قصة منتصف الليل.. الخلوقة والشيشة
السبت، 26 مايو 2018 12:30 صأحمد سامي
من الممكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت، فلابد أن يكشف الله المستور وتظهر الحقائق وتقودك الصدفة إلى اكتشاف الحقيقة بأعين واثقة لتعرف ما تخبوه لك الأيام من حكايات مع من أحسنت الظن بهم يوما ما.
وقف "صالح" كالأضحوكة بين الناس يشعر بأن الدنيا قررت أن تعاقبه دون سابق إنذار وتهدم البيت الذي أفني حياته في تأسيسه ليكتشف بعد سنوات أنه كان يعيش بصحبة امرأة، تعشق التمثيل تدعى الفضيلة والأخلاق حتى تسنح لها الفرصة لتكشف عن وجهها الآخر.
قبل عشرة سنوات هبط "صالح" من بلدته في صعيد مصر للعمل في مجال المقاولات مع بعض أقاربه، ليبدأ السلم من أسفله وعمل في البناء والطلاء وكافة الأعمال حتى استطاع أن يجمع مبلغا من المال دخل به شريك في امتلاك إحدى العقارات الجديدة، استمر هكذا يجمع الأموال من عمله ويشارك في بناء العقارات الجديدة.
استطاع خلال فترة وجيزة أن يجمع مبلغا من المال ويكن شريكا في ثلاثة عقارات جديدة، وبدأ في البحث عن الزوجة الصالحة تكن السند وتنشئ أطفاله على الفضيلة والأخلاق، وبعد فترة من الوقت وجد نصفه الثاني فهي شقيقة صديقه في العمل فلمس فيها الأخلاق والالتزام الديني.
نجحت "نسمة" في أن تكسب عقله بالمظهر الديني وارتداء الحجاب، لم يمر شهرا حتى تعالت أصوات الزغاريد داخل المنزل لتعلن عن خطوبة "نسمة وصالح" على اتفاق بأن يكن الزواج بعد 6 أشهر، حرص خلالهما على اختبار أخلاقها أكثر من مرة لتكن النتيجة في صالحها وتثبت أنها أهلا للزواج.
بعد الزواج حرصت "نسمة" أن تحتفظ بنفس وجه الزوجة المهذبة التي لا تخالف كلمة لزوجها، الذي مجرد أن يغيب عن عينيها حتى تتحول إلى شخص أخر فتخلع ثوب الفضيلة وترتدي ثوب الجنون وتبدأ في محادثة اصدقائها من الرجال المتواجدين على صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك"، والتي لا يعلم عن أمرها الزوج، فتتهم زوجها بالبخل وقلة الاهتمام وتركها بالأيام تعاني الوحدة حتى تستمع لكلمات الإعجاب من الرجال عن جمالها واتهام زوجها بالغباء لترك زوجة مثلها دون ونيس.
استمرت "نسمة"، هكذا تدعي الأخلاق أمام زوجها وتنكرها من خلفه، حتى أنجبت الطفل الأول الذي كان بداية كشف حقيقتها فكانت تثور وتتفوه بألفاظ غير لائقة عند بكاء الطفل وتهمل في رعايته حتى أثار الأمر غضب زوجها لأنها لا تلتزم بتريية الطفل بشكل صحيح وبدأت الخلافات تشتد بينهم عندما يجدها تهمل الطفل ولا تفارق هاتفها فبدأ الشك يتسلل إلى قلبه.
حاول الزوج أن يتغاضى عن أفعال زوجته مبررا ذلك بأنها من تحمل مسئولية الطفل الأول فلا يجب أن يفقد الثقة فيها، خاصة بعد اعتذارها المتكرر عن أفعالها.
مرت الأيام بينهما وجاء الشهر الكريم وانصرف الزوج إلى العبادة والصلاة في المسجد، وفي أحد الأيام أخبر زوجته بأنه سيتناول الإفطار بصحبة أصدقائه في العمل، لتقنعه بأنها تريد الإفطار مع والدتها حتى لا تكن بمفردها فلا يرفض طلبها وغادر كلاهما إلى وجهته.
ذهب الزوج لأصدقائه، وتوجهت الزوجة إلى منزل والدتها وتركت طفلها بصحبة أمها بعد الإفطار بدعوى النزول لشراء بعض الأغراض للمنزل، لتذهب لإحدى الكافيهات لمقابلة أصدقائها من الرجال والسيدات.
ولأن الصدفة خيرا من ألف ميعاد، جمعت بين الزوج المخدوع وزوجته اللعوب، فلم تمر 10 دقائق على دخول الزوج إلى المقهى حتى لفت انتباهه وجود سيدة تشبه زوجته ولكنها لا ترتدي الحجاب وتدخن الشيشة بشراهة بصحبة مجموعة من الرجال والنساء تدوي ضحكتهم في كافة أرجاء المكان، حاول تجاهل الأمر فزوجته لن تفعل ذلك فهي بمنزل والدتها، ولكنه كلما نظر إليها يجد الشبه الكبير يينها وبين زوجته فحسم أمره وتوجه حيث مجلسها ليكتشف الصدمة فما أن رأته حتى فزعت وحاولت الهرب ليمسك بها الزوج ويصفعها على وجهها أمام اندهاش الجميع ويلقي عليها يمين الطلاق أمام أصدقائها.