حروب التيه يكشف اختراق الجزيرة للقانون.. متى تتحرك مصر والعرب لمقاضاة قطر دوليا؟
الإثنين، 30 يوليو 2018 05:00 م
في الأطر الرسمية السليمة يُفترض من المؤسسات الإعلامية أن تخضع لقوانين البلاد التي تعمل فيها. هذا الأمر لا تلتزم به قناة الجزيرة القطرية، التي تواصل العمل في كثير من الدول بالمخالفة للقانون.
في شريط بثّته الجزيرة أمس تحت عنوان حروب التيه قالت القناة إنها أجرت تحقيقا ميدانيا بين القاهرة وسيناء، وبحسب ما قالته القناة نفسها فإنها تحركت وحصلت على مواد بصرية في مواقع عدّة داخل مصر، لكنها لم تحصل على التراخيص والتصاريح القانونية اللازمة لإنجاز هذه المهمة، في اختراق واضح لضوابط القانون المصري، بشكل يدفع للسؤال عن هذا الاختراق وآليات مواجهة الجزيرة وإمارة قطر.
حروب التيه دليل دعم قطر للإرهاب
لا تتوانى قناة الجزيرة القطرية لحظة عن إثبات انتمائها للنظام القطري، الداعم للجماعات الإرهابية والإرهابيين، وعداءها الشديد لمصر ولكل دول الخليج، ويوماً بعد الآخر ثُبت من خلال ما يتم بثه عن جرائمها المتتالية والمتواصلة ضد مصر ودول الخليج تحديداً، واستمرار محاولاتها الفاشلة للتدخل في شئون تلك الدولة، وزعزعة الاستقرار بداخلها، وذلك عن طريق دعمها للإرهاب والإرهابيين في الدول العربية.
ولم يعد الحديث عن العلاقات المشبوهة لقناة الجزيرة القطرية بالجماعات الإرهابية، مجرد كلمات أو تكهنات، ولكنه واقعاً ملموساً يراه شعوب الدول العربية بأعينهم بعدما أصبحت بوقاً إعلامياً، ومنبراً لتلك الجماعات التي لا تريد إلا تخريب تلك الدول.
ورغم مرور أكثر من عام على مقاطعة مصر ودول الخليج لإمارة قطر، بعد تورطها في دعم الجماعات الإرهابية وإيواء العناصر الإرهابية على أراضيها، إلا أنها مازالت مصممة على موقفها العدائي ضد تلك الدول، وتستمر في استخدام أحد وسائلها الإعلامية للتحريض على تلك الدولة، وهي قناة الجزيرة المعروفة بتاريخها الأسود الملوث بالخراب والدمار والدماء.
فيديو الجزيرة واختراق القانون
بين الحين والآخر تبث قناة الجزيرة مقاطع فيديو وأفلاماً وثائقية، تؤكد علاقتها بالجماعات الإرهابية في سيناء، ومؤخرا أذاعت فيلما وثائقيا عن عملية تطهير سيناء من الجماعات الإرهابية، وتدعي فيه التصوير مع أحد ضباط القوات المسلحة، بجانب تصوير العديد من مواقع العمليات، رغم عدم التصريح لها بذلك، ورغم صدور أحكاماً بوقف كافة التصاريح ووقف بثها داخل مصر.
وتكشف سجلات القضاء المصري أخطر 3 قضايا طالت قناة الجزيرة القطرية بشكل مباشر، وصدرت فيها أحكام بالإدانة، وهي قضايا قضية التخابر مع قطر والتي تورط فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرون، والقضية المعروفة بخلية الماريوت، بالإضافة للقضايا التي صدرت فيها أحكام من مجلس الدولة بوقف بث تراخيص القناة، وجميعها تبين من خلال الأوراق والتحقيقات وحيثيات الأحكام مدى تورط الجزيرة في عمليات الإرهاب في مصر، وعلاقاتها بالجماعات الإرهابية، ومحاولاتها المستمرة للتدخل في الشئون الداخلية، واختراق الأمن القومي المصري.
وفي تصريح سابق له قال المستشار حسن فريد رئيس إحدى دوائر الإرهاب والقاضي الذي أصدر الأحكام في القضية المعروفة بخلية الماريوت، إن على مصر إقامة دعوى أمام المحكمة الدولية، مستعينة بهذه الأحكام، ومنها الحكم في قضية خلية الماريوت، الذي صدر من واقع الأوراق واعترافات المتهمين، والتي تحمل الدليل الدامغ على تورط القناة في العمليات الإرهابية، مضيفاً إنه يحق لمصر قانونا الرجوع بالتعويض على القناة، في حالة الإدانة من القضاء الدولي، وثبوت بث القناة أخباراً تضر بالأمن القومي، وفق أحكام القضاء المصري.
المستشار حسن فريد
بعد حروب التيه.. دعوى قضائية ضد الجزيرة
في هذا الإطار قال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، في تصريح خاصة لـ«صوت الأمة»، إن المنظمة تحركت بالفعل في تحريك دعوى قضائية ضد قطر لمطالبتها بتعويض ضحايا العمليات الإرهابية التي ثبت تورط قطر فيها، بعدما حصل على توكيلات لأهالي عدد من الشهداء، وبناء على هذه القضية يتم مقاضاة قطر وقناة الجزيرة دوليا فيما بعد.
