لو بطلنا نحلم نموت.. «حسن أبو الحارث»: قصة كفاح هدفها الحياة
الجمعة، 08 يونيو 2018 02:00 ص
الاجتهاد والكفاح والأمل وتحدى الظروف جميعها مصطلحات استطاع أن يقدمها متحدى الإعاقة كما يجب أن تكون، فهناك آلاف النماذج حول العالم التي بإمكانك أن تتأملها وتتعلم من قصص انتصاراتها المعنى الحقيقى لتحدى المستحيل ومواجهته مهما كان.
«صوت الأمة» تستعرض قصة كفاح أحد الشخصيات التي تغلبت على عجزهم وفازت في صراع الحياة وأثبتت أن الإعاقة ليست جسدية إنما هي إعاقة وعجز في التفكير والتطوير من الذات، وهو «حسن أبو الحارث» الذى ورث الإعاقة «فقد البصر» وورثها عنه الأبناء إلا أنه ظل صامتاَ هو وأبناءه ليضرب المثل للعالم أجمع أنه ليس هناك مستحيل.
اقرأ أيضا: «لو بطلنا نحلم نموت».. «عبد العظيم» أحد مؤسسى رياضة المعاقين فى أفريقيا والعالم العربى
يقول «حسن»: «كان والدي رحمه الله لديه إعاقة في عينه اليمني ثم كان مولدي ومنذ طفولتي وعانيت من شلل أطفال بالساق اليمني وذهب بي والدي إلى الأطباء ولكن القدر وهبني إعاقتي وتعلمت، وأكملت تعليمي حتى تم تعيني بالدولة، ثم تزوجت، ووهبني الله ابنى الكبير أحمد ثم وهبني الله طفلين توأم».
«حسن» يصمت قليلاَ ثم يلتقط أنفاسه للعودة للحديث مرة أخرى قائلاَ: «احمد الله اكتشفت أنهم وبعد مرور سنة ونصف أنهم يعانون من الإعاقة وتأخر في النطق، وذهبت إلى أكبر الأطباء المتخصصين في مصر، وتم التشخيص أنهم يعانون من مرض فرط الحركة والناتج من طيف التوحد وبدأت قصتي مثل أبي مع أبنائي اذهب إلي الأطباء وبدأت مراحل التدريبات والعلاج السلوكي من طفولتهم جلسات تخاطب وتركيز وانتباه وتعديل سلوك بعد تعب ومجهود بتوفيق من الله ولا كلل ولا ملل مع أبنائي وزوجتي ربة منزل ربنا كلل مجهودات وتعب ثمانية سنوات حتي حاولت وبعد الثورة الأولي أن ادمجهم بمدارس الدمج الابتدائي وهم في حاله جيده».
اقرأ أيضا: «لو بطلنا نحلم نموت»..أيمن رغم الإعاقة: «كنت أذهب إلى المدرسة زحفاَ على سلم المنزل»
وتابع: « ورغم إن أولادي كان ينطبق عليهم شروط وقرار وزير التعليم من مقاييس الذكاء وكل الشروط، ولكن رفضتهم إدارة التربية الخاصة بالفيوم بحجة أنهم ما بيسمعوش مع إن مقاييس السمع سليمة وفي الحدود الطبيعية وبما إن مديرة الإدارة صممت علي أنهم يعانوا من ضعف في السمع مع أن من أهم سمات التوحد هو التشويش في الانتباه مع أنهم معدين جيدا بيدمج عن كل الأولاد الذي تم اختيارهم لأنني تعمدت عدم دفع المعلوم أو تقديم هدايا لكي يدمجوا وظليت سنتين وبعدها أعطاني المحافظ قرار صريح بالدمج وقتها اصريت علي موقفي وذهبت الوزارة بالقاهرة رغم إعاقتي و بعد عناء سنتين في الفيوم حتي تم تقيمهم بواسطة مختصين بالوزارة حتي وصل عمرهم عشرة سنوات ونصف يعني أخروني سنتان، واحمد الله تم دمجهم بمدارس الدمج والحمد لله هم الأوائل في الدمج وحصلوا علي شهادات تفوق من مدرستهم، والآن تخرجوا من الصف السادس الابتدائي».
اقرأ أيضا: «لو بطلنا نحلم نموت».. «محمد» متحديًا ظروف إعاقته: يرسم بأنفه ويحلم بالوصول للعالمية
واستطرد: «إن شاء أأمل أن يلتحقوا بالمدرسة الرياضية الإعدادية، وهذا يتطلب عناء أخر حتي نصل إليه لان العاملين بالتربية والتعليم أو غيرهم لا يتعاونوا بإخلاص مع ذوي الإعاقة، وثم تم اختياري كعضو مجلس قومي لشئون الإعاقة وتم عمل اختبارات في القاهرة، وتم التدريب بالإسماعيلية سنه 2013 وأخذنا دورات في ذلك ثم اختاروني ممثل ومقرر المجلس في محافظتي الفيوم، وأخذت علي عاتقي القضية برمتها لأقف بجوار كل من له الحق ولم يحصل إليه ثم بعثت إلي الدكتورة هبي هجرس وقتها كانت الأمين العام مواد القانون في الفيوم، وأخذت علي عاتقي أن أناقش مواد القانون مع الجمعيات المنوطة بذوي الإعاقة ومنظمات المجتمع المدني في الفيوم».
ويضيف: «وبعدها أرسلت المسودة إلا الدكتورة هبي هجرس إلي المجلس وحتي دعيت بعدها لمناقشته من ضمن وفد الفيوم إلي مجلس النواب لعمل حوار مجتمعي حول مواد القانون وأيضا تمت دعوتي إلي مجلس النواب هذا العام عام المعاقين من اجل الاحتفال بالقانون الجديد، 10 لسنة 2018، واحمد الله أنني كان لي الشرف في مناقشه مواد هذا القانون واحمد الله أنني أعاني وأولادي الإعاقة، وأتقبلها بفرح واحمده علي كل شئ وهذه هي قصتي مع إعاقة والدي وعنائه مع عاقتي وأنا تعلمت منه رحمه الله الصبر حتي تعلمت أن أكون مثل والدي رحمه الله وادخله فسيح جناته».