هل تنجح مبادرة الحزام والطريق الصينية في حل ما أفسده ترامب؟
الجمعة، 29 يونيو 2018 05:00 مكتبت- رانيا فزاع
فى الوقت الذي تحاول فيه أمريكا الضغط على الصين في التجارة وتدفعها لخوض حروب، تعمل بكين على دفع برنامجها الاستثمارى الممتد على مستوى العالم- والذي يتم تسويقه بكثافة.
وتعتبر مبادرة «الحزام والطريق»، في الصين مشروعًا ضخمًا للبنية التحتية يغطي أكثر من 80 بلدًا، كما إنها تسعى إلى إحياء تجارة طريق الحرير التاريخية. وتقدر «نومورا»، أنه يمكن أن تصل قيمة استثماراتها إلى 1.5 تريليون دولار على الأقل خلال السنوات العشر القادمة وفقا لـcnbc.
والهدف من ذلك هو ربط الصين ببقية آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا من خلال مشاريع تعزيز التجارة الضخمة مثل السكك الحديدية والطرق السريعة والموانئ- مما يزيد من انتشار الصين عالمياً طوال الوقت.
ويقول محللون إن المشروع حظي بالكثير من الشكوك من جانب منافسي بكين لكن دفع البيت الأبيض لتحقيق منافع تجارية أكبر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز عمليات الشراء.
وقال كارلوس كازانوفا، الخبير الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ لدى شركة تأمين الائتمان التجاري الفرنسي كوفاس، إنه قد يكون هناك انقطاع في سلسلة التوريد إذا تم تخفيض الوصول إلى أكبر اقتصاد في العالم، الأمر الذي يمكن أن يجبر بعض الدول المشاركة في الحزام والطريق إلى زيادة التجارة مع الصين، بدورها من المحتمل أن توفر لها المزيد من أسواق التصدير أيضًا.
وقال إن الصين ستكون أقل اعتمادا بكثير على الولايات المتحدة، إذا زادت التجارة مع مبادرة الحزام والطريق.
وقال فريد نيومان، الرئيس المشارك لأبحاث الاقتصاد الآسيوي في بنك HSBC في هونج كونج، إن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تفيد الصين في ظل الأزمة التجارية مع الولايات المتحدة.
وقال نيومان عن المبادرة: «الموضوع الأساسي هو في الحقيقة تعزيز العلاقات التجارية، وإلى الحد الذي ينجحون فيه في بناء ذلك، يجب أن يساعد ذلك في تعويض الانخفاضات المحتملة في النمو أو سحب الصادرات إلى الولايات المتحدة». متابعا: «لكن الصين تتمتع بميزة هائلة في حجم التجارة والتزامها تجاه الحزام والطريق لم يتراجع بشكل واضح».
وقالت كازانوفا إنه على الرغم من الهبوط الإجمالي في عام 2017، فإن استثمارات الصين في دول الحزام والطرق زادت بالفعل.
يذكر أن بكين عقدت عام 2017 قمة مخصصة للاحتفال بإطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، أكثر سياسات الرئيس شي جينبينغ الخارجية طموحا بحسب وصف بى بى سى عربية.
وكانت المبادرة قد أعلن عنها للمرة الأولى في عام 2013، حيث كانت تحمل اسم «حزام واحد وطريق واحد»، وتتضمن انفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير الذي يربطها بالقارة الأوروبية، وفقا ل بى بى سى.
والمبادرة هي بالأساس استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول أوراسيا، تتضمن فرعين رئيسيين، وهما «حزام طريق الحرير الاقتصادي، البري، وطريق الحرير البحري».
وتنفق الصين حاليا حوالي 150 مليار دولار سنويا في الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة.