مئذنته تخطف أنظار الجميع.. مسجد السلطان حسن "أيقونة للعمارة الإسلامية"

الأربعاء، 23 مايو 2018 06:00 م
مئذنته تخطف أنظار الجميع.. مسجد السلطان حسن "أيقونة للعمارة الإسلامية"
مسجد السلطان حسن
أمل عبد المنعم

يعتبر مسجد السلطان حسن  من أجمل المساجد الإسلامية، الذي أنشئ على قطعة أرض كانت تعرف باسم "سوق الخيل" في ميدان الرميلة، تلك المنطقة التي تقع حالياً في ميدان صلاح الدين والسيدة عائشة، كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون قد بنى عليها قصراً ضخماً ليسكنه أحد أمرائه المقربين، وهو يلبغا اليحياوى، وعندما شرع السلطان حسن في بناء جامعه سنة 1356م، هدم القصر وما حوله.

وتبلغ مساحة المسجد 7906 أمتار مربعة (نحو فدانين)، وطوله 150 مترا، وعرضه 68 مترا، وارتفاعه 37.70 متر،  وتكلف إنشاؤه أموالاً طائلة (قيل إنها 750 ألف دينار من الذهب، حتى إن السلطان كان يبدو عاجزاً عن إتمام بنائه، وقال لولا أن يقال إن ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركته بناء هذا الجامع من كثرة ما صرفت عليه)، بسبب ضخامة البناء وشموخه، واتساع مساحته.

ويعتمد تصميم مسجد السلطان حسن على التخطيط المتعامد، يتوسطه صحن مفتوح محاط بأربعة إيوانات، كل منها مغطى بقبو، أعمق هذه الإيوانات الذي يقع في اتجاه القبلة، ويضم المحراب والمنبر، وتوجد فى وسط الصحن نافورة تعلوها قبة بنيت على ثمانية أعمدة، ويضم الصحن أربعة أبواب تفتح على أربعة مدارس، تمثل المذاهب الأربعة التي كان أكبرها المذهب الحنفى، وتضم كل مدرسة صحنا وإيوانا مفتوحا، وفى وسط الصحن نافورة، وتطل على الصحن طبقات من الحجرات بعضها فوق بعض، وتقع غرفة الدفن خلف حائط القبلة، وللمدرسة مئذنتان تقعان عند الواجهة الشرقية، ويقع المدخل الرئيسي عند الركن الغربي للواجهة الشمالية. ويظهر نمط المدرسة التأثير السلجوقى على العمارة المصرية.

ومن الوهلة الأولى عند النظر إلى مسجد السلطان حسن من بعيد تخطف أنظار الجميع مئذنته، التي تعلو إلى عنان السماء لتقطع حوالي 81 مترا فوق المسجد، كأطول المآذن في مصر، الأمر الذي يعطى المسجد طابعاً خاصاً بين الآثار الإسلامية في مصر، ويتوافد عليه السائحون من جميع أنحاء العام فتبهرهم الدقة في الإبداع المعماري في ذلك العصر.

يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا، فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته البديعة.

ولعل أكثر ما يبهر الزائرين للمسجد هو الباب العالي الذي تزينه النقوش، والذي يقودك إلى ممر ضيق نسبيا قبل أن ينفتح على صحن شاسع تتوسطه قبة تغطي مكان الوضوء، بالإضافة إلى النقوش الرخامية المحفورة في المحراب وإيوان القبلة وأيضا في ساحة الضريح أسفل القبة، والتي تزينها آيات قرآنية بالخط الكوفي.

وفي يونيو 2009، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما المسجد بالقاهرة بصحبة وزيرة خارجيته آنذاك هيلاري كلينتون، قبل أن يتوجه إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، الأمر الذي يعكس رمزية مسجد السلطان حسن كأيقونة للعمارة الإسلامية الشامخة منذ قرون.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق