بعد 24 شهرا.. مصر ترصد التعديات على الأراضي الزراعية بقمر صناعي جديد
الأحد، 26 أغسطس 2018 07:00 م
تبدأ مصر وخلال الأربع والعشرين شهرا المقبلة تنفيذ مشروع مركز تجميع الأقمار الصناعية بالمدينة الفضائية بالتجمع الخامس، حيث تم إنشاء مبنى التحكم الكهربائي، وفقا للمواصفات العالمية وطبقا للاشتراطات البيئية المختلفة.
وتجهز مصر لغزو الفضاء للمرة السادسة في تاريخها بإطلاق القمر الصناعي مصر سات 2، الذي حصلت عليه القاهرة كمنحة من الصين.
ووقعت مصر والصين اتفاقا على المنحة في يناير 2014، وتم اعتماد الوثائق المتعلقة بكل ما يخص القمر الجديد وتكلفته خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في سبتمبر 2017.
ومنح الجانب الصيني مصر مركزا لتجميع الأقمار الصناعية في عام 2014، بتكلفة قدرت بنحو 23 مليون دولار، وقمرا بقيمة 45 مليون دولار. وتهدف مصر من ذلك تجميع قمر بمكونات صينية في مركز التجميع الصيني الذي حصلت مصر على مكوناته كمنحة أيضا، واكتساب المهارة في التصنيع والجميع.
وقال الدكتور محمد القوصي رئيس برنامج الفضاء المصري السابق، ورئيس مركز تجميع الأقمار الصناعية بالهيئة حاليا، إنه يتم العمل حاليا على إنشاء مركز تجميع الأقمار الصناعية بالمدينة الفضائية بالتجمع الخامس، حيث تم إنشاء المباني الرئيسية مثل مبنى التحكم الكهربائي. مشددا على أن الهيئة تتولى عملية الإنشاءات بالمواصفات العالمية وطبقا للاشتراطات البيئية المختلفة.
وكشف «القوصي»، أن الصين ستبدأ شحن المعدات أول أكتوبر المقبل، موضحا أنه متوقع أن تصل الموقع بالمدينة الفضائية في يناير المقبل، وسيتم الانتهاء من تنفيذ وإنشاء المركز في الربع الثالث من عام 2019.
وأشار إلى أنه تم إرسال بعثة من 20 مهندسا للتدرب على كيفية تجميع الأقمار الصناعية في الصين خلال الأشهر الماضية، حيث عادت تلك البعثة منذ حوالي شهرين، موضحا أن ذلك يأتي طبقا للاتفاقية الموقعة بين البلدين، بحيث يكون لديهم الخبرة على التجميع والاختبار، ويؤكد ذلك بتدريب عملي خلال تجميع القمر في مصر.
وأوضح، أنه من المخطط البدء فى تجميع القمر فى نوفمبر المقبل، موضحا أنها التجميع سيستمر 24 شهرا طبقا للجدول الزمنى الموضوع.
وطبقا للقوصي فأن القمر الصناعية مصر سات2 سيساعد في تنفيذ أعمال الاستشعار من البعد ورصد التعديات على الأراضي الزراعية عن طريق التقاط صور حديثة للأرض ومقارنتها بالصورة القديمة الملتقطة من الأقمار الأخرى.
فيما وأوضح الدكتور مدحت مختار، الرئيس السابق لهيئة الاستشعار عن بعد، والمسئول السابق عن ملف المنح الخاص بالهيئة إن القمر الصناعي الجديد سيكون له دور مهم في مراقبة ودراسة التربة بغرض الحفاظ على البيئة.
كما سيتم استخدامه في مهام الاستشعار عن بعد، مبينا أن الفترة التي ستطلبها عملية التجميع تصل إلى 18 شهرا، مؤكدا أنه سيكون أعلى من حيث دقة التصوير من القمر الصناعي المصري "مصر سات 1، أو إيجبت سات 1".
وتابع، أن القمر الجديد من المقرر أن يتم إطلاقه من قاعدة إطلاق الأقمار الصناعية في الصين، حيث يشارك في ذلك خبراء من هيئة الاستشعار عن بعد.
وغزت مصر الفضاء 5 مرات سابقة حيث أطلقت الأقمار الصناعية "إيجبت سات"، و "إيجبت سات1"، و"نايل سات101"، و"نايل سات102"، و"نايل سات201".
وكان "إيجبت سات1" هو القمر الأخير الذى أطلقته مصر، بتاريخ 16 أبريل 2014 وحصلت القاهرة على أول صور منه فى يونيو من نفس العام.
ويعد القمر الصناعى "نايل سات 101" أول قمر صناعي مصرى، كما أنه أول قمر صناعى مملوك لدولة أفريقية أوعربية وهو قمر مخصص لأغراض الاتصالات الفضائية، و خرج من الخدمة فى شهر فبراير 2013 وتم تصنيعه بواسطة شركة "ماترا ماركونى" الفضائية، وهى شركة بريطانية - فرنسية مشتركة، وتم إطلاقه على الصاروخ " أريان 4" من جويانا الفرنسية في 28 إبريل 1998وتم تشغيله رسميًا فى 31 مايو 1998.
فيما يعتبر القمر الصناعى المصرى "نايل سات 102 " ثانى قمر يتم إطلاقه لأغراض الاتصالات، تم تصنيعه بواسطة شركة ماترا ماركوني الفضائية وهى شركة بريطانية - فرنسية مشتركة، وتم إطلاقه على الصاروخ " أريان 4" من جويانا الفرنسية في 17 أغسطس 2000 وتم تشغيله رسميًا فى 12 سبتمبر 2000.
ويعد القمر الصناعى المصرى "نايل سات 201 " أحد أقمار الجيل الثانى لأقمار النايل سات، أطلق فى الرابع من أغسطس من العام 2010 واستمرت عملية الإقلاع حوالى ٢٧ دقيقة، وتم تصنيعه بواسطة شركة تاليس إلينيا سبيس وهى شركة فرنسية وتم إطلاقه على الصاروخ "أريان 5" من جويانا الفرنسية.
ويعتبر القمر الصناعى "إيجيبت سات" أول قمر صناعى مصرى للاستشعار عن بعد، وقد تم تصنيع القمر بالتعاون بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء فى مصر ومكتب تصميم يجنوى الأوكرانى وتم إطلاقه من على متن صاروخ دنيبر-1 فى 17 إبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان كما أن أخر قمر تم اطلاقه هو " إيجبت سات1" وكان ذلك بتاريخ 16 أبريل 2014.