«لو بطلنا نحلم نموت».. «فادية» أول طبيبة بشرية «صماء»
الثلاثاء، 29 مايو 2018 11:00 م
«من رحم الألم يولد الأمل ومن عمق الظلام ينبثق النور»..بهذه الكلمات بدأت دكتورة فادية عبد الجواد، أول طبيبة بشرية في العالم تلتحق وتتخرج من كلية الطب وهى «صماء» حديثها مع «صوت الأمة» حيث أكدت أن الأمل هو تلك الكلمة القليلة الحروف الكبيرة المعنى والأمل هو تلك النافذة المضيئة التي مهما صغر حجمها لكنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة، مؤكدة أنها تود أن تبعث برسالة أمل وتفاؤل رسالة تحفيز والهام للمرأة العربية ولكل امرأة ورجل وشاب وطفل في عالمنا العربي.
تؤكد «فادية» أن كل إنسان بداخله منجم ذهب عبارة عن كنز الهي من الإرادة والعزيمة بداخله أسد رابض حيث أن المسألة فقط انك تقوم باستفزازه واستخراجه وأحيانا المحن والآلام تقوم بذلك ولذلك يكون الم ايجابي يكون منحة وليست محنة يكون وسيلة لاستخراج كنوز الطاقة الايجابية من داخلنا وتحويلها إلى عمل مثمر ونافع وهو ما حدث معي شخصيا منذ أكثر من أربعة عقود.
وتروى «فادية» معاناتها منذ البداية بقولها: «ولدت ﻷسرة متوسطة الأب أعمال حرة وإلام ربة منزل وكان ترتيبي رقم 6 وسط 7 إخوة وكنت طول عمري متفوقة دراسيا واشترك في جميع الأنشطة الثقافية والفنية في مدرستي الابتدائية من غناء ورقص وتمثيل وباليه وجمباز كما كنت أيضا متفوقة دراسيا، وفى إحدى الأيام في مارس عام 1973 وأنا في الصف السادس اﻻبتدائى وعمري 11 سنة وبضعة اشهر بعد حفل مدرستي الكبير لعيد الأم مباشرة والذي قمت بالتمثيل والغناء فيه وأيضا الباليه والجمباز حيث كنت بطلة مدرستي في جميع تلك اﻻنشطة».
بداية فقد السمع
تصمت «الدكتورة فادية» ثم تلتقط أطراف الحديث مرة أخرى، وتضيف : «ودخلت فى غيبوبة لعدة أسابيع كانت كل حواسي مهددة، وعندما أفقت وﻻزلت اذكر تلك اللحظة كأنها حدثت باﻷمس كان والدي ووالدتي رحمها الله وإخوتي حول سريري في المستشفى، وكنت أرى شفاههم تتحرك، ولكني ﻻ اسمع شيئا على اﻻطلاق، ولم افهم ما يحدث وتخيلت أنهم يمزحون معي حتى جاء والدي بورقة وقلم وكتب لي فيها أنى كنت مريضة جدا وفى غيبوبة وان سمعي تأثر وسيعود قريبا وأن امتحان اﻻبتدائية قريب جدا، فنسيت كل ما حولي وطلبت كتاب سلاح التلميذ لكي أذاكر للامتحان لكنهم رفضوا خوفا على بصري الذي كان مهددا ايض وخلال أيام خرجت من المستشفى إلى لجنة امتحان اﻻبتدائية مباشرة بعد أن فشلت جهود والدي لعقد لجنة خاصة لي في المستشفى ﻷداء الامتحان».
صدمة الأسرة ومحاولات التخفيف
بالطبع-حسب «فادية»- البداية كانت شعوري بالصدمة الشديدة فقد ولدت طفلة طبيعية تسمع وتتكلم بل كنت طفلة صاخبة تعشق الأغاني والحركة والأصوات وفجأة دخلت في عالم الصمت الرهيب فكان هناك فترة قلق وتوتر ورفض وعدم فهم وتقبل للواقع الجديد لكن والدي حاول التخفيف عنى بإيهامي أنها فترة بسيطة عدة اشهر وسيعود لي سمعي لكن كان بداخلي إحساس عميق انه وضع دائم، وفى ليلة بكيت فيها حتى تورمت عيناى، وقمت توضأت وصليت، وقرأت بضع صفحات من القرأن ثم حاولت النوم فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية جميلة أضاءت قلبي وروحي وﻻتزال بنور الهي وشعوري بالرضا والسلام الداخلي، ومنذ تلك الرؤية العظيمة ودعت اليأس واﻻحباط وامتلأت روحي بالعزيمة والتحدي وقررت أن أكون دوما فخرا ﻷسرتى وليس مثاﻻ للعطف واﻻشفاق».
واجهت صعوبات عديدة ﻻحصر لها فالصمم ﻻيعزل اﻻصم عمن حوله فقط بل يعزله حتى عن نفسه، ومن فضل الله أنى تمكنت من تعليم نفسي قراءة حركة الشفاه في وقت مبكر، اضطررت لذلك اضطرارا بعد أن فقدت درجات امتحان الإملاء في امتحان الشهادة اﻻبتدائية لأني لم اسمع المدرسة طبعا ولم أتمكن من قراءة حركة الشفاه وأيضا رفضت ان انقل قطعة الإملاء عندما عرضت المدرسة على ذلك تعاطفا مع حالتي لأني تربيت على ( من غشنا فليس منا ) وكان يعز على نفسي وأنا الطالبة المتفوقة أن اغش أو أن افقد أى درجة، فكان قراري أن أجد وسيلة للتواصل مع من حولي-حسب «فادية» .
تعلم حركة الشفاه
تضيف «فادية»: «علمت نفسي قراءة حركة الشفاه بالتدريج حتى أتقنتها تماما فكنت أتابع كل من يتكلم حولي، وأتابع حركة شفاه الممثلين في التليفزيون وحركة شفاه اى شخص، وبصراحة لم أجد صعوبة في الدراسة الإعدادية والثانوية، وكنت اﻻولى على مدرستي في المرحلتين حيث كنت اعشق الكتب واعشق الدراسة وحصلت على 97% في الثانوية العامة، والتحقت بكلية الطب حلم حياتي الذي تمسكت به ولم اقبل عنه بديلا، وهناك اى في كلية الطب كانت فعلا الصعوبات جمة والتحديات رهيبة بمعنى الكلمة، كان تأقلمي مع الناس ومع المجتمع مرجعه أساسا إلى الثقة بالنفس وإحساسي أنى لا اقل عن أحد على اﻻطلاق بل أتميز عن الآخرين وان الله سبحانه اخذ منى شيئا صغيرا وأعطاني ما هو أكثر فهو سبحانه ما أخذ إﻻ ليعطى وعطاؤه معي كان غامرا، فكنت فعلا متأقلمة، لم أنعزل ولم اشعر قط أو أتعامل قط مع من حولي اﻻ بمنتهى اﻻعتزاز بل الفخر ولم استخدم أو يستخدم احد معي كلمة (معاقة أو حالة خاصة) تلك الكلمة التي ﻻ معنى لها لم تكن في مفردات لغتي أو تستخدم في محيط مجتمعي نهائيا وأتمنى حقا أن احذفها من مفردات مجتمعنا كله لأنها كلمة محبطة وﻻ معنى لها بالفعل، كنت متأقلمة وسعيدة بتفوقي وانجازي ومنغمسة تماما في اجتهادي وتطوير ذاتي».
الدعم المعنوى
وبالنسبة للدعم تقول «فادية»: «أما الدعم فقد وجدته من والدي بالذات بارك الله فيه حيث تميز تعامله معي بوعي رائع فكان يمنحني الحب البناء والتشجيع الدائم وليس الشفقة وكان يلبى كل احتياجاتي حيث كنت في منتهى الشراهة للقراءة والكتب، وأيضا والدتي رحمها الله كانت تحفزني وتشجعني واخوتى جميعا دعموني وساعدوني في تعليمي قراءة حركة الشفاه ومساعدتي في اللغة اﻻنجليزية والفرنسية التى تعلمتهما بمفردي أيضا، وبسبب وعى والدي وحكمته الحقنى بمدرسة إعدادية وثانوية عادية وليست للصم بناء على نصيحة مدرساتي في مدرستي اﻻبتدائية وهذا ساعد على دمجي وتأقلمي مع الآخرين فكنت اشترك في جميع المسابقات واﻻنشطة وكنت رئيسة اﻻذاعة ونجمة مدرستى اﻻعدادية والثانوية».
الدراسة فى كلية الطب
وعن الدراسة فى كلية الطب تقول «فادية»: «كما أسلفت كان حلمي منذ الطفولة أن أكون طبيبة ولم يتأثر هذا الحلم بعد مرضى، وإصابتي بالصمم بل ازداد رسوخا وقوة ولم التفت للصعوبات لأني اعتبرتها أمورا موجودة لكى نتغلب عليها وليست لكي تتغلب علينا فالفائزون في الحياة هم من يفكرون بطريقة: أنا أستطيع أنا سأفعل أنا سأكون، وساعدني تفوقي الباهر في الشهادة الثانوية وحصولي على 97% واجتزت الكشف الطبي بطريقة طبيعية تماما نظرا لإجادتي قراءة حركة الشفاه والتى كانت تصل في هذا الوقت إلى ما يقرب من 99%، والتحقت بكلية طب عين شمس، وكانت مرحلة أخرى تماما غير الدراسة الثانوية التي مرت بيسر وبدون صعوبات تذكر، كانت هناك أطنانا من الصعوبات وكانت كل حركة وكل خطوة وكل محاضرة وكل سكشن صعوبة فى حد ذاتها كان الأمر بمثابة تحديا يوميا بمعنى الكلمة».
قصة عشق القراءة
كانت شخصيتى حسب «فادية» تعشق التحدي وكان شعاري ولا يزال انطلق نحو القمر فحتى لو أخطأته فسوف تهبط بين النجوم، وكنت أقول لنفسي أنا لست اقل من طه حسين أو هيلين كيلر وكلاهما كان يعانى أكثر منى وحققا انجازا باهرا، فكنت اقضي نهاري كله وجزء من ليلى فى الكلية والمشرحة والمعامل أحاول فك شفرات المناهج الصعبة معتمدة على نفسي بالكامل وعلى الكثير من الكتب والتى لم تكن مبسطة كما هي الآن فكنت اشترى للمادة الواحدة كل الكتب التي تصدر للأساتذة فى الكلية واشترى المراجع الأجنبية واعكف عليها كلها حتى كان والدى بارك الله فى عمره يشفق على من الانهماك والسهر المستمر، فكان يستيقظ لصلاة الفجر ويجدني لازلت ساهرة فيرغمني على النوم ويطفئ النور وبمجرد دخوله لحجرته أتسلل لإضاءة النور وأعود لعشقي وهى الكتب الطبية التي أدمنتها وعشقت الغوص والتعمق فيها».
معاناة الجامعة
وتؤكد «فادية»: «بالطبع لم استفد من المحاضرات فى الكلية لأنها كانت باللغة الانجليزية والتي لا أجيد قراءة حركة الشفاه بها فكانت استفادتي شبه معدومة واعتمادي على نفسي بالكامل ولم يساعدني من أساتذة الكلية سوى الدكتور على خليفة رحمه الله وأستاذي الفاضل ومثلى الأعلى الدكتور طلعت الديب أستاذ الباثولوجى فى طب عين شمس والذى كان يتعامل مع الطلبة جميعا بروح الأخ الأكبر، ويشجعنا على التعمق فى مادته وهو الوحيد الذى شجعنى، ووقف بجانبى بارك الله فيه فهو نموذج لما ينبغي أن يكون عليه الأستاذ الجامعي، وبالطبع في كلية الطب كانت مشكلتي الكبرى هي الامتحانات الشفوية والتى يرتعب منها طلبة الطب عموما —وإذا كان طلبة الطب عامة يخشون عدم معرفة الإجابة فى الامتحانات فانا مشكلتي كانت معرفة (السؤال) إما الإجابة فانا كفيلة بها—وكم لاقيت من تعند بعض الأساتذة وكم تم ظلمي فى الدرجات، لان بعض الاساتذة كانوا يرفضون مجرد كتابة السؤال الذى لا افهمه للأسف الشديد».
وتقول «فادية»: «وبفضل الله تخرجت من كلية الطب جامعة عين شمس عام 1986 بدون اى رسوب في اى عام على الإطلاق وأنهيت عام الامتياز في المستشفى الجامعى (الدمرداش) ثم عملت فى وزارة الصحة في مركز رعاية الأمومة والطفولة فى الأميرية ثم حدائق القبة ثم اخذت نيابة أمراض جلدية و سافرت للخارج لدول عربية وأجنبية وعدت عام 2000 وتعاقدت مع التأمين الصحي وعملت في الشئون الطبية والتفتيش لعدة سنوات ثم فضلت العمل الخاص فى عيادتى الخاصة».
كيف تم استعادة حاسة السمع؟
وعن كيفية إستعادة حاسة السمع، أجابت «فادية»: «بفضل الله فكرت لإجراء عملية فى عام 2000 لكن لم يتيسر الأمر وانشغلت بأسرتي وأولادي —وفى عام 2006 بعد عشرين عاما من تخرجي وممارستي المهنة وأنا صماء داخل وخارج مصر وبإلحاح يشبه الإجبار من ابنتي الكبرى الرائعة (جهاد)، وكانت عروسا معقود قرانها وبتوفيق من الله أولا أجريت أول عملية زرع قوقعة في الأذن اليسرى واستعدت السمع جزئيا، وكان أول صوت اسمعه هو صوت أولادي الأربعة وأول جملة كاملة اسمعها كانت من ابنتي جهاد وهى تغنى يوم زفافها ( م الحلم ده متصحنيش) وكان فعلا حلمي وحلمها الذي تحقق باستعادة سمعي وبزفافها من حب حياتها —وكان يوما من أروع أيام حياتي لا تزال مشاعري كلها تفيض كلما تذكرت تلك اللحظة التى توقف فيها الزمن فعلا—تلك اللحظة التي اخترق فيها صوت ابنتي روحي وقلبي وكياني وكل ذرة وخلية في جسدي قبل أن يخترق أذني لا سمع لأول مرة تلك الجملة الواضحة الساحرة( مالحلم ده متصحنييييش) وأردت فعلا إلا استيقظ أبدا، وأن تستمر تلك اللحظة الى ما لانهاية—وبفضل الله استمرت وازدادت البهجة وازدادت الروعة واكر منى ربى بعمل العملية الثانية وكانت أحدث بكثير من الأولى فى عام 2014 فى مستشفى مصر للطيران واستعدت السمع فى الناحيتين—وشعرت أنى استعدت الحياة وليس السمع فقط».
وتابعت : « لا يمكن حقا وصف ما اشعر به بعد استعادة سمعي وعودتي للحياة وخروجي بالكامل من عالم الصمت الموحش الكئيب لعالم الأصوات والبهجة والضوضاء الممتعة—-عدت لأحمل الأمل لكل طفل أصم ولكل أسرة لديها طفل يعانى من صعوبة في السمع ليكون الأمل في استعادة السمع متاحا للجميع—عدت ليدرك كل منا انه قادر على تحقيق حلمه مهما كان يبدو مستحيلا لو تمسك به وحارب من اجله فسوف يحققه بأذن الله».