أوضح أنه تم إدخال وزارة الخارجية المصرية طرفاً في الدعوى، حتى تتمكن فيما بعد من الحصول على الحكم الذي سيصدر لمقاضاة قطر وقناة الجزيرة أمام محكمة العدل الدولية، حيث لا يمكن للأفراد مقاضاتها ولكن لابد من تحرك الدولة ذاتها.
حافظ أبو سعده
وكشف عن أن المنظمة أعدت كافة الأوراق والمستندات والأدلة من مقاطع فيديو وغيرها التي تؤكد تورط قطر وقناتها الجزيرة في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى إيوائها للعناصر الإرهابية على أراضيها.
وكتب خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية، إن «فشل الحملة الإعلامية التي مولها تنظيم الحمدين لمحاولة إدانة السعودية في عملية ١١ سبتمبر بعد تأكيد محكمه_مانهاتن_براءة_السعودية، يجب مقاضاة قطر لان خالد شيخ محمد (العقل المدبر) لهجمات11 سبتمبر، سبق أن نجح في الإفلات من قبضة الاميركيين عندما كان يعمل في قطر وهربه عبدالله بن خالد».
خالد الهيل
وأضاف «الهيل»، في حسابه على «تويتر»، الأحد: «لايوجد أحقر من قناة الجزيره وسياستها التحريرية لماذا قالو رجل الأعمال خالد الهيل؟ طيب ليه ماتقولون المعارض القطري خالد الهيل؟ وبعدين مقاضاة قناة الجزيرة هذا واجب لأنها قناة العار والفتنة، ونعم انا دعمت القضية بوثائق ايضا وسأقاضي كل صحيفه كتب عني كلام غير حقيقي لغرض تشوية السمعة».
تورط الجزيرة لا يقف عند مصر فقط، حيث قال العميد أحمد المسمارى، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن الجيش الوطنى الليبى يخوض معركة كبيرة جدا ضد الإرهاب وبقايا المليشيات المسلحة.
وأكد المسمارى، خلال ندوة عقدت بمؤسسة الأهرام تحت عنوان: «ليبيا وتحديات الأمن القومى»، أن قناة «الجزيرة» القطرية قامت بأعمال سوداء داخل ليبيا.
وكشف المسمارى أن جميع التغطيات الإعلامية التى نقلها وبثها تنظيم القاعدة من ليبيا كانت عبر الجزيرة.
العميد أحمد المسمارى
وأكد الباحث السودانى نادر البدوى المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، أن فضائية الجزيرة المملوكة لنظام تميم بن حمد، صنعت خصيصا لخدمة الغرب، ويوجد بداخلها إدارة مخصصة لصناعة الشائعات.
وسرد «البدوى» نبذة تاريخية عن فضائية الجزيرة، قائلا: «تأسست الجزيرة عام 1996 وانطلاقتها وجدت ترحيبا وسط الشارع العربى، وذلك لعدم وجود تخصص فى نقل الأخبار بتلك الصورة، وسرعان ما اختطفها الإخوان عقب حرب العراق بتعين وضاح خنفر مديرا لها».
وتابع: «وأصبحت الجزيرة كالمرأة الحسناء فى منبت السوء فى هذه الفترة صارت الجزيرة تعد أسهم مسمومة قابلها قبول غربى لتنفيذ مخططاتهم، وكانت الطامة الكبرى زيارة بيل كلينتون إلى القناة وطلب تحويلها إلى شركة مساهمة، ومن هذا الوقت انطلق قطار الشر وتم شراء قناة الغور لصالح الجزيرة الإنجليزية بضعف ثمنها».
وقال: «وقد وجد الغرب أن الإخوان أسرع من يخدم مصالحهم في تدشين ما سموه الربيع العربى فكان الإعلام سلاح فعال فى تلك المصيبة، والجزيرة اخذت دور البطل المرسوم لها بعناية، وأخذت الجزيرة علي عاتقها ما سمته ربيع ثوب الدين بفضل يوسف القرضاوى فصار يبث دين جديد لا يشبه الإسلام، وحينما جاء مرسى إلى الحكم خرج وضاح خنفر من الجزيرة وأخذوا يخططوا لإنشاء قناة بديلة للجزيرة فى مصر، ولكن إرادة الشعب المصري كانت لها بالمرصاد فالجزيرة الآن شعبيتها أصبحت فى الحضيض بعد أن أصبح هناك وعى لدورها القبيح فى هدم الأمة».
وأضاف: «الجزيرة تعمل تحت إدارة منظومة صنعت خصيصا لبث الشائعات والتخويف والتهويل، الجزيرة تنقل حرب غزة وشمال لبنان، ولكن الرسالة التي تعمل من أجلها تخويف الشعوب بنقل الضربات الإسرائيلية واستعراض العتاد الحربى بأن هذا مصير من يحاول الاعتداء على إسرائيل، وتجد الجزيرة تعمل بمنطق أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس وخاصة فى تناولها للشأن المصرى، ولكن الإعلام المصرى استطاع أن يكسر قناة الجزيرة وهي الآن تتوارى خجلا وقريبا لا (جزيرة)».
وأشار إلى أن انفاق القناة قد يصل إلى 400 مليون ريال شهريًا، مضيفًا: «الميزانية الافتتاحية للقناة 500 مليون ريال قطرى وتضاعفت بعد أن تم فتحها شركة مساهمة بعد زيارة كلينتون ولامست المليار دولار».