بعد زيادة انتشارها بالمحافظات.. كيف نتعامل مع المصابين بلدغات الثعابين؟
الجمعة، 03 أغسطس 2018 07:00 م
ارتفعت مؤخرا معدلات انتشار الثعابين فى العديد من محافظات الجمهورية، ما أصاب الأهالى بحالة من الهلع والذعر، خاصة أن من بينها أنواع شديدة الخطورة والسمية، حيث رفعت مديرية الصحة بالقليوبية درجة الاستعداد القصوى، لتوفير الأطباء وأطقم التمريض والأمصال الخاصة بمواجهة أزمة انتشار الثعابين ببعض القرى التى اشتكى أهلها من انتشار الثعابين فى أراضيهم الزراعية.
شهدت محافظة المنوفية أيضا انتشار الثعابين والأفاعى فى عدة قرى، ما تسبب فى مصرع وإصابة عدد من الأشخاص نتيجة لدغات ثعابين مختلفة، وفى البحيرة تفاقم الأمر وانتشر الذعر والهلع بين المواطنين، خاصة بعد مصرع وإصابة عدد من الأشخاص أيضا بسبب لدغات ثعابين خلال الفترة الماضية، ما دعى الأهلى للجوء إلى بعض الحيل لطرد الثعابين والأفاعى من قراهم، منها الاعتماد على الحواة وصائدى الثعابين ومن يطلق عليهم «الرفاعية».
الثعابين فى الصيف
الأزمة ليست بجديدة، حيث يؤكد الخبراء أن الثعابين تنتشر وتهيج خاصة فى فصل الصيف، مع ارتفاع درجة حرارة الجو، كما أن لدغات الثعابين يكون تأثيرها أقرى خلال تلك الفترة من السنة، حيث تعرف الثعابين بأنها من الزواحف ذات الدم البارد، والتى تخرج من جحورها خلال فترة الصيف بحثا عن الطعام والشراب، ومن ثم التكاثر.
تتكاثر الثعابين عموما خلال فصلى الربيع والصيف، حيث تفرز أنثى الثعبان هيرمونات تجذب الذكور للتزاوج، فتلتف الذكور على الأنثى فيما يعرف بـ«كرة تزاوج»، ثم تختار ذكرا من بينها، فتنفض الكرة، ثم يزحف الذكر تحتها، ومن ثم تخصيبها، فتضع الأنثى البيض فى مكان آمن، ثم «يفقس» البيض وتخرج صغار الثعابين.
أسباب زيادة هياج الثعابين
ويؤكد الخبراء أن الخلل البيئى أحد أسباب زيادة انتشار الثعابين، حيث يتم قتل الكلاب والقطط والذئاب والقرود والحيوانات المتوحشة المفترسة التى تتغذى على الثعابين، كما أن التوسع فى البناء والعمران بالمدن الجديدة، حيث تتحرك الثعابين بحثا عن الأماكن التى لا يوجد بها إنشاءات، وأثناء تحركها تقابل المواطنين، خاصة العاملين بتلك الإنشاءات.
اقرأ أيضا: تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. كيف تخطط وزارة الصحة للقضاء على فيروس سي؟
ويشير الخبراء إلى أن ظاهرة تغير المناخ أحد أهم أسباب هجوم الثعابين على القرى بالمحافظات المختلفة فى الوقت الحالى، هو الهجوم عليها بهدم أوكارها وجحورها وتهديدها، حيث تلجأ إلى مأوى آخر، ولكنها تحاول لدغ الضحية لإيمانها بأنه سبب هدم أوكارها، حيث تتحول إلى أكثر عدوانية على الإنسان بعد ذلك، خاصة خلال الطقس الحار الذى يدفعها طوال الوقت للبحث عن المياه والرطوبة، لتجد فى الزراعات والمستنقعات ملاذا الآمن.
أغلب الثعابين غير سامة، إلا أن هناك أنواع شديدة الخطورة والسمية أيضا، لذلك يجب التعامل مع لدغات جميع الثعابين والأفاعى باعتبارها سامة حرصا على حياة الإنسان، كم أن مكافحتها ليست بالبيض المسموم فقط كما يحدث الآن ببعض القرى فى العديد من المحافظات، إلا أنه يجب دس السم فى الطعام المفضل للثعابين داخل الجحور بطريقة فنية تغريها، ومن ثم القضاء عليها.
