فى رحاب الاصلاح الاقتصادى

الخميس، 07 يونيو 2018 09:30 ص
فى رحاب الاصلاح الاقتصادى

يشغل الاصلاح الأقتصادى حيزًا كبيرًا من اهتمام المواطن المصرى خاصة بعد أن صنع أولى صفحات مستقبله عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وان دل ذلك  على شئ فسيدل على وطنية المواطن المصرى، لكن تظل الكثير من المفاهيم المغلوطة  تعوق سلاسة استقبال المواطن للخُطوات التى تتخذها الدولة، ربما لسرعة الايقاع التى لا يستطيع أن يهضمها المواطن.


من المفاهيم المغلوطة  التى تستحق تسليط الضوء عليها هى التصور المجرد من أى تفاصيل بأن الاصلاح الاقتصادى ما هو الا مجرد هبوط أسعار السلع أو نمو الاقتصاد فقط !.. فمن الأقوال المأثورة لأهل الاقتصاد أن النمو من أجل النمو فقط هو هدف الخلية السرطانية!.

حقًا صدقوا ..فالنمو ليس غاية فى ذاتها بل هو وسيلة ومؤشر لن نصل اليها بمجرد هبوط أسعار السلع والخدمات، لكن من خلال التعمق عموديًا أكثر فى تفاصيل هياكل الاصلاح الاقتصادى، وأعتقد أنم من أولى القوانين التى بدأت تُهذب فى الاقتصاد المصرى والتى كانت مهدرة فى العقود السابقة هو الانفاق الداخلى  - أى- ينفق الفرد داخل الدولة لمؤسسات الدولة ليحصل على خدمة جيدة وليس لوسيط بينه وبين الدولة مهدرًا الرسوم المستحقة لكل خدمة.

هذا هو ما اتخذته الدولة فى الأيام القلائل الماضية باعادة تسعير حقيقى للخدمات المقدمة من جهاز الدولة الادارى، جنبًا الى جنب مع الاصلاح الادارى له واعادة تجويد الخدمة المقدمة للجمهور حتى يختفى تمامًا ذلك الوسيط  الذى خلقته البيروقراطية وتدنى سعر الخدمات الحكومية الذى يهدر على الدولة وعلى الفرد اموالا طائلة، فعندما يقتصر التعامل الرسمى بين الدولة والفرد يستفيد الاثنان، الدولة تنتفع من الأموال التى تثرى خزائنها، لمساعدتها فى تطوير خدماتها، كما أن المواطن ينتفع بالخدمة ذاتها المقدمة له بصورة جيدة ادمية، كما أنه لا يدفع سوى المستحقات الرسمية لها ولا يحتاج لغير ذلك.


أن تحسن الخدمات الحكومية وتحصيل كل الرسوم فى خزانة الدولة  هو شكل من أشكال النمو الاقتصادى المستدام، حيث يضمن الطرفان – المواطن والدولة – تحسن الخدمات واستقرار ذلك الذراع الحيوى فى حياة المواطن الا وهى السلعة الخدمية، مما يؤثر ايجابًا على باق نواحى الاقتصاد من سلع غذائية وغيرها .


من المفاهيم المغلوطة أيضًا فى تصور المواطن للاصلاح الأقتصادى ما يسمى بشلل الدولة خلال الاصلاح، فيتخيل المواطن أنه فى ظل الاصلاح الاقتصادى من المفترض أن تكون الدولة فى حالة شلل تام وكأنها مريض يتعافى على سرير المستشفى، رغم أنه ليس هذا هو الحال فى الاصلاح الاقتصادى، لأن الاصلاح الحقيقى يتم بالتوازى مع حراك كامل فى كل مفاصل الدولة من تطهير بؤر ارهابية وحراك اجتماعى ثقافى وبناء سياسي، وحتى المشاريع الكبرى العملاقة التى نتعجب من انجازها فى مثل هذا التوقيت من رحلتنا مع الاصلاح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق