أزمة تسميم "الجاسوس الروسي" تعود مجددا.. فصل آخر من التصعيد بين لندن وموسكو
السبت، 16 يونيو 2018 12:00 م
بعد شهور من حادث استهداف الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في إحدى المدن البريطانية، واعتراض لندن على الأمر وتهديدها باتخاذ موقف وفرض عقوبات على روسيا، هدأت الأمور نسبيا في فترة مضت، ولكن عادت مؤخرا للاشتعال على ما يبدو.
في أحدث التطورات، عادت أزمة الجاسوس الروسي السابق للظهور من جديد، في ظل تعمد بريطانيا عدم لتعاون مع روسيا بشأن التحقيقات الخاصة بمحاولة تسميم سيرجي سكريبال، تكتب جولة جديدة من التصعيد المتبادل بين لندن وموسكو خلال الفترة المقبلة.
أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق
عودة اشتعال أزمة الجاسوس الروسي السابق، جاءت بعد ساعات قليلة من اجتماع جمع السفير البريطانيى في موسكو، ونائب وزير الخارجية الأمريكي، للاتفاق حول آلية مشتركة للتعامل مع أزمة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، حيث عول البعض على هذا اللقاء، لإعادة العلاقات بين بريطانيا وروسيا كما كانت في السابق.
موسكو تنزعج كثيرا من تجاهل لندن، الطلبات التي وجهتها روسيا خلال الفترة الماضية، للتعرف على نتائح التحقيقات التي أجرتها السلطات البريطانية حول كواليس تسميم الجاسوس الروسي، في ظل اتهامات مستمرة توجهها لندن إلى موسكو بالتورط في واقعة التسميم.
موسكو تستنكر تجاهل بريطانيا لطلباتها
أخر بيانات روسيا تجاه أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق، هو بيان السفارة الروسية لدى لندن الذي صدر خلال الساعات الماضية، أكد فيه أن رفض السلطات البريطانية التعاون مع السلطات الروسية في التحقيق بقضية تسميم الجاسوس الروسي السابق، قائلا إن الجانب البريطاني لا يزال صامتا ولم يقدم أي أجوبة للنيابة العامة الروسية والسفارة حول سير بحث طلبات الجانب الروسي لتقديم المساعدات القانونية في القضايا الجنائية التي يتم التحقيق فيها في روسيا بشأن مقتل النائب السابق لمدير شركة ايروفلوت الروسية نيكولاي جلوشكوف ومحاولة قتل المواطنين الروسيين العقيد الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا على الأراضي البريطانية، حيث يتعين عليّ التأكيد أن بريطانيا لا تتعاون في التحقيق في هذه القضايا الهامة. ونعتقد أن ذلك يضر بالنشاط القانوني الهادف إلى الوصول للحقيقة واستعادة العدالة.
اتهامات موسكو لبريطانيا
الوكالة الروسية، أكدت أن العلاقات بين روسيا وبريطانيا ازدادت توترا بشكل جدي على خلفية حادث تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته يوليا الذي وقع في 4 مارس الماضي في مدينة سالزبوري البريطانية، حيث ذكرت بريطانيا حينها أن موسكو متورطة في تسميم سكريبال باستخدام مادة شل الأعصاب A234، الأمر الذي تنفيه روسيا بالكامل وتطالب بتحقيق دولي نزيه تشترك فيه موسكو، أما نيكولاي جلوشكوف الذي حكم في روسيا غيابيا بالسجن لمدة 8 أعوام بسبب اختلاس أموال من شركة "ايروفلوت"، فلقي مصرعه ببريطانيا في 13 مارس الماضي.
البيان الصادر من السفارة الروسية في بريطانيا، من شأنه أن يشعل الأزمة من جديدة، خاصة أن لندن ترفض أي تعلق روسي على الأزمة، كما ترفض أي تدخل روسي للتعرف على معلومات خاصة بشأن واقعة تسميم الجاسوس، وتتوعدها دائما بمواصلة العقوبات التي تفرضها بريطاتيا على روسيا.