شريهان وإيمان الطوخى.. كيف يقضى النجوم الغائبون أوقاتهم؟ (3 من 3)
الأحد، 12 أغسطس 2018 10:23 ص
فى عز مجدهم وأوج شهرتهم وارتباط الجمهور بهم ابتعدوا ، كالنجوم التى قررت حجب أنوارها ، لسنوات غابوا رغم حضورهم ، انسحب بعضهم بهدوء وترك فراغا كبيرا لم يملأه غيرهم ، يبحث محبوهم عن أخبارهم ويتلهفون لرؤيتهم ويزيدهم البعد حبا وجماهيرية وانتظارا..هكذا هم نجوم الفن الذين حجبوا أنوارهم لأسباب متعددة تنوعت بين المرض والاكتئاب وارتداء الحجاب ، والاعتزال لأسباب أخرى.
فى هذا التقرير نلبى حاجة المحبين لمعرفة أخبار أحبابهم ونجومهم الغائبين ، نكشف أسرار الغياب وكيف يقضى هؤلاء النجوم أوقاتهم ، وهل هناك أمل قريب فى اللقاء ؟
شريهان
أيقونة البهجة والاستعراض وكتلة المشاعر والأحاسيس، عروس البحور وفتاة أحلام الشباب وقدوة الجمال للفتيات، التى تستطيع تجسيد أقسى معانى الحزن وأجمل أوقات الفرح.
هكذا كانت وستظل النجمة شريهان رغم أنها طوال مراحل حياتها تجرعت كل أنواع الألم، ودخلت فى حرب مع كل مسببات الحزن، لكنها كانت دائما تخرج منتصرة، لا تستسلم و تقاوم كل المعوقات حتى تعود لجمهورها أفضل مما كانت.
سنوات طويلة تلهف الجمهور على رؤيتها منذ غابت بسبب مرضها الأخير ، ورغم قسوة هذا المرض النادر، إلا أنها عودت جمهورها على قهر كل الظروف ، حتى وإن كانت كل المؤشرات المنطقية توحى بأنها النهاية ، لكنها الساحرة التى قهرت المنطق ومعه توقعات الأطباء.
بدأت أزماتها وأوجاعها منذ سن مبكرة، أزمتها الأسرية مع أسرة والدها، وقضية نسبها ،ووفاة شقيقها الموسيقار عمر خورشيد الذى كان سندها فى الحياة، ثم وفاة والدتها، والحوادث التى تعرضت لها، ثم مرضها النادر.
ساندها الجمهور وانتظر عودتها بعدما أصيبت فى حادث مروع عام 1990 وانكسر ظهرها وعمودها الفقرى وهى فى أوج شهرتها ونجوميتها، وظلت لسنوات عاجزة عن الحركة ، وتوقع الأطباء أنها لن تستطيع الوقوف على قدميها ، لكنها هزمت العجز وعادت أقوى، وقامت ببطولة الفوازير وقدمت مسرحية شارع محمد على وعددا من الأفلام.
ثم عادت النجمة لتصارع الألم عندما اختارها مرض نادر من بين ملايين البشر ، فأصيبت عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية أحد أشرس أنواع السرطان، لتخوض معركة جديدة، وتجرى عشرات الجراحات وتغيب عن جمهورها لمدة 15 عام كاملة، ولأنها تتحدى كل التوقعات، أنجبت ابنتها الثانية "تالية القرآن" خلال فترة مرضها.
استعانت على المرض بعادات وعبادات تقربت بها إلى الله طوال سنوات المحنة ، مناجاة وقراءة قرآن وتبرعات للفقراء وموائد رحمن وزيارات فى الخفاء لأداء العمرة ،فاستجاب الله دعاءها وخرجت من محنتها.
استطاعت شركة العدل جروب إقناعها بالعودة فى عمل فنى ضخم بعد انتصارها على المرض ، وبالطبع كانت النجمة تشتاق للوقوف على المسرح واحتضان جمهورها الذى لم تغب عنها يوما ، فكانت تتواصل مع جمهورها عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، وترد على كل الرسائل ،ويشجعها هذا التواصل على مواصلة التحدى.
تستعد النجمة للعودة لجمهورها من جديد ، ولأنها نجمة خارقة اختارت الطريق و تعاقدت مع العدل جروب على مشروع مسرحى استعراضى ضخم.
تقضى أغلب وقتها فى الاستعداد للعودة، وتحرص على كل التفاصيل والاستعدادات مهما كلفها ذلك من جهد ووقت ، ومع تأخر عرض الأعمال التى ينتظرها جمهور شريهان ثارت شائعات بالتراجع عن الفكرة وهو ما نفاه الدكتور مدحت العدل فى تصريحات صحفية ، مؤكدا عدم التراجع عن فكرة عودة الفنانة شريهان إلى المسرح ، قائلا: "الفكرة لم يتم التراجع عنها مطلقا، وانتهينا من بعض هذه العروض ".
وأكد تخفيض عدد العروض إلى 4 مسرحيات بدلا من 13، مشيرا إلى المجهود الخرافى الذى يحتاجه تقديم العرض الواحد ، وأنه تم الانتهاء ا بالفعل من تصوير مسرحية (كوكو شانيل)، لكن لم يتحدد موعد العرض.
إيمان الطوخى
خطفت القلوب مع بداية ظهورها بصوتها العذب وإمكانياتها الفنية الهائلة وسحرها الذى خطف القلوب ، وفى الوقت الذى كانت فيه فتاة أحلام الشباب ورمزا لاقتران الفن والجمال انسحبت فجأة لتختفى عن الأنظار فلاحقتها الشائعاتوأهمها زواجها بالرئيس مبارك.
