قصة الجاسوس الذى أجرى الموساد عملية نوعية لاستعادة ساعته من سوريا
الجمعة، 06 يوليو 2018 11:00 ص
استطاع جهاز الموساد الإسرائيلي، الخميس، استعادة ساعة يد إيلي كوهين الجاسوس إسرائيلي، الذى أعدمته سوريا عام 1965، أي بعد مرور 53عاما.
الجاسوس إيلي كوهين، الذى حوكم وأعدم شنقا بتهمة التجسس في سوريا عام 1965 بعد أن نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري، أمد إسرائيل هامة جدا ودقيقة مكنتها من احتلال هضبة الجولان.
«أعاد الموساد إلى إسرائيل ساعة مقاتل الموساد الراحل إيلي كوهين، وتمت إعادة الساعة في عملية خاصة نفذها الموساد مؤخرا»، بحسب بيان رسمي للحكومة الإسرائيلية، الذى أردف: «بعد إعدام كوهين في 18 مايو 1965، بقيت ساعته في دولة عدوة، وبعد عودة الساعة إلى إسرائيل جرت عمليات بحث واستخبارات أثمرت التأكد بدون شك بأن هذه هي فعلا ساعة إيلي كوهين».
وقال رئيس الموساد يوسي كوهين فى بيان: «هذا العام وفي ختام عملية، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل، كانت الساعة تمثل جزءا من صورة عملية إيلي كوهين وجزءا من هويته العربية المزيفة، سيتم عرض الساعة في مقر الموساد حتى السنة اليهودية الجديدة في سبتمبر وبعد ذلك سيتم تقديمها لعائلته».
ساعة الجاسوس
قصة الجاسوس فى سوريا
استقر كوهين أو كامل أمين ثابت – مسلم- بحسب الأوراق المزورة، في دمشق، وقد تلقت أجهزة الاستقبال في الموساد أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع.
وفي الشهور الأولى تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين الأمنيين وقيادات حزب البعث السوري، وكان من المعتاد أن يزور أصدقاءه في مقار عملهم، وكانوا يتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي، أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة ت-54 وت-55 وغيرها من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.
وكانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلي إسرائيل ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات، وفي سبتمبر 1962، صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان، وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة في ساعة يده أنتجتها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية، إلا أن مطابقتها مع رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة سواء من حيث تأكيد صحتها، أو من حيث الثقة بمدى قدرات الجاسوس الإسرائيلي.
وفي عام 1964، زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة، وفي تقرير آخر، أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز ت-54 وأماكن توزيعها وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب، وازداد نجاح كوهين خاصة مع إغداقه الهدايا على مسؤولي حزب البعث السوري.
سقوط وإعدام كوهين
في عام 1965، وبعد 4 سنوات من العمل في دمشق، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري. وعندما ضبطت أن رسالة مورس وجهت من المبنى الذي يسكن فيه حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحداً مشبوهاً فيه، ولم يجدوا من يشكّوا فيه في المبنى. إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة
اكتشفه محمد وداد بشير وهو مسؤول الإشارة في الجيش السوري، الذى يعلم أن السفارات تبث وفق ترددات محددة، واكتشف وجود بث غير مماثل لهذه الترددات، فداهم سفارة أو سفارتين بعد الإذن بذلك، ثم رصدوا الإشارة مجددًا وحددوا المكان بدقة وداهموا البيت، وقبضوا على الجاسوس متلبسًا، وحاول أن يتناول السم، ولكنهم أمسكوه قبل ذلك.
وفي رواية وهي الأقرب أنه كان يسكن قرب مقر السفارة الهندية بدمشق وأن العاملين بالإتصالات الهندية رصدوا إشارات لاسلكية تشوش على إشارات السفارة وتم إبلاغ الجهات المختصة بسوريا التي تأكدت من وجود رسائل تصدر من مبنى قرب السفارة وتم رصد المصدر وبالمراقبة تم تحديد وقت الإرسال الأسبوعي للمداهمة وتم القبض عليه متلبسآ وقبض على كوهين وأعدم في ساحة المرجة وسط دمشق في 18مايو 1965.