اسأل قبل ما تحجز.. رأي الدين في الذهاب للمصيف والشروط الواجب توافرها
الخميس، 02 أغسطس 2018 04:00 ص
في هذه الأجواء يحرص كثيرون من الناس على اقتطاع بضعة أيام من إجازاتهم أو ظروف عملهم، والذهاب إلى المصايف للتمتع بالأجواء الجيدة والهروب من الطقس الحار والروتين اليومي، لكن ماذا عن رأي الدين في الأمر.
ربما يرى كثيرون أنه لا دخل للدين بمثل هذه التفاصيل اليومية التي تنطبق عليها قاعدة «الحلال بيّن والحرام بيّن»، لكن آخرين يهتمون بالرأي الشرعي في كل الأمور، وآراء رجال الدين والفقهاء في التفاصيل اليومية المعتادة، وبطبيعة الحال سيهتمون بالرأي الشرعي في المصيف.
ونقدم رأي رجال الإفتاء في الذهاب للمصايف:
فتوى جديدة حول المصايف
مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، تطرق في كبسولة جديدة بعنوان: «كبسولات شرعية.. صيفك أجمل»، إلى كيفية قضاء المسلم للصيف والذهاب للمصيف.
أكد المركز أن الوقت من أفضل النعم التي منَّ الله تعالى بها على عباده، وأعطى له أهمية خاصة، فهو أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، يضيف البيان: «لذلك حثنا الإسلام على المحافظة على الوقت واغتنامه بما يكون من ورائه منفعة معتبرة شرعًا، سواءٌ كانت هذه المنفعة دينية أم دنيوية، ولا يُخِلُّ هذا بحق النفس فى الترويح حتى لا تَمَلَّ وتتكاسل عن الطاعات».
وتابع: «من المؤكد أن أي إنسان يحتاج إلى فترة من الراحة والاسترخاء والترويح عن النفس؛ ليجدد نشاطه مرة أخرى، وينفر من حر الصيف، ويكسر رتابة الأمور، لا سيما بعد عام ملىء بالعمل والاجتهاد، سواءٌ كان في الدراسة أم العمل لتحصيل الرزق أم غير ذلك من الأعمال المباحة، ولكن ليس ثَمَّةَ تلازمٌ بين الترويح عن النفس وبين ارتكاب المحرمات، فلا تجعل هذه الحاجات المذكورة الحرامَ حلالًا، خاصة أن الشخص قد يهيئ لنفسه الجو المناسب للترويح الجائز، ويتخير الأماكن المناسبة لذلك بعيدًا عن الاختلاط وكشف العورات».
التصييفُ كغيره من المباحات، البيان قال ذلك: «يجب أن يخلو من المحرمات ليبقى على إباحته، والدين حينما وضع ضوابط التصرفات لم يسعَ بذلك للكآبة وإنما يريد أن يقيم مجتمعًا فاضلًا، ووجود المتعة الظاهرية في الشيء لا تكفي ليصير حلالًا أو مقبولًا، بل كثير من المحرمات يزعم من يفعلونها أن بها منافع وتجلب لهم السعادة، والحق أن المُتَع إن وجدت فلحظية، تفوق أضرارها ما قد يجده الإنسان من ترويح واستمتاع».
وشرط المركز في المصيف: «لا يلزم من الخروج للمصيف كشف العورات والاختلاط وإطلاق النظر فيما حرم الله تعالى، والاستماع إلى المحرم من الأغاني، والتمايل والتراقص وما إلى ذلك من محظورات، ولا تستصغرن معصية»، مشيرًا: «قد يتناسى البعض حرمة ما يحدث في كثير من الشواطئ والنوادي والمتنزهات من اختلاط وخلاعات وسفاهات، ويتساهلون فى فعلها لكونها أصبحت من عوائد أكثر الناس والشباب، فنقول لهم: إن اجتماع أكثر الناس واتفاقهم على فعل المحرمات لا يصيِّرها حلالًا، فالمؤمن حقًا لا يغتر بانتشار المنكرات وشيوعها بين الناس».
واختتم البيان: «الصيف والإجازة ليسا وقتًا مستثنًى من طاعة الله تعالى، بل هو أدعى أن يغتنمه الشخص في ما ينفعه دينيًّا ودنيويًّا».