لا تخلو بيوت الصعايدة منها.. كيف يقاوم نجارو قنا اندثار مهنة صناعة أخشاب الكافور؟
الخميس، 30 أغسطس 2018 12:00 ص
في مركز قوص بمحافظة قناة، يصنع الأثاث وأدوات الطهي من أخشاب الكافور، والتي تعد من الصناعات القديمة التي تقاوم مهنة الاندثار نتيجة غياب الأسطوات وانخفاض أعداد الأشجار وارتفاع أسعارها، ولكن رغم كل هذه العوائق وظهور الأثاث الجاهز الذي ساهم في انخفاض كبير في عملية البيع والشراء لمنتجات أخشاب الكافور، إلا أن العجائز وكبار السن يظلون أحد أهم المصادر التي تحافظ على الصناعات اليدوية في عملية إقبالهم على الشراء.
أخشاب الكافور تعد من الأشجار الخشبية المهمة، والتي تدخل فيها العديد من الصناعات اليدوية الخشبية، بداية من صناعة غرافة الطبيخ، وطبلية الأكل والمقاعد وصولًا إلى الدكة ومفراك البامية، حيث كل هذه الصناعات تخرج من الكافور التي لا تخلو بيوت الصعايدة منها، والذين يحرصون دائما على اقتناء الأشياء اليدوية التي تتميز عن الصناعات الحديثة الغير متينة والتي يتم جلبها من الصين.
في مركز قوص جنوب محافظة قنا وتحديدًا في منطقة البطحة، يخرج الحرفيين المقترنين بهذه المهنة، حيث تعتبر هذه المنطقة إحدى المناطق الشهيرة في المحافظة بهذه الصناعات، خاصة أن أغلب العاملين فيها ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم، وهم يحرصون على العمل بأخشاب الكافور خاصة أنها تدخل فى العديد من عمليات النجارة خاصة أنها تتميز باللون الأبيض والأخضر وتتميز بالسهولة فى تشكيل العديد من المنتجات؟
وأكد محمد ثروت أحد العاملين في تلك المهنة أن أغلب الورش التي تشتغل في أشجار الكافور تعانى الآن بسبب انخفاض عملية زراعة وتشجير الأراضى الزراعية والتوسع في عملية بناء الرقعة الزراعية، مضيفًا أن الأجيال الحالية ابتعدت عن الصناعات اليديوية، وأن عملية ارتفاع أسعار طن الأشجار جعل أغلب العاملين فى تلك المهنة يلجأون للبحث عن مصدر رزق آخر بسبب ارتفاع أسعار الطن ليصل إلى 700 جنيه فضلا على مصاريف نقل الأخشاب إلى الورش، بعدما كان يتم بيعه بـ200 جنيه.
ومع ارتفاع أسعار الأشجار بصفة عامة أوضح أن معاناة أصحاب الورش لا تتوقف الأمر الذي تسبب فى عزوف الشباب عن تعلم المهنة نتيجة انخفاض حركة البيع والشراء خاصة الأدوات الصعيدية المتعارف عليها، مضيفًا أن فتح باب الاستيراد من الصين وقيامهم بتصنيع مثل هذه الأدوات يؤدي إلى انخفاض بيع المنتجات التي نقوم بتصنيعها، لكن يظل العجائز يحرصون على اقتناء الأشياء اليدوية المصنعة فى الورش الموجودة بمركز قوص.
أحد العاملين بتلك المهنة، يدعى كمال عبد الهادى سعود 60 عاما ، أكد أن عملية إغراق السوق بالمنتجات التى نصنعها وهى فى الأصل منتجات فرعونية مصرية وتقليد الصينيون لها بصناعتها وإعادة بيعها فى الأسواق المصرية قضى على المهنة فهم يمتلكون الأدوات التي تساعدهم في تطوير صناعة أخشاب الكافور.