سارع بالنزول للإنتخابات
الإثنين، 26 مارس 2018 08:31 م
نعم يا إنسان سارع وبادر وآتي الانتخابات مسرعاً.. لماذا أنت نائم.. لماذا متغيب.. لماذا أنت مهمل.. لماذا أنت عديم الشخصية.. لماذا لا تشارك في إعطاء صوتك لمصر.. وهل مصر لا تستحق منك صوت واحد؟
هو أنت لما تنزل هتنزل لرئيس ما ؟ كلا وألف كلا أنت هتنزل لأمك، مصر التي أحتضنتك في عملك وجميع الأعمال والمشاريع، وفي ورشتك يا أصحاب الصناعات كي تكسب وتكون من أصحاب الملايين، كذالك الموظفين أصحاب الأيدي الطويلة، وأصحاب الشركات والمصانع وأصحاب العقارات الذين أخذوا متر الأرض بتراب الفلوس وباعوها بملايين...هل كتير على مصر صوتك وتنزل وتزاحم الطوابير ؟
أنا عايز اسألك سؤال.. ليه منزلتش.. هل أنت مش راضي عن السياسة.. وأنت مين ياجدع يا حلو وإيه اللي تعرفه عن السياسة؟
هل أنت تعلم بأن مصر بتحارب وتحاصر من أعداء مصر وخونة الأوطان ؟ والله العظيم حضرتك لا تعلم ذرة عن السياسة، ولكن لابد أن تعلم بأن مصر محتجالك في هذه الأيام بصوتك فقط، ومن لا يقف بجوار مصر لا يلوم إلا نفسه، بمعني أنه لا يستحق أن يكون موظفاً، ولا أن يكون صاحب ورشة ولا صاحب مصنع ولا تعليم، نعم إنه كذالك فالسن بالسن.
هل لا يعجبك وضع البلد بسبب الأسعار المرتفعة؟.. الأسعار مرتفعة في جميع دول العالم، واسأل إخوانك في بلاد الخليج وأوروبا، وعلى فكرة زيادة الأسعار ليست من صنع البشر ولكن من صنع رب البشر «الله يقبض ويبسط»، وعلى حسب إيمانك بربك «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»، ومش عايز تنزل عشان أتسمم عقلك ونزلت إلى رجل إمعة، ضعيف الشخصية، فرسولنا الكريم قال، «لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، و إن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤا فلا تظلموا».
خلي عندك شخصية لشخصك المحترم وأنزل وسارع للمشاركة لمصر، وعيب عليك أن يغتصب عقلك، الا تعلم أن هناك فن لإغتصاب العقول، ففي عاصمة الهند، نيودلهي، كان سفير بريطانيا يمر بسيارته مع قنصل مملكته، وفجأة رأى شاباً هندياً جامعياً يركل بقرة، فأمر السفير سائقه بأن يتوقف بسرعة، ونزل من السيارة مسرعاً نحو البقرة «المقدسة»، يدفع عنها ذلك الشاب صارخاً في وجهه ويمسح على جسدها طلباً للصفح والمغفرة، وسط دهشة المارة الذين أجتمعوا بعد سماع صراخه، ووسط ذهول الحاضريين أغتسل السفير البريطاني ببول البقرة ومسح به وجهه، فما كان من المارة إلا أن سجدوا تقديراً للبقرة التي سجد لها الغريب، وقد أتوا بعدها بالشاب الذي ركلها يسحقوه أمام البقرة أنتقاماً لقدسية مقامها ورفعة جلالها، وبربطته وقميصه المبلل بالبول وشعره المنثور، عاد السفير ليركن سيارة السفارة إلى جانب القنصل الذي بادره السؤال عن سبب ما فعله، وهل هو مقتنع حقاً بعقيدة عبادة البقر.. فأجابه السفير، أن ركلة الشاب للبقرة هي صحوة، وركلة للعقيدة الهشة التي نريدها أن تستمر ولو سمحنا للهنود بركل العقائد لتقدمت الهند خمسين عاماً إلى الأمام، وحينها سنخسر وجودنا ومصالحنا الحيوية، فواجبنا الوظيفي هنا أن لا نسمح بذلك ابداً لأننا ندرك بأن الجهل والخرافة والتعصب الديني والمذهبي وسفاهة العقيدة هي جيوشنا في تسخير المجتمعات، وهذا هو فن إغتصاب العقول.
هل عرفنا لماذا الغرب يدعم كل مشروع ديني متطرف وانفصالي وطائفي في عالمنا العربي والأسلامي.. إنزل وشارك ولا تكن مغتصب العقل والتفكير، أنزل لمصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر