قصة منتصف الليل.. «ضرتي» هدية سنوات العذاب
الأربعاء، 30 مايو 2018 10:04 م
كلما كان عطاءك كبيرًا كلما شعرت بالخذلان وكانت صدمتك أكبر فمن تمنحهم الأمان هم القادرين علي سلب حياتك، فدائما ما تكن البدايات مبهرة ولكن اللحظات الصادقة تكن في النهاية، فقصص الحب أصبحت نهايتها الخيانة والنكران، وهذا ما عانته "يسرا " بعد سنوات من الانتظار والوفاء بالوعد كانت النهاية " ضرة "
وضعت "يسرا" كل ثقتها في "منير" فكيف يخون بعد سنوات الحب الخمسة قبل الزواج؟ يأبى عقلها أن يصدق ما تعرضت له وماذا فعلت حتى تكن نهاية سنوات الانتظار ورد الجميل الزواج من أخري.
ارتبطت يسرا خلال سنوات الجامعة بمنير وتواعدا ألا يفترقا مهما كانت الظروف والأزمات، مرت سنوات الدراسة وكلاهما يشد من أزر الأخر حتي تمر دون اخفاقات، وبعدها ظل عاما يبحث عن عمل يساعده علي التقدم للوفاء بالوعد، ولكنه لا يملك من حطام الدنيا شىء، فتقدم من أجل خطبتها وغلق الأبواب أمام من يحاول التقدم لها من المعارف والأقارب، قابل والدها الأمر بالرفض حتي في مقابلته، ولكن إزاء اصرارهما وتهديدها ،قبل الأب علي مضض ليتقدم الشاب وكله حماس بعد أن هيئت يسرا الظروف فرحب به الأهل، ووافقوا على الخطبة، علي أن يكن الزواج بعد عام واحد.
بذل منير خلال هذا العام كل جهده من أجل توفير النفقات و العمل لتوفير ثمن الأثاث، فأستأجر شقة لمدة ثلاث أعوام وجمع كلاهما راتبه من أجل الإنتهاء من الترتيبات الأساسية وتخلوا عن الكثير من الرفاهيات مقابل أن يجمعهما بيت واحد. وتم عقد القران فى أحد قاعات المساجد قليلة الثمن، فرحت يسرا بإرتداء الفستان لحبيبها بعد سنوات الإنتظار،وتم عقد القران دون كتابة مؤخر فى عقد الزواج حتى لا يحصل المأذون على نسبة منه، وعلى مضض وافق والد العروس خوفًا على صغيرته المدللة، وأنتقلت ياسمين من منزل أسرتها إلى عش الزوجية.
عان الزوجين من شظف الحياة في خلال الأشهر الأولى بسبب ضيق الحال ولكن يسرا ظلت السند والقوة فتحملت ظروف زوجها، ورضت بها منذ البداية، فساندته فى عمله، وشجعته على تطوير نفسه، وساعدته علي البدء في مشروع يتمكنا من خلاله زيادة الدخل وتأسيس مستقبل لهما، مرت الأيام والشهور وهما لا يكنزا جهدًا في العمل علي تطوير مشروعها متعاهدين علي الصبروالثبات، حتي بدأ المشروع يضرعليهم دخلا أفضل واثبت نجاحه، فظل يعمل كلاهما فوق طاقته من أجل تثبيت قواعد المشروع.
مرت الأشهر وزاد النجاح وبدأوا في التخطيط للتوسع وزيادة طاقة العاملين بالمشروع، وصبت الزوجة كل اهتمامها في تحقيق الحلم وتناست أنها زوجة ووضعت حلم الأمومة جانبًا حتي تحقق ما يصبوا إليه.
ومع توسع المشروع وزيادة الدخل المادي، ومع اهتمام الزوجة بالعمل علي أمل أن يقدر زوجها الحبيب مجهودها ويزيد من حبها والقرب منها، جاءت رياح حبها بما لا تشتهي، فما أن اطمئن الزوج وزاد حسابه بالبنك حتي بدأ البحث عن ما تراعيه وتهتم به بعد أن انصرفت زوجته لمساعدته في زيادة حجم مشروعه، لتفيق من غفوتها لتلاحظ تغير تصرفات حبيبها، وكثرة غيابه عن المنزل ومعاملته الجافة لها، لكنها أرجعت ذلك إلى إنشغاله فى العمل وعزمه على النجاح.
وبعد البحث خلف الزوج علمت بشراءه شقة جديدة فى أحد المدن الجديدة، والبدء في تجهيزها ودفع مبلغ مالي كبير ، شعرت بأنها ظلمت زوجها وأنه قرر مكافأتها بعد سنوات العذاب فى عيد زواجهما الرابع بالإنتقال لهذه الشقة ، وظلت علي انتظارها من أجل تفجير المفاجأة.
مرت الأشهر وحضر منير في ذات مساء وطلب من زوجته الإستماع له فهو يرغب في الحديث معها في أمر هام، فتبادر إلي ذهنها أنه سيخبرها بأمر الشقة المفاجأة ولكن كانت مفاجأة من نوع أخر فقرر أن يكافأها بالزواج من أخري مال قلبه لها ولا يملك من أمر قلبه شئ، ويريد أن يخبرها بالأمر حتي لا تعلم من الخارج، فخلال أيام قليلة سيعقد قرانه عليها وينتقل للعيش معها، ولا يرغب في طلاقها فهي من بدأت معه مشوار حياته وطلبها بإستيعاب الأمر وعدم التهور.
منذ إطلاق زوجها القنبلة في وجهها وشعرت كأنها في عالم آخر ومر عليهاىشريط سنوات العذاب والتضحية بكل شئ من أجل أن يكبر زوجها ويعوضها أمام أهلها بعد تمسكها به، فسقطت مغشيًا عليها من هول الصدمة، وعندما أفاقت وجدت نفسها وحيدة فى الشقة، قتلت الحيرة قلبها وعقلها ولا تدري ماذا تفعل هل تتوجه لمنزل والدها منكسرة بعد أن خذلها زوجها أم تصبر علي ما أصابها، ولكنها قررت أن تجمع بعض من أغراضها، وتوجهت إلى منزل والديها، وقصت عليهم ما حدث فلم تجد اللوم كما توقعت ولكن حاول الجميع التخفيف عنها وعرضوا عليها طلب الطلاق من زوجها.
انتظرت يسرا أن يركض الزوج خلفها بعد أن هجرت المنزل ولكنه لم يعيرها أهتمامًا فحاولت الإتصال به ولكن كانت الصدمة أنه لم يرد علي اتصالاتها المتكررة ورفض الحديث معها بدعوي إنشغاله في العمل والزواج الجديد، فلم تجد مهربا لرد كرامتها سوي طلب الطلاق للزواج من آخر والمطالبة بكافة حقوقها.