حمى رسوم الحماية تغزو العالم برعاية ترامب.. والاتحاد الأوروبى يحذر من التعامل بالمثل

يبدو أن حمى الإجراءات الحمائية الاقتصادية آخذة فى الانتشار لدرجة خرجت عن السيطرة، مع تصاعد وتيرة الإجراءات الحمائية التى أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الفولاذ والالمنيوم الوارد من بعض الدول من بينها كندا منذ الأول من يونيو 2018.

الرد الكندى على تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الفولاذ والألومنيوم الكندية جاء حاسما، حيث أعلن رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو الجمعة الماضية فرض رسوما بقيمة 16.6 مليار دولار كندى (12.6 مليار دولار اميركي) على منتجات أمريكية، فى إجراء تجاري تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل، وهو ما يرفع من حدة التخوفات التى انتابت الأسواق العالمية مؤخرا بأن يؤدى تطبيق مزيدا من الإجراءات الحمائية المماثلة بين الدول إلى رفع مخاطر الاستثمار فى أسواق المال وخاصة الأسواق الناشئة.

وعكست تحركات التدفقات الاستثمارية فى الفترة الماضية حالة عدم الاتزان فى الأسواق، خشية أية قرارات أمريكية جديدة تخص فرض رسوم حمائية جديدة على الاتحاد الأوروبى كما هدد الرئيس الأمريكيى مؤخرا، حيث أظهرت بيانات استشهد بها بنك أوف أمريكا فقد صناديق الأسهم الأمريكية 24.2 مليار دولار فى ثالث أكبر نزوح أسبوعى تشهده على الإطلاق، مع تنامى الحماية التجارية فى أنحاء العالم.

كما زادت حركة خروج الأموال من صناديق الأسهم والسندات بالأسواق الناشئة بوتيرة أسرع، لتجنب الأضرار المتوقعة على الاقتصادات الناشئة من جراء زيادة قوة الدولار الأمريكي، وخرج حوالى 18 مليار دولار من صناديق الأسهم والدين بالأسواق الناشئة فى يونيو بعد نزوح 8 مليارات دولار فى مايو.

وفقدت الأسهم الأوروبية تدفقات مالية بلغت 3.9 مليار دولار من صناديق المنطقة للأسبوع السادس عشر على التوالى، فيما اجتذبت اليابان 2.6 مليار دولار. وحذر الاتحاد الأوروبى الولايات المتحدة اليوم من فرض رسوم حمائية على الاتحاد، حتى لا يفرض الاتحاد رسوم حماية مماثلة على منتجات أمريكية بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار.