرآن في كل ما حدث عنهم.
وقال شيخ الأزهر أن حديث القرآن عن الملائكة يختلف عن حديثه عن الجن؛ فبينما يصف القرآن الملائكة بأنهم عباد مكرمون، وأنهم ذوات كلها خير وطاعة، يصف الجن بأنه قد يكون صالحا وقد يكون فاسدا، وفي بعض المواضع أضاف إلى الجن مهمة الوسوسة بالشر وتزيينه للناس، شأنهم في ذلك شأن المنحرفين من بني آدم، لافتا إلى أن الجن مكلف بالأوامر والنواهي الشرعية، ومكلف بالعبادة كالإنسان بدليل قول الله تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».
وأكد أن السبيل الوحيد للتحصين من الجن هو الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بالأذكار، وكثرة التعوذ من شر الجن ومن شر الأنس أيضا، بدليل قول الله تعالى «وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون»، كما أنه ليس للجن على الإنس سلطان على عباد الله الصالحين، ولذلك يجب على المؤمن ألا يخشى الجن أبدا، بل المؤمن باستطاعته أن يقهر الجن بالأذكار، ولا يستطيع أن يخترقه لا من قريب ولا من بعيد، ولذلك هو يستضعف الإنسان الضعيف فقط.
يقول الإمام الأكبر أن القرآن الكريم نص على أن الجن لا يعلمون الغيب عندما تحدث عنهم في سورة الجن قال تعالى: «وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا»، مشيرا إلى أن ما نسمعه ونشاهده من دعاوى كلام ما يطلق عليه الملبوس هو خيالات واختراعات لا أساس لها من الصحة، فقوة الجن هي في الوسوسة والإضلال، وليس في التلبس لقوله تعالى: «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ».
ويلفت الإمام الطيب إلى أن أن كل من يدعي إخراج الجن من جسد الإنسان كاذب ومرتزق ومضلل، مؤكدا أن كثيرا من القنوات التليفزيونية أصبحت تنتفع من خلال السحر والشعوذة
أما الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله ،فقد قال «كل ده دجل ونصب، الناس تنتهز فرصة أصحاب الحاجات الذين ضاقوا بأعمالهم، هما بيتلمسوا أى حاجة، وبيصطادوا دول»
تابع «الشعراوى» فى تسجيل قديم موجود على موقع يوتيوب :«الجن لا عمل له إلا أن يُمس، والشيطان يوسوس فقط، ومن الإنس أيضا من يوسوس، مستعينا بقوله تعالى: «ومن الجنة والناس»، فهناك شياطين الإنس والجن.
وأضاف الشعراوي، :«إما ينزغنك من الشيطان نزغ» فالشيطان هنا يستضعفك، ولما يحصل كدة بيّن له أنك في حضن الله القوي".
أوضح «الشعراوى» أنه سيحدث جدلا في يوم القيامة بين الشيطان وبين من أغواهم، وسيقول حينها «وما كان عندي سلطان.. أنا دعوتكم فاستجبتم لي»،وأضاف «أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله».
وحول هل يسكن الجان جسد إنسان؟، قال الشيخ الراحل :«هذا الرجل محتال، تعالى شوفهم هنا، وإحنا بنضربهم، ويغير صوته.. إشمعنى العفاريت بتروح للستات أكتر، هو خايف من الرجالة مثلا؟، ولكن لأن الستات ليهم حيل».
اللافت أن الشيخ السلفى محمد الزغبي كان قد أجاز أكل لحوم الجن قائلا : إن الإبل «الجمال » تعيش بداخلها الشياطين والعفاريت ودلل على ذلك بعدم جواز الصلاة في أماكن تواجد الإبل لأنها موطناً للعفاريت.
وتابع الشيخ الزغبى:« إن الجن يأخذ وقتاً غير معروف بالنسبة للإنس في التشكل، ولا يراه أغلب الناس» وأضاف :«نحن نأخذ بما صح من المنقول لا بما تستحسنه العقول.. لذا فمن الجائز أكلها دون أن يقع ضررعلى آكلها».