نصائح للمرضى في الصيام
الإثنين، 28 مايو 2018 05:40 م
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
تكلمنا في المقال السابق، عن مرض السكر، وفي معرض حدثنا هذا سنتحدث عن أهم النصائح لبعض الأمراض.
مرضى القلب
من المعروف عن مرضى القلب، أنهم يتناولون أدوية لعلاج حالتهم المرضية وهذه الأدوية مقوية ومعالجة لعضلة القلب أو لتنظيم ضرباته، ومن أشهرها مركبات «الديجتاليس» بخلاف تناول بعض المرضي للأدوية المضرة للبول، لضبط ضغط الدم، أو أدوية مُخفضة للضغط، وينصح الأطباء بعمل نظام غذائي متكامل يحظر فيه تناول الأغذية التي تحتوي على الأملاح العالية، كالمخلالات وغيرها، كما أن الأغذية الدسمة والدهون يتم ترشيدها، لكن يمكنهم تناول الزبيب والطماطم والبرتقال لاحتوائهم على البوتاسيوم اللازم لهم، كما أن تناول صفار البيض والكبد والموز والدواجن، يعوض النقص في فيتامين ب٦، حيث تؤدي مخفضات ضغط الدم ومدرات البول إلى حدوث نقص في معدلات البوتاسيوم وفيتامين ب٦ لدى مرضى القلب، كما يجب ترشيد تناول الألياف المتوافرة بالخضروات الورقية والحبوب، حيث أن المرضى الذين يتناولون أدوية مشتقة من الديجيتاليس، تقوم الألياف بمنع امتصاص هذا الدواء، الأمر الذي يؤدي إلى ارتباط فعاليته، فيضطر المريض إلى زيادة الجرعة، وهذا قد يقود إلى حدوث تسمم دوائي للمريض، ونفس هؤلاء المرضى الذين يتناولون أدوية الديجيتاليس عليهم عدم الإكثار من تناول مشروب «العرقسوس» لأنه يحتوي على مادة تسبب نقصاً حاداً في نسبة البوتاسيوم بالدم، الأمر الذي يؤثر بالسلب على ضربات القلب ويؤدي إلى مضاعفات كثيرة، ومنها الآم لعضلة القلب وتنميل، مما يصيب المريض بالقلق، وننصح مرضى القلب حواة تناول العرقسوس بإضافة منقوع المرمرية.
مرضى الصرع
أما بخصوص مرضي الصرع، فإن الطبيب المعالج، يمكنه النصح بالصيام أو عدمه لأن مرض الصرع، بسبب أن الصيام لفترات طويلة يؤدي لانخفاض معدلات السكر بالدم، مما يؤدي بالضرورة إلى استثارة البؤرة الصرعية، قد ينتج عنه احتمال تعرضهم لنوبات صرعية، خصوصاً في فترة قبل الإفطار، إلا أن الأطباء ينصحون مرضى الصرع بتأخير السحور إلى أبعد مدى ، مع عدم تناول وجبة إفطار دسمة والأهتمام بالأغذية السكرية في السحور، ويحذر الأطباء من أن تناول أدوية الصرع تؤدي إلى حدوث نقصاً في فيتامين (د) ومادة الفولاسين، الأمر الذي ينصح معه بتناول السبانخ والبقوليات لتعويض هذا النقص، كما ينبغي شراب كوب مغلي إكليل الجبل مع زهرة البابونج مرتين يومياً.
مرضي الاكتئاب
يتناول مرضى الاكتئاب، أدوية مضادة للمرض، فيحظر عليهم تناول الأجبان القديمة بكثرة والفول واللوبيا والفاصوليا، حيث أن هذه الأغذية تعرضهم لحدوث تداخل تفاعلي مع مضادات الأكتئاب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى هؤلاء المرضى، وننصح بالابتعاد عن هذه الأغذية أيضاً في رمضان، ويفضل شراب كوب مغلي اليانسون وزهرة البابونج.
الغدة الدرقية
المرضي الذين يعانون من حدوث خلل في الغدة الدرقية، عليهم الأبتعاد عن تناول اللفت الموجود بكثرة بالمخللات في رمضان، حيث به مواد تتمتع بقدرة هائلة على تعطيل وتنشيط عمل الغدة الدرقية، وينبغي شراب مغلي المرمرية مرتين يومياً.
الربو والحساسية
يتناول مرضى الربو والحساسية في علاجاتهم، مركبات لتوسيع الشعب الهوائية، وهي من أساسيات البرنامج العلاجي، إلا أن هذه المركبات يتم تعطيلها وتنشيط عملها وشل قدرتها العلاجية عند تناول المشويات بصفة عامة، وينصح الأطباء بالابتعاد عن تناول المشويات حتي لا يضطر المريض إلى زيادة الجرعة العلاجية التي قد تقوده لحدوث تسمم دوائي.
ويجب على المرضى في رشهر رمضان:
التعامل مع رمضان بأنه ركن من أركان الإسلام، وشهر للعبادة وغسل الذنوب، وليس التهام الطعام.
الأهتمام بالعبادة، لأنه شهر القرأن وضبط سلوك الإنسان، والأخلاص في الفرائض.
التعامل مع المعدة على أنها بيت كل داء، ويجب أن نريحها كما قال النبي صل الله عليه وسلم {التزم بثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس}.
تأخير السحور إلى أقرب وقت لصلاة الفجر، حيث أن ذلك يجعل الجسم يحتفظ بأكبر قدر من المواد السكرية داخله، ليمدنا بالطاقة اللازمة للقيام بالنشاط اليومي المعتاد.
تناول أغذية غنية بالسكريات، لإمداد الجسم بالطاقة خلال نهار رمضان.
تناول كميات كبيرة من السوائل، لحماية الكلى خلال فترة الصيام.
تناول مواد سكرية خفيفة، وبعض السوائل عند بداية الأفطار لتعويض نقصها بالجسم مبكراً.
عدم تناول الدهون والأغذية المسبكة بكميات كبيرة.
الاتزام بنصيحة النبي صل الله عليه وسلم، بتناول التمر عن أذان المغرب، ثم نصلي أولاً، وبعد الصلاة نتناول الإفطار.
عدم الإسراف في تناول الحلويات الرمضانية، على أن يكون تناولها بعد مرور أكثر من ساعتين من الأفطار.
أن تكون كميات الطعام معتدلة في كل الأحيان، حتي لا نرهق المعدة بكميات كبيرة وحتي لا نصاب بعسر الهضم وآلام معوية وحموضة.
اختيار الأغذية سهلة الهضم والامتصاص، لحماية الجهاز الهضمي من الإجهاد.
مرضى السكر والكلى والقلب، عليهم استشارة الطبيب المعالج، لأن كل منهم نظامه الغذائي مختلف عن غيرهم من المرضى أو الأصحاء.
يمكن تعويد الأطفال على الصيام تدريجياً، بالصوم عدة ساعات معينة في اليوم، حتى يصل إلى صيام اليوم الكامل، مع مراعاة أن يتناول كميات مناسبة من السوائل لحماية الكلى خلال فترة الصيام.
عدم الإسراف في السهر، لأنه يرهق الجسم ويصيبه بعدم الأتزان، كمان أن كثرة النوم تصيب المرء بالآم الجهاز الهضمي.
الصائم الذي لا يلتزم بهذه النصائح يصاب بالغثيان المستمر والقئ وزيادة الحموضة، وعسر الهضم والإسهال والغازات المستمرة، وعدم التركيز والنسيان،