إيمان الطوخى نجمة التسعينات التى غابت عن الأنظار منذ أكثر من 15 عاما ، وكانت أشهر أغانيها "النظرة الأولى، ياعيون يامغربانى"، كما أبهرت الجميع فى التمثيل عندما أدت دورها الأشهر "ايستر بولونسكى"، فى مسلسل رأفت الهجان، واستحوذت حتى على قلوب أطفال هذا الجيل عندما قدمت مسلسل الأطفال الشهير "كوكى كاك".
لاحقتها طوال السنوات الماضية الأقاويل التى تؤكد زواجها من الرئيس مبارك، بل وإنجابها منه، ولاحقتها شائعات أخرى بمطاردة عدد من رجال نظامه أو اضطهادهم لها لإبعادها عن الساحة الفنية بتحريض من سوزان مبارك، وظلت هى صامتة بعيدة مختفية عن الأنظار لسنوات طويلة.
هي ابنة الفنان والإذاعى محمد الطوخي، وليست كما اأشيع عنها أنها ابنة المقرئ والمبتهل محمد الطوخى ، تخرجت في كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون عام 1980، ورغم أنها من مواليد عام 1958، أى أنها تخطت سن الستين إلا أن الجمهور لا يزال يحتفظ بصورتها قبل أن تنزوى عن الاضواء عام 1998، حتى اعتزلت نهائيا عام 2003.
قامت الطوخى ببطولة عدد من المسلسلات والأفلام ، ومنها " رابعة تعود، بوابة الحلوانى، ألف ليلة وليلة، رحلة فطوطة السحرية، إلى جانب عدد من الأفلام ومنها، دماء على الأسفلت، والحكم آخر الجلسة ، وكانت تحلم قبل اعتزالها بتجسيد شخصية الأميرة ديانا ، ولكنها لم تحقق هذا الحلم.
شاركت إيمان الطوخى فى عدد من حفلات أكتوبر فى حضور الرئيس مبارك ، ودار بينهما حديث خلال هذه الحفلات ساهم مع صعود النجمة ومشاعر الغيرة التى أصابت منافسيها ، فيما تعرضت له من شائعات ، وبعد اعتزال النجمة زادت هذه الشائعات التى قابلتها إيمان الطوخى بالصمت.
تحدثت إيمان الطوخى بعد ثورة يناير فى حوار صحفى بعد سنوات طويلة من الصمت، وأشارت إلى أن الشائعة بدأت مع اشتراكها فى حفلات أكتوبر ، مؤكدة أنها كانت وقتها بدأت تقل من ظهورها الفنى وخلال إحدى الحفلات سلم عليها مبارك وسألها عن سبب اختفائها ، وأثنى على صوتها كما كان يفعل مع معظم المشاركين فى هذه الحفلات .
وأشارت الطوخى إلى أنها تلقت دعوة من الرئاسة لإحياء حفلة أخرى شارك فيها الفنانان الكبيران وديع الصافى وسيد مكاوى ، مرجحة أن يكون هذا سببا فى تعزيز شائعة زواجها بمبارك ، ومؤكدة أنها قابلت هذه الشائعة فى البداية بالسخرية ، وتوقعت أنها عندما تتجاهل الرد عليها ستموت مع الوقت، ولكن حدث العكس ، فتناقلت الشائعة عدد من الصحف التى لم تتحرى الدقة، خاصة مع اختفائها واعتزالها الفن.
أكدت الطوخى أنه لم يحدث أى لقاء خاص بينها وبين مبارك ، ولم تذهب إلى قصر الرئاسة مطلقا ، وأنها حرصت طوال عملها بالفن على تجنب الشائعات ، وتركته حرصا على ألا تنالها أى شائعة تضر بسمعتها وسمعة أسرتها، خاصة مع انضمام عدد من الدخلاء والمغرضين الذين أساءوا للوسط الفنى ، ومؤكدة أنها لم تتاجر بالاعتزال مثلما فعلت غيرها، لكنها فوجئت بتزايد شائعة زواجها بمبارك وإنجابها منه ، مما سبب لها اكتئابا وأضر بها وبأسرتها.
و أدت إيمان الطوخى فريضة الحج عام 1997 ، وبعدها ابتعدت عن الساحة الفنية.
لم تتزوج الفنانة الجميلة رغم أنها كانت فتاة أحلام ألاف الشباب والفنانين، ورغم خطبتها مرتين، الأولى من المخرج المسرحي الراحل فؤاد عبدالحي الذي تعرفت عليه خلال تواجدها ضمن مسرح الجامعة، والثانية من الملحن محمد ضياء حيث ارتبطت به لمدة 3 سنوات، بعد تعاونهما فى ألبوم "النظرة الأولى" ، وأشار ضياء فى حوار صحفى إلى أن الفنان الراحل أحمد زكى كان معجبا بإيمان الطوخى وعرض عليها الزواج ولكنها رفضت ، مؤكدا أن اعتزالها الفن كان أمرًا متوقعًا لأنها كانت ذات طبيعة مختلفة عن مطربات جيلها ولم تستطع مسايرة ما يحدث في الوسط.
فيما أشار البعض إلى أن سبب اعتزال إيمان الطوخي هو وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذي قتلها فنيا بأوامر من سوزان مبارك ، حيث رفض الشريف عرض مسلسلها الناجح "جمال الدين الأفغاني" على التليفزيون المصري، وتم إبعادها عن التليفزيون لدرجة وصلت لأن يتخلى عنها المخرج أشرف فهمي الذي كان يريد أن يصنع منها فنانة شاملة.