اعتراف والد «ريان ومحمد» بقتلهما يعمق الكارثة: القتل لأتفه الأسباب يُهدد المجتمع
الجمعة، 24 أغسطس 2018 08:00 م
تطالعنا العديد من الصحف والجرائد يوماَ بعد يوم، بأخبار أبشع ما يمكن أن تتصوره من جرائم القتل التى تقع هناك وهناك، إلا أن المفاجأة تتمثل فى اكتشاف القارئ أن عملية القتل تمت لأتفه الأسباب حيث تكتشف أن أحدهم قتل أبناءه بحجة أنه متعثر مالياَ ما أدى إلى قتل أبناءه رأفة ورحمة بهم، ونجد أخر يقتل بسبب مبلغ مالي لا يتجاوز بضعة جنيهات وآخر بسبب التعدي عليه لفظيا، وثالث بسبب الخلاف على أجرة السيارة.
وكما يقول الشاعر «تعددت الأسباب والموت واحد»..«صوت الأمة» رصدت وآجرت استطلاع آراء العديد من علماء الاجتماع و الأطباء النفسيين، فضلاَ عن رأي الدين حول الأمر، فليس من السهل من قريب أو من بعيد على أى إنسان إرقة الدماء، إلا أن الشيطان عادة ما يوسوس فى الصدور لإرتكاب الجريمة التى ينفذها باستخدام أدوات ثقيلة أو حادة أو مواد سامة أو سلاح نارى وينتظر عقوبة تصل للإعدام شنقا.
رأى الدين
معدلات القتل لأتفه الأسباب فى الأسرة المصرية انتشرت خلال الآونة الأخيرة، ما أصبح الأمر معه فى غاية الخطورة تلك الأسباب تختلف ما بين حجة السعى وراء الرزق أو وراء الشهوات، وذلك رغم أن القتل فى حد ذاته من أبشع الجرائم فى الحياة التى حذرت الأديان منه، فقد حرم الدين الإسلامى الحنيف الاعتداء على النفس البشرية بشتي الصور من قتل أو تعذيب قتل أو تمثيل بالجثة، فقد أوصى النبى صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع بمكة خطب قائلاَ: «إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا».
النبى عليه الصلاة والسلام تحدث أيضاَ عن كثرة الهرج والمرج وكثرة القتل خلال أحاديث قيام الساعة، والهرج يُعد خوض الناس في حق بعضهم البعض، كما أن النبى قال إنه لا تذهب الدنيا حتى يأتي زمان لا يدري فيه القاتل فيما قَتَل والمقتول فيما قُتِل، وأن من إعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظًا والمطر قيظًا وأن تفيض الأشرار فيضًا، بمعني أن تغيب الفضيلة وينزل المطر محملا بالرصاص وتزداد الأشرار إزديادا، وأن غياب الوازع الديني وتسفيه آراء بعضنا البعض، علاوة على نسبة العنف التي تظهر على شاشات السينما والأمية التي يصل نسبتها داخل مصر إلى 65% وارتفاع معدل الفقر من ضمن العوامل المؤثرة على ارتفاع معدل القتل، كما أن الإمام على ابن أبي طالب رضي الله عنه قال أنه سيأتي زمان يتشاجر الناس بالقلوب ويتصالحون بالألسنة وهو ما يتطبق على الأمر الواقع.
رأى الطب النفسى
الطب النفسى هو الآخر له الدور الأبرز فى تناول مثل هذه الوقائع الغريبة على المجتمعات المصرى باعتبار أن عملية القتل ترجع لافتقاد القاتل السيطرة على النفس مع عدم ضبط نفسه المتشبعه بالقتل، وذلك لأن القتل لأتفه الأسباب ينتج عادة بسبب كثرة المشكلات وعدم الشعور بالأمان، وأن الظرف الإجتماعى فى البيئة أو الدولة يشعر من خلالها الإنسان بخيبة الأمل وكثرة المشاكل من العوامل التي عادة ما تدعو إلى التأكيد على أن الخروج عن الشعور بنية القتل لا يكون دائما ناتج عن قصد.
دفاتر أحوال أقسام الشرطة والمحاكم، ترصد يوماَ بعد يوم أبشع جرائم قتل الأزواج خلال الفترة الأخيرة، ففى مفاجأة من العيار الثقيل قلبت التحقيقات في قضية الطفلين المختطفين «ريان» و«محمد» اعترف والد الطفلين أطفال مدينة سلسيل بمحافظة الدقهلية، واللذان شغلت قضية اختطافها ومن ثم العثور على جثتيهما في ترعة بمدينة فارسكور بدمياط الرأي العام المصري خلال اليومين الماضيين وتحديدا منذ اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، خاصة مع الرواية التي قصها والدهما بشأن هذا الأمر من اختطافهما أثناء ذهابه بهما إلى الملاهي.
ومع هروب الأب بعد قيامه بدفن جثة ابنائه وقيام المباحث بالبحث عنه في كل مكان لتحديد مكانه و أسباب إختفائه، تمكنت قوات المباحث صباح اليوم الجُمعة من إلقاء القبض عليه وأجرت التحقيقات معه والتي نتج عنها مفاجأة أنه اعترف أنه هو من قام بقتلهما، وأن الرواية الخاصة باختطافها مُفبركة.
رأى القانون
وفى هذا السياق، يقول مينا جوزيف، المحامى والخبير القانونى، أن قانون العقوبات فى المادة 230 نصت على عقوبة الاعدام لكل من قتل نفس عمدا مع سبق الإصرار والترصد حيث أن الأب هنا تجرد من مشاعر الأبوه واعد خطته لإرتكاب الفعل بصدد اطفاله وبيت النية بداخلة على قتلهم.
وجريمة القتل- بحسب «جوزيف» فى تصريح لـ «صوت الأمة» من الجرائم التى تستوجب قصد خاص وهو وجود نية ازهاق الروح من قبل المتهم وهو ما توافر من القاتل إذ أن تلك النية تستخلص من وقائع اادعوى وتظهر تلك النية هنا فى معرفته بأن الاطفال سيغرقون حتما مع عدم علمهم بالسباحة فهو بالقائه إياهم فى المصرف فإنما قصد بذلك ازهاق ارواحهم غرقا، وسبق الاصرار يظهر فى تخطيطه لفعلته وتدبره الأمر لإختيار موقع ما وطريقة معينه وتوقيت معين يتضح منهم جليا أنه خطط لفعلته.
سندوتش كبدة يتسبب في قتل شاب
في يناير الماضي، شهدت مدينة المرج، جريمة غريبة قتل فيها شاب أسمه «طلعت. م»، على يد بائع كبدة نتيجة لخلافات على ثمن «ساندوتش الكبدة»، وكشفت التحقيقات أن المجني عليه توجه لتناول وجبة طعام عند المتهم والذي يتملك سيارة كبدة، وفور انتهائه من الطعام سأل عن ثمن المأكولات التي تناولها، وفوجئ بارتفاع ثمنها، ما أدى إلى حدوث مشاجرة بينه وبين المتهم، انتهت باستعانة صاحب عربة الكبدة بصديقه وقتلوا الشاب بطعنتين في الصدر والرأس.
مياه «الشبشب» تسبب في قتل نقاش
الواقعة الأغرب التى خرجت علينا خلال الساعات الماضية،كانت إحالة نيابة حوادث شمال الجيزة، طالبا فى السابعة عشرة من عمره إلى محكمة جنايات الطفل، لاتهامه بقتل شقيقه النقاش، مستخدما سكين، بسبب وصول مياه لـ«شبشبه» أثناء تنظيف المتهم ووالدته الشقة بمدينة 6 أكتوبر.
قتلها أبوها بسبب فشلها في آداء واجب المدرسة
في ٢٠ أكتوبر 2017، انهي عامل حياة طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، بماسورة بلاستيكية بعد فشله في المذاكرة لها وعدم قدرتها على أداء الواجب، فقرر تأديبها بطريقته، وانهار عليها بالضرب بعد تعاطيه العديد من الأقراص المخدرة، والتي أفقدته الوعي ليظل يضرب الطفلة حتي لفظت أنفاسها، بعد إصابتها بكدمات وعلامات زرقاء بجسدها، وفارقت الحياة فور وصولها، وتم القبض على الأم والأب لمعرفة الحقيقة، واعترفت الأم أمام النيابة، أنها جلست مع الطفلة لكتابة الواجب وبجوارها والدها، حيث بدأت الطفلة تخط بيدها الحروف المكلفة بكتابتها بكراسة الحضانة، لكنها كانت تشكو من عدم إجادتها الكتابة طالبة المساعدة، حتى انتاب والدها حالة من الهياج، مهددا إياها بالضرب والتأديب، وأنبها لعدم قدرتها على أداء الواجب المكلفة به.