حروب طهران تتخطى معركة النووي.. ماذا يعني اتهام وزير إسرائيلي بالتجسس لصالح إيران؟
الثلاثاء، 19 يونيو 2018 06:00 م
تتفاعل حرب الجواسيس بين إيران وإسرائيل بشكل كبير يومًا تلو الأخر، بعد الكشف عن وزير إسرائيلي سابق «جونين سيجيف» تجسس لصالح طهران، فرغم أن إيران كثيرًا ما تصدر أحكام بالإعدام على جواسيس إسرائيليين عملوا لحساب الموساد، ولكن يبدو أن القضية الأخيرة التي تناولتها بصورة كبيرة الصحف الإسرائيلية مختلفة عن كل ما سبق لاسيما وأن حرب الجواسيس انتقلت إلى الغرف الحكومية الإسرائيلية.
ورغم اعتقال الوزير الإسرائيلي السابق جونين سيغيف الذي شغل منصب وزير الطاقة في منتصف التسعينات، في مايو الماضي أثناء زيارة لغينيا الاستوائية، خرجت الواقعة للعلن أمس عندما أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) أنه وجه اتهامات له للاشتباه بتجسسه لصالح طهران، حيث كان يعيش في نيجيريا جندته المخابرات الإيرانية هناك وأصبح عميلا لها.
لائحة الاتهام التي صادق عليها المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية اتهمت (سيغيف) بمساعدة العدو (إيران) إبان الحرب، والتجسس ضد إسرائيل والتخابر، حيث تبين أنه عام 2012 أجريت اتصالات بين سيغيف وجهات في السفارة الإيرانية في نيجيريا، ثم زار إيران مرتين للقاء ضباط مخابرات جندوه لصالحهم بعد التقى ضباطًا بالمخابرات الإيرانية في فنادق وشقق تخضع لتقديرات العمل المخابراتي الإيراني السري.
كشف جهاز الأمن الداخلي معلومات أخرى أكثر حساسية عن الجاسوس، حيث تلقى (سيغيف) جهاز اتصال سري لتشفير الرسائل بينه وبين ضباط المخابرات الإيرانية ممرًا معلومات عن قطاع الطاقة الإسرائيلي، ومواقع أمنية في الأراضي المحتلة، ومبان، ومسؤولين في أجهزة سياسية وأمنية إسرائيلية، ولا يخفي الشاباك إقامة الوزير الإسرائيلي السابق علاقات مع إسرائيليين يعملون في مجال الحماية والأمن والعلاقات الخارجية للتجسس عليهم لصالح إيران.
سيغيف كان تعرض للسجن بسبب محاولته تهريب حبوب هلوسة قبل نحو عشرين عامًا، وسحبت منه رخصة مزاولة الطب في إسرائيل ( الأراضي المحتلة) ورُفض طلب إعادتها له بعد الإفراج عنه، فاضطر للسفر إلى نيجيريا للعمل طبيبًا هناك حيث تم تجنيده جاسوسًا لصالح إيران.
ولم يكن سيغيف هو الجاسوس الإسرائيلي الوحيد الذي كشفت عنه تل أبيب خلال السنوات الماضية، وإن كان وزير الطاقة الإسرائيلي السابق أهم من ثبت تورطه في مثل هذه العمليات، رصدت الصحف الإسرائيلية في تقارير لها اليوم عن أشخاص آخرين الذين تورطوا في التجسس لصالح دول أخرى.
الشاباك يتوقع وجود جواسيس آخرين
صحيفة يسرائل هيوم نشرت تقريرًا صباح اليوم نقلأ عن مسئولون بالشاباك بأنهم يتوقعون المزيد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح دول أخرى، وقال «يتسحاق إيلان» نائب رئيس الجهاز حتى عام 2010، إن «هناك إشاعات أن سيغيف لم يقدم على هذا الفغل بسبب المال، لكن هناك احتمالات أخرى، فهو كان يشعر أنه غير مرغوب من قبل الإسرائيليين، فتولدت لديه دوافع للانتقام من إسرائيل».
قلق بالكنيست
مسئول آخر تولّى منصب نائب رئيس «الشاباك» يدعى يسرائيل حسون بحسب الصحيفة الإسرائيلية قال إن «الكنيست هو آخر مكان يمكن أن تشك أو تفكر أن تبحث عن جواسيس فيه، لذلك شيئًا مقلقًا أن نكتشف بعد كل هذه السنوات أن سيغيف الذي يبدو أنه أجري عمليات تجسس دامت بضع سنوات كان جاسوسًا لإيران مضيفًا أن «الأجهزة الأمنية لابد أن تستقي العبرة مما جرى».
ناحوم منبار
وكان من ضمن أبرز الجواسيس الإسرائيلية التي أدينت في التسعينات بالتجسس لصالح طهران هو رجل أعمال إسرائيلي اتهم بتقديم معلومات أمنية لطهران، حيث اعتقل عام 1997 بعدما عاد سفرته التجارية، وسجن 16 عاما، وأطلق سراحه في 2011.
جاسوس لإسرائيل في إيران
في إيران كثيرًا ما يكتشف أن جواسيس تعمل لصالح إسرائيل، حيث نفذت العام الماضي إيران حكمًا بالإعدام على جاسوس أوقعت المخابرات الإيرانية به وقالت إنه كان يعمل لحساب جهاز الموساد الاسرائيلي.
العميل يدعى أحمد رضا دجلالى عمل أستاذا للطب في جامعة فيريجى في بروكسل وكان يحاضر هناك باللغة الهولندية فى مادة طب الكوارث ، وقد أوقعت المخابرات الإيرانية به الخامس والعشرين من أبريل من العام 2015 يإيران عندما كان في زيارة لعائلته ووجه له الادعاء في طهران تهمة التجسس لحساب جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد.