صاحب أقدم مئذنة موجودة في مصر.. مسجد أحمد بن طولون
الجمعة، 18 مايو 2018 06:00 م
تجاوز مسجد "أحمد بن طولون"، في أوقات كثيرة دوره الديني إلى الدور التنويري، الذي يجمع المصريين على هدف واحد وفكر واحد، يبقى خير شاهد على الروعة الفنية والمعمارية للحضارة الإسلامية، والتي تجعله من أهم الشواهد التاريخية على ذلك العصر من تاريخ مصر.
يعد جامع أحمد بن طولون نموذجاً فريداً فى العمارة الإسلامية ودليلًا قوياً على ازدهار الحضارة الإسلامية في مصر بالعصر الطولوني، تلك الفترة التي استطاع ابن طولون تحويل مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات حكم ذاتي، لذا فإنه يعتبر من الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر الإسلامية، حيث نقل مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتي، حكمها خمس شخصيات طولونية هم أحمد بن طولون، خمارويه، أبوالعساكر حيش، أبوموسى هارون شيبان، وظلت الطولونية تحكم إلى أن أرسل الخليفة العباسى قائده محمد بن سليمان الملقب بـ"الكاتب" فقبض على شيبان وأنهى حكم الدولة الطولونية.
تبلغ مساحة مسجد أحمد بن طولون حوالي 6,5 فدان، وطوله 138 متراً، وعرضه 118 متراً تقريباً، وأنفق على بنائه حوالي 120 ألف دينار، وهو من المساجد المعلقة، أى يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع، أما شبابيك المسجد فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وعدد مداخل المسجد 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسي حاليًّا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون.
مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر، ويعتقد أنها بنيت على طراز مئذنة جامع سامراء، وهي مربعة من الأسفل، ثم أسطوانية وتنتهي مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين متراً.
في عام 1918، أمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحًا شاملاً، وتخلية ما حوله من الأبنية، راصدًا لذلك 40 ألف جنيه، أنفقت في تقويم ما تداعى من بنائه، وتجديد السقف.
وفي القرن الثاني عشر الهجري كان هذا الجامع يستعمل كمصنع للأحزمة الصوفية، كما استعمل في منتصف القرن الثامن عشر ملجأ للعجزة، ثم أتت لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1882م، وأخذت في إصلاحه وترميمه.
وفي عام 2005، أجرت وزارة الثقافة المصرية بترميم زخارفه وافتتاحه كواحد من بين 38 مسجدًا تم ترميمها ضمن مشروع القاهرة التاريخي، وقد أعلنت وزارة الثقافة أن إعادة ترميم الجامع تجاوزت تكلفتها 12 مليون جنيه.