وماذا عن دورك الحالي ؟
واستطردت «فادية»: « حاليا أنا مهتمة جدا بفئة الصم وضعاف السمع رسالتي في الحياة وأملى أن يلقوا الرعاية اللازمة من الدولة ومن المجتمع لان فئة الصم هي الأكثر إهمالا وتهميشاَ والأكثر بؤسا للأسف الشديد رغم عددهم الذي يتجاوز 8 مليون في مصر وحدها—لأن الصمم من أشد أنواع الإعاقة صعوبة حيث يعزل المصاب به ليس عمن حوله فقط بل حتى عن نفسه—ونحتاج لرعاية هؤلاء ودمجهم في المجتمع وتوفير التعليم المناسب لهم وتعميم لغة الإشارة في كل المؤسسات لتمكينهم من التواصل مع غيرهم وكسر حاجز الصمت والعزلة الذي يحيط بهم وتمكين من يريد منهم ويرى في نفسه القدرة على مواصلة الدراسة الجامعية أيا كانت نوعيتها فانا تخرجت من أصعب كلية عملية ولا يعقل أن توجد قوانين الآن تمنع الصم من الالتحاق بالكليات النظرية أيضا وليس العملية فهذه ردة للخلف–أطالب بحقوق متساوية وفرص متساوية وتيسير الأمور للصم وضعاف السمع ليس مجاملتهم لكن تيسير الأمور لكي ينجزوا وعندما ينجزوا فأنهم يبهروننا بإنجازهم ويفيدون أنفسهم ومجتمعهم بما يقدمونه من انجازات مبهرة» .
و عن النصيحة لأسرة يوجد بها طفل أو طفلة ذوى قدرات خاصة
وتضيف «فادية»: «نصيحتي لكل أسرة بها طفل ذوى قدرات خاصة أن تمنحه الحب البناء وليس الشفقة بمعنى أن تتفهم احتياجاته ومطالبه وتمنحه إياها ببساطة لان الشفقة تهدم شخصية الطفل وتعوق تقدمه–ومهم جدا إلا تعزل الطفل عن غيره من الأطفال بل أن يندمج وسط المجتمع ويجب نشر ثقافة ( الاختلاف) في المجتمع واحترام هذا الاختلاف فهو سنة الله فى الكون ويجب احترامها وتشجيع الدمج في المدارس والجامعات وكل مكان بل يجب سن القوانين التي تفرض هذا الدمج ليتعود الناس على احترام هذه الحالات واعتبارها جزء من بنيان المجتمع وأساسياته فلا يوجد شخص معاق ولكن يوجد مجتمع يعيق».
الأسرة
وبالنسبة للأسرة تقول «فادية»: «امنياتى التي تحققت بفضل الله هي تحقيق أمنيتى بكوني طبيبة تخدم الناس ولا تتاجر بعلمها وهذا من فضل الله واحد أحلامى التي تحققت وأيضا توفيقي في تربية أبنائى الأربعة، الابنة الكبرى جهاد29 سنة وأم احفادى مازن وباسل مديرة في أحد البنوك وتحمل عدد من الشهادات في الاقتصاد واللغة الانجليزية، والابنة الصغرى سندس 25 سنة وهى طبيبة صيدلية تخرجت بمرتبة الشرف وتعمل في شركة أدوية، والابن الأكبر محمود 27 سنة مهندس كمبيوتر ومدير شركة برمجيات خاصة، والابن الأصغر محمد 23 بكالوريوس تجارة، واعتبر أولادى هم أجمل واغلي واثمن ما في حياتي وأفضل وأروع انجازاتي خاصة واني ربيتهم بمفردي».
