«أنقرة لا تعرف حٌرمة الميت».. السلطات التركية وجبروت الانتقام

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 10:00 ص
«أنقرة لا تعرف حٌرمة الميت».. السلطات التركية وجبروت الانتقام
زوجة تشاليك
كتب مايكل فارس

لدى الشرق الأوسط، وفى مصر تحديدا مثل شعبى متعارف عليه، ويبدو فى طياته دستورا اجتماعيا ساد العرف على تطبيقه، توارثته أجيال بعد أجيال وينص على العبارة التالية:«حُرمة الميت»، ويفهم منها أن فى حالة الوفاة هناك ممنوعات يجب ألا أحد يقترب منها تخص الميت وذويه، إلا أن وقائع استخدمتها السلطات التركية تؤكد أن تلك العبارة لم ولا يعرفوها.

فى واقعة أقل ما توصف بـ«المشينة»، انتظرت قوات الأمن  إسراء تشاليك لدي زيارتها قبر زوجها، ليتم إيداعها في سجن مدينة مانيسا، ليصبح بهذا طفلهما الذي لم يهنأ بعامه الثاني يتيم الأب ومحروم الأم.

وتعود وقائع القصة لعامين مضيا، حيث  حاول مواطن تركي يدعى محمد تشاليك (30 سنة) الاختباء من قوات الأمن التي أصدرت في حقه مذكرة ضبط وإحضار تعسفيًا بتهمة دعم انقلاب 2016 الفاشل والانتماء إلى حركة الخدمة، المجرمة من قبل نظام أردوغان، إلا أن شكواه من الكبد دفعته للذهاب للمستشفى لإجراء عملية جراحية في إحدى المستشفيات، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

رغم وفاة تشاليك الـ"متهم"، بحسب السلطات التركية، إلا أن النظام التركي لم يترك ذويه، وحينما ذهبت زوجته إسراء تشاليك لزيارة قبرة لقت المصير الذي طالما هرب منه زوجها.

اعتقال المقابر

الواقعة لاقت أصداء واسعة فى تركا، خاصة من قبل المعارضة، وعلق الرئيس السابق لجمعية نصرة المظلومين ونائب حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق جرجيرلي أوغلو، قائلًا: «اعتقال في المقابر، وطفل مشرد في سنته الثانية… الظلم لا حدود له. لا توجد كلمة تقال على ذلك»، كما علق نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي محمد علي أصلان، قائلًا: “هذا الظلم وقع في ليلة القدر في الشهر الذي هو خير من ألف شهر.

ويخوض النظام التركي، حربا شرسا ضد كل معارضية، بعدما شهدت تركيا عام 2016 محاولة انقلاب قتل خلالها حوالي 250 شخصًا، واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية حركة الخدمة بالوقوف وراء الانقلاب وقتل المواطنين الأبرياء، إلا أن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا على لسان ملهم الحركة فتح الله جولن.

وطالب جولن بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب، لكن السلطات التركية لم تستجب له حتى الآن، وحبست السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب أكثر من خمسة وخمسين ألف شخص، من بينهم 18ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق