بين الحجاب والاعتزال والمرض والاكتئاب.. كيف يقضى النجوم الغائبون أوقاتهم؟ (1- 3)
السبت، 11 أغسطس 2018 10:00 م
فى عز مجدهم وأوج شهرتهم وارتباط الجمهور بهم ابتعدوا، كالنجوم التى قررت حجب أنوارها، لسنوات غابوا رغم حضورهم، انسحب بعضهم بهدوء وترك فراغا كبيرا لم يملأه غيرهم ، يبحث محبوهم عن أخبارهم ويتلهفون لرؤيتهم ويزيدهم البعد حبا وجماهيرية وانتظارا..هكذا هم نجوم الفن الذين حجبوا أنوارهم لأسباب متعددة تنوعت بين المرض والاكتئاب وارتداء الحجاب، والاعتزال لأسباب أخرى.
فى هذا التقرير نلبى حاجة المحبين لمعرفة أخبار أحبابهم ونجومهم الغائبين، نكشف أسرار الغياب وكيف يقضى هؤلاء النجوم أوقاتهم، وهل هناك أمل قريب فى اللقاء؟
سهير البابلى
فى عام 2005 قدمت نجمة الكوميديا سهير البابلى أخر أعمالها التلفزيونية وهو مسلسل "قلب حبيبة"، الذى ظهرت فيه مرتدية الحجاب بعد سنوات من الغياب والاعتزال بدأت منذ عام 1997، وبعد " قلب حبيبة" دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج، لتغيب عن الساحة الفنية مرة أخرى.
ورغم عدم مشاركتها فى أعمال فنية لم تعتزل سيدة المسرح الحياة ولم تبتعد عن الجمهور، حيث ظهرت فى بعض البرامج، كما أنها تخرج بين حين وآخر مع ابنتها الوحيدة نيفين للتسوق أو لحضور بعض المناسبات، تفرح حين يستقبلها الناس بحفاوة وحب جمع بين الشباب والأطفال والكبار، وتبادلهم الحديث الضاحك والقفشات، فما يربط البابلى بالناس ليس مجرد علاقة بين فنانة وجمهورها، ولكنهم يرون فيها أما حقيقة تحمل قلب حبيبة، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل سكينة فى مسرحية «ريا وسكينة»، وبرجوازية بكيزة هانم التى لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها.
تعيش سيدة المسرح مع ابنتها الوحيدة نيفين وزوج ابنتها الداعية رضا طعيمة وأحفادها، تجلس فى حجرتها لساعات طويلة تصل أحيانا إلى 5 ساعات متواصلة تقرأ المصحف الذى يرافقها منذ سنوات طويلة، وأطلقت عليه ابنتها الوحيدة وأحفادها «مصحف سهير»، تقضى معظم وقتها فى التسبيح والذكر والصلاة، وتصر فى بعض الأحيان على إعداد بعض أنواع الأطعمة التى تميزت بها.
تبدأ يومها باللعب مع أحفادها ومداعبتهم، ولا تتركهم إلا للصلاة وقراءة القرآن والذكر والتسبيح، كما تشارك ابنتها وزوج ابنتها جلسات تفسير ومناقشة حول الأمور الديني، وتداوم على صيام داود طوال العام، فتصوم يوما وتفطر يوما، كما تؤكد ابنتها نيفين.
تقول البابلى إنها أرادت إرضاء الله فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997، وكانت تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود، وكان يداعبها الشيخ الشعراوى ويناديها باسم «سكيننة»، وقابلته فى الحج فقال لها: «وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى»، فقررت البابلى بعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات العودة للتمثيل ولكن بشروط، فقدمت مسلسل «قلب حبيبة» مرتدية الحجاب، وهو ما عرضها لانتقادات لم تعبأ بها وقالت: «هل يريدوننى أن أمثل عارية كى أرضيهم».
لا ترفض الفنانة الكوميدية العودة للتمثيل ولكنها تشترط أن يكون العمل هادفا يخلو من الإسفاف. وكانت البابلى تتواصل مع الراحلة شادية، وتداوم الفنانة يسرا وإسعاد يونس على الاتصال بها، وتحرص على متابعة الأحداث السياسية، وتشارك فى لقاءات ومناسبات عامة.
صلاح السعدنى
يعيش العمدة صلاح السعدنى حالة من العزلة بعد وعكة صحية وإصابته بمرضى السكر والضغط. لم يكن المرض فقط سبب غياب عمدة الدراما ولكن ساءت حالته النفسية وسيطر عليه الحزن بعد وفاة أعز أصدقائه ومنهم الفنان نور الشريف الذى زاره قبل وفاته وقضى معه يوما كاملا، وارتبطا معا بأجمل ذكريات الصبا والشباب، وزاد حزنه بعد وفاة محمود عبدالعزيز ومحمد وفيق.
صلاح السعدنى ابن البلد الجدع المثقف خفيف الظل، مدرسة فنية متفردة، ترك فراغا كبيرا وابتعد، ولم يستطع غيره ملء مكانه، لم يستطع استكمال مسيرته بسبب عدم وجود خامات فنية وكتابات تسمح له بنسج شخصيات كتلك التى نسجها فى ذاكرتنا وذاكرة الدراما" العمدة سليمان غانم فى ليالى الحلمية ، وحسن أبو كيفه فى أرابيسك، ونصر وهدان القط فى حلم الجنوبى".
كان آخر الأدوار التى قدمها عمدة الفن شخصية عبد القادر فى مسلسل القاصرات، وبعدها ابتعد عن الفن. يرفض السعدنى أى عمل ويشعر أنه لن يجد عمالقة يشاركونه صناعة الإبداع مثل أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ، ومحمد صفاء عامر، ويقول عنهم إنهم يمثلون جزءا هاما من عمره، وأنه كانت هناك حالة روحية شديدة تجمع بينهم.
لا يشارك السعدنى فى أى مناسبات أو لقاءات ويرفض الظهور الإعلامى، ولا يرد على تليفونه، ترد زوجته بدلا منه لطمأنة أصدقائه ، ويقضى أغلب وقته مع أحفاده الذين لا يكف عن الحديث واللعب معهم ، وأصبح يكره الزحام، كما قالت زوجته التى لا تفارقه أبدا، ويتابع المباريات والبرامج الرياضية، ويقرأ القرآن.
شهيرة
فى عام 1992 أعلنت الفنانة شهيرة، زوجة الفنان محمود ياسين اعتزالها المجال الفني وارتدت الحجاب، وفى عام 1996 قدمت أحد البرامج الدينية على شاشة اقرأ، ومؤخرا ظهرت شهيرة لتعلن أنها ستعود للتمثيل بعد 25 عاما من اعتزالها ، وأثارت الجدل وقد ظهر جزء كبير من شعرها، وهو ما ردت عليه قائلة: "عورة المرأة في جسمها وليس شعرها والحجاب آخر حاجة نبصلها، أنا لبساه احتشام فقط وليس حجاباً".
"إن الله لا ينظر إلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"..هذا الحديث الذى بدأت شهيرة حديثها معنا به يلخص نظرتها للحياة والإيمان بعد أكثر من 25 عامًا من قرارها باعتزال الفن وارتداء الحجاب، فهى ترى أن الحجاب ليس غطاء الرأس وإنما هو احتشام، وحجاب للعقل والقلب واللسان.
تؤكد شقراء السبعينيات أنها اتخذت قرار الحجاب دون أن يشجعها أحد، وبرسالة ربانية رفضت الكشف عنها، نافية أن يكون للشيخ الشعراوى دور فى هذا القرار، لافتة إلى أنها زارت الشيخ بعد حجابها.
وأكدت عائشة محمد أحمد حمدى، وهو اسمها الحقيقى أنه لم يكن للفنانة شادية التى ربطتها بها علاقة قوية دور فى اتخاذها هذا القرار، وكانت شهيرة أعادت تمثيل ثلاث أفلام قامت شادية بتمثيلها من قبل، وهى "اللص والكلاب، المرأة المجهولة، الطريق"، وشجعتها الفنانة الكبيرة وأعجبت بأدائها واستمرت العلاقة بينهما حتى وفاة شادية، فكانت شهيرة الفنانة الوحيدة التى تسمح لها شادية بزيارتها،و أنابتها فى تسلم درع التكريم الذى قدمه لها المركز الكاثوليكى وإلقاء كلمة نيابة عنها.
وأضافت شهيرة فى تصريحات لـ صوت الأمة:" الفنانة شادية تفاجأت بحجابى ولما عرفت فرحت وزارتنى فى المنزل، والشيخ الشعراوى دعانى أنا وياسمين الخيام وسهير البابلى وسهير رمزى ونورا على الغداء وحدثنا عن المحبة وطرق التقرب إلى الله، وكان لقاء روحانيًا لن أنساه".
وأبدت شهيرة إعجابها بفكر الشيخين خالد الجندى وسعد الهلالى وطريقتهما فى تبسيط الدين والأحكام.