وعن الأمنيات
ومن الأمنيات-حسب فادية- التي أرجو أن تتحقق أن يجد ذوى القدرات الخاصة الاهتمام الواجب وان أساهم ولو بقدر ضئيل في أن يظهر من بينهم عشرات بل ومئات وآلاف مثل د فادية عبد الجواد وأفضل منها أطباء ومهندسين وعلماء واثق أن لدينا عباقرة يحتاجون فقط من يشجعهم ويمد لهم يده—كما أتمنى أن يهتم الإعلام بتلك الفئة ويبرزها بطريقة ايجابية بوضع شخصيات من ذوى التحدي فى إعمالهم الفنية—شخصية طفل أو طفلة ومتابعة حياته الثرية وكفاحه حتى يصل لبر الأمان ويكون علامة وقدوة كطبيب أو طبيبة أو عالم أو مهندس—مسلسل أو فيلم أو عمل فني مثل الأيام لطه حسين والتي أثرت في الكثيرين وأنا منهم –ولو كان هذا العمل عن الصم وضعاف السمع فانا على أتم استعداد لكتابة، ووضع الملامح الدرامية لهذا العمل كوني عشت فى عالم الصمم حوالي 41 عاما ليكون معبرا تعبيرا تاما عن تلك الفئة وأتمنى أن يتحمس لهذه الفكرة احد المنتجين او تتحمس له الدولة نفسها فهو أمر جدير أن تتولاه الدولة».
وتابعت: «ومؤخرا أطلقت مبادرة للقضاء على مشكلة الصمم وضعف السمع في مصر وحلها جذريا وتصحيح الوضع الخاطئ كوّن مصر من أعلى النسب في العالم في نسبة الصم وهو أمر لا يليق بمصرنا الغالية مهد الحضارة وأسعى لتحويل مبادرتي إلى حملة قومية شاملة مثل الحملة القومية الناجحة للقضاء على الفيروسات الكبدية والتي أثبتت قدرة المصريين وإنجازاتهم المدعومة من الدولة، وأقوم حاليا بتأسيس جمعية لرعاية الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة وأدعو لمساهمة المجتمع المدني ورجال الأعمال والشركات في عملية زرع القوقعة وتأهيل الأطفال الصم وتخفيف العبء على الدولة فينا يتعلق بعمليات زرع القوقعة الباهظة التكلفة فالعملية الواحدة تتكلف أكثر من 300 ألف جنيه غير مشوار التأهيل للأطفال ليمكنوا من الكلام بعد استعادة السمع وهذا غير قطع غيار القوقعة الباهظة الثمن».
وعن كيفية استعمال سماعة الكشف الخاصة بالطبيب؟
وعن كيفية استعمال سماعة الكشف الخاصة بالطبيب، قالت: «بخصوص استعمال سماعة الكشف الطبية قبل ذلك فكانت مشكلة قمت بحلها بفضل الله أثناء دراستي الطبية، فبالنسبة ﻻى أصم بيكون هناك (إحساس) باﻻصوات العالية جدا، وقرأت أيامها عن سماعة فى شركة بوش اﻻلمانية مخصصة أساسا لفحص صوت اﻻجنة فى بطون اﻻمهات وتقوم بتكبير النبض حوالى 400 مرة، وسعيت للحصول على تلك السماعة وبالفعل احضرتها من المانيا، وقمت بشراء شريط تسجيل من الكلية يحتوى على تسجيل لنبضات القلب الطبيعية وفى اﻻمراض المختلفة وكنت اقوم بتوجيه السماعة وبداخلها المكبر الذى يكبر صوت النبض 400 مرة واستمع لكل نوع من النبض وأحسه أيضا مئات اﻻﻻف من المرات ومئات الساعات منذ كنت فى السنة اﻻولى من الكلية حتى أتقنت اﻻمر تماما، مع العلم أن طالب البكالوريوس ليس مطلوبا منه أن يتعرف على أمراض القلب المختلفة فهي تخصص طبيب القلب».