في مستشفى الدمرداش الاقتصادي..
أنقذوا «أحلام».. دخلت للولادة فجعلها الإهمال بين الحياة والموت
الجمعة، 24 أغسطس 2018 01:00 م
لم تكن يوماَ تتخيل «أحلام»، ربة منزل، أن تصبح فرحتها وزوجها طاغية عندما علموا بأن مولودهم القادم «بنت»، فتلك كانت أمنية بعد ثلاث أولاد، وحانت لحظة الوضع فتوجه الزوج بزوجته إلى مستشفي الدمرداش الاقتصادى وتم حجزها بالقسم الخاص وتم اجراء الفحوصات والتحاليل اللأزمة قبل إجراء العملية القيصرية والتى تبين أنه لا يوجد بالزوجة ما يخشي معه من اجراء عملية الولادة القيصرية.
وهنا توالت المفاجأت فقد فوجئ الزوج بأن عملية الولادة القيصرية سوف تُجري في غرفة العمليات المخصصة للولادة المجانية والمسمى بـ«كشك الولادة»، وعندما تسأل لماذا لا تلد في غرفة العمليات المخصصة للقسم الخاص كان الرد بأن: «الغرفة مشغولة»، وبالفعل تمت عملية الوضع بسلام على يد الدكتورة الإستشاري «علياء» إلا أنه في اليوم التالى لم يتم التصريح بالخروج كالمعتاد، واخبرته الطبيبة بأن زوجته سوف تظل يومين للإطمئنان على صحتها على غير المعتاد حيث عادة ما كانت تخرج الزوجة فى نفس يوم العملية.
وفى تلك الأثناء، تم إجراء تحليل للزوجة فكانت الطامة الكبرى فقد اكتشف الأطباء أن جرح العملية ملوث بنوعين من الميكروب هنا ثار الزوج كيف والزوجة لم تخرج من المستشفي قط وتمت عملية الولادة بها، فكانت الإجابة لا نعلم قد تكون غرفة العمليات أو الأدوات ملوثة بالميكروب، وقامت الدكتورة «علياء» بفتح جرح العملية القيصرية، وقررت أنه سيظل مفتوح لعدة أيام حتى يتم تنظيفه وهنا اضطر الأب لأخذ المولودة «فيروز» لخارج المستشفي خوفا عليها من أى عدوى.
اقرأ أيضا: الصعايدة يبحثون عن إجابة الصحة.. كيف نطبق التأمين الصحي في مستشفيات متهالكة؟
وبالطبع تم حرمان المولودة «فيروز» من الرضاعة الطبيعية، وظلت الزوجة تعانى لمدة أسبوع وجرح الولادة مفتوح في حجرة عادية لا ادامية على الرغم من علم الأطباء أن الميكروب ينشط في الجو الحار حتى أن الدكتورة المعالجة قامت باستئصال جزء من جلد البطن المصاب بالميكروب بدون أى بنج مع ما يحمله ذلك من الألم رهيبة تفوق طارقة البشر، إلا أنه ورغبة من الدكتورة بالتستر على عملية الإهمال الطبي الذي أدى لتلوث الجرح قامت بتحديد معاد لعملية بـ«بنج كلى» لغلق جرح البطن دون اجراء التحاليل اللازمة، للتأكد من القضاء على الميكروب.
وبالفعل تم غلق الجرح، وظلت الزوجة تعانى الألم لمدة ثلاثة أيام ثم وبشكل مفاجئ وقبل التأكد من تمام شفاء المريضة، صرحت الدكتورة علياء بخروج المريضة، وهو ما تم بالفعل إلا أنه وبعد سويعات قليلة من خروج المريضة شعرت بآلام رهيبة وكمية من المياه تخرج من الجرح بشكل رهيب، مما اضطر الزوج للإتصال بالدكتورة «علياء» فطلبت منه الرجوع للمستشفي حالا وهو ما تم وعند مناظرة الحالة وإجراء التحاليل اللازمة، اكتشفوا أن الميكروبين لم يتم القضاء عليهم وأن الدكتورة «علياء» استعجلت في اجراء عملية غلق الجرح قبل القضاء على الميكروبين بالكامل، وعند ابلاغ الدكتور «أحمد.ر»، رئيس قسم النسا والتوليد قام بالكشف على المريضة، وقام باستدعاء الدكتورة «علياء» وهى من قامت بعملية الولادة القيصرية ومن قامت بفتح جرح الولادة بعد يومين ومن قامت بعملية ثانية لغلق الجرح مرة ثانية قبل التأكد من القضاء على الميكروبين ومن قامت بتصريح بخروج المريضة قبل الشفاء وكانت المفاجأة أنها رفضت الاستمرار في متابعة الحالة نهائيا.
ومع ذلك فوجئ الزوج بمدير المستشفي يقول أن اصابة المريضة بالميكروب هو قضاء وقدر، وأن الله هو من اشاء ذلك، وأنه أمر محتمل حدوثه، فى محاولة من التنصل والهروب من المسئولية، بل وتطور الأمر إلى إصابة الزوجة بحالة من الهبوط المفاجئ وضيق في التنفس أدى إلى نقلها إلى غرفة الرعاية المركزة وتم عمل اشعة على التنفس للإطمئنان وبالفعل خرجت ولم تلبث بها سوى وقت قليل، مما دعا الزوج لتحرير محضر بالواقعة تحت رقم 3345 لسنة 2018 اداري الوايلي، واستدعته جهات التحقيق واستمعت لأقواله فى الواقعة.
اقرأ أيضا: برشامة قد تهدد حياتك.. هذه أدوية الدرج عليك تجنبها حتى في حالات الطوارئ
الأطباء قاموا بفتح جرح العملية للمرة الثانية حتى يتسنى لهم تنظيف الجرح من الميكروبين إلا أنها عانت للأسف من الإهمال سواء في التغيير على الجرح واعطاء المضادات الحيوية اللازمة أو المتابعة بشكل سليم حتى أن الزوج إذا جاء معاد التغيير على الجرح يطلب من الأطباء القيام بالتغيير على الجرح منهم من رفض ويقول أنها ليست حالتى ومنهم من كان يقول سوف احضر ويتأخر بالساعات حتى يأتى، وفور علم دكتور «أحمد. ر» رئيس القسم بقيام الزوج باتخاذ اجراء قانونى وتحرير محضر بالإهمال والرعونة في اتخاذ القرارات المصيرية وتعريض حياة زوجته للخطر، سارع مدير القسم دكتور «أحمد. ر» بنقل المريضة من الغرفة العادية والتى تفتقر لأدنى مقومات العقيم إلى غرفة مكيفة في محاولة للحد من آثار الاهمال، وهكذا ظل الوضع ما يعنيه هذا من الآلم بشاعة سواء جسدية للمريضة أو نفسية لها ولآسرتها وأطفالها الصغار، وحتى الآن منذ 7/29 مازالت ترقد «أحلام» بجرح عملية الولادة القيصرية مفتوح وملوث وهنا تثور عدة تساؤلات.
- من المسئول عن تلوث غرفة عمليات الولادة او ادوات الولادة؟
- من المسئول عن اخذ قرار متسرع باجراء عملية لغلق جرح ملوث دون التأكد من القضاء على الميكروب؟
- من المسئول عن حرمان رضيعة من حقها في الرضاعة الطبيعية من أمها نتيجة خطأ الاخرين؟
- من المسئول بقاء جرح عملية قيصرية مفتوح منذ 7/29 حتى الآن؟
والعبرة هنا ليست في حالة «أحلام» فقط، فنحن نأمل من الله أن تتخطى تلك الأزمة، ولكن العبرة في أن من اخطأ يجب أن يجازى قبل أن تكون «أحلام» مجرد حلقة في سلسلة يعلم الله وحده ستمتد إلى كم حالة أخري. ولذلك انقذوا أحلامنا جميعا في أن تكون لنا خدمة صحية أدامية.