اقرأ أيضا: 78 مليون طفل فى العالم معرضون للوفاة.. كيف تقتل الأم طفلها بعد الولادة؟
أعراض الإصابة بلدغات الثعابين
تختلف أعراض الإصابة بلدغات الثعابين باختلاف أنواعها، ولكن أكثر أعراض لدغة الثعبان شيوعا هى الشعور بالضعف العام، والدوار، وفقدان الوعى، وحدوث التشنجات، والغثيان، والشعور بالقى، إلى جانب سرعة النبض، واضطراب التنسيق العضلى أو التشنج العضلى، بالإضافة لظهور تورم واحمرار بمنطقة اللدغ، وخدر فى الوجه والأطراف، والشعور بالألم فى منطقة اللدغ، واضطراب الرؤية، وصعوبة التنفس، وسيلان اللعاب.
علاج المصابين بلدغات الثعابين فى مصر يكون غالبا عن طريق المصل «ترياق الثعبان» والمعروف باسم «سناك فينم فاكسين» وهو من إنتاج محلي، حيث يقلل خطر لدغات الثعبان نهائيا إذا أخذ المصاب الجرعة فى الوقت المناسب، بحيث لا يزيد الفارق الزمنى للدغ والعلاج عن ساعتين، ويفضل أن يكون الجزء الذى أصيب باللدغ مربوطا، حيث ينصح الخبراء بضرورة تنظيف مكان اللدغ برفق إلى جانب ربطه بشدة كأحد الإسعافات الأولية قبل الوصول لمكان تلقى المصل للعلاج.
كيفية تحضير مصل الثعبان
مصل الثعبان يتم تحضيره من دم الخيول بعد حقنها بسم الثعبان، أو من دم الأغنام الذى يسبب حساسية أقل من تلك التى يحدثها المصل المحضر من دم الخيول، حيث يجب إجراء اختبار الحساسية قبل إعطاء المصاب المصل، حيث توفر وزارة الصحة احتياجات البلاد من أمصال الثعابين والعقارب، خاصة بالقرى والنجوع والأماكن النائية.
اقرأ أيضا: حتى لا تتحول الأفراح لـ «مآتم».. كيف تتصدى الدولة لضرب النار في المناسبات؟
وبعد زيادة انتشار الثعابين مؤخرا، وزعت وزارة الصحة البروتوكول العلاجى الخاص بالتعامل مع حالات لدغة الثعبان، على مديريات الصحة بجميع أنحاء الجمهورية، تحسبا لوقوع أى إصابات، حيث يشمل البروتوكول إعطاء المصل المضاد لسم الثعبان للمرضى فى حالات هبوط الدورة الدموية واضطراب ضربات القلب، وحدوث تشنجات واضطرابات عضلية، والتدهور الموضعى للتورم والإحمرار، وكذلك فى حالات النزيف الشديد.
الوقاية من لدغات الثعابين
وأكد المتحدث باسم الوزارة أنه جارى عقد ندوات يومية، لتوعية المواطنين بطرق الوقاية من لدغات الثعابين، وكيفية التعامل مع المصابين من حيث «ربط مكان الإصابة، والتنقل بأى وسيلة مواصلات لأقرب مستشفى فى أسرع وقت»، مشيرا إلى أن تلك الندوات تتضمن أيضا ضرورة رفع «القش والهيش» من الأماكن المحيطة بالمنازل، حيث تعتبر تلك الأماكن مأوى للثعابين.
تجدر الإشارة إلى أن الثعابين والأفاعى أحد أهم مكونات النظام البيئي، وأن القضاء عليها يترتب عليه مشاكل أخرى أكثر خطورة من وجودها، حيث إن هناك كائنات حية تتغذى على الثعابين، وعدم وجودها يتسبب فى أزمة غير طبيعية بالبيئة، حيث إن هناك كائنات حية تتغذى عليها الثعابين أيضا، وعدم وجود الأفاعى سيتسبب فى أزمة لا تقل خطورة عن التى نشهدها الآن.