الأئمة والمساجد.. هدف «أردوغان» للتجسس على معارضيه في أوروبا
الإثنين، 21 مايو 2018 12:21 م
طالب العديد من السياسيين الألمان حكومة البلاد بالاعتراف بالإسلام دينًا رسميًا، وذلك بعد استخدام أجهزة خارجية متمثلة في تركيا الدين الإسلامي داخل الأراضي الألمانية لتحقيق مصالح شخصية تتعلق بأمور سياسية داخلية، قبل أيام من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المبكرة التي يسعى من خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يبقى على رأس الحكم حتى 2023.
واتهمت السلطات الألمانية بعض الأئمة في البلاد، ويشتبه انتمائهما إلى مجموعة تدعى «ديتيب» القريبة من الحكومة التركية، بتهمة التجسس على معارضي أردوغان لصالح أنقرة ، وهو ما أدى إلى انتقاد بعض السياسيين الحكومة الألمانية لتخاذلها في هذه القضية.
ويواجه اتحاد «ديتيب» الذي يجمع نحو 900 إمام أرسلتهم رئاسة الشئون الدينية التركية «ديانت» إلى ألمانيا ودفعت لهم رواتبهم انتقادات حادة في برلين بسبب قربهم من الحكومة التركية، ويعتبرهم ناقدون، اليد الطولي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا، لاسيما بعد القضية التي أثيرت الرأي العام نحوهم للاشتباه في تجسسهم على معارضي النظام التركى على الرغم من أنه تم حفظ التحقيقات ضد عدد منهم في ديسمبر الماضي.
وعلى الرغم من أن الإدعاء العام الألماني، رأى شبهة كافية ضد عدد من المتهمين في هذه القضية، إلا أنه ليس بمقدوره تحريك دعوى قضائية ضدهم بعد مغادرتهم ألمانيا لهدف غير معلوم، الأمر الذي أدى إلى الاشتباه في أن هؤلاء الأئمة جمعوا معلومات عن المعارضة التركية وخاصة أنصار حركة فتح الله جولن، وأخبروا بها القنصلية التركية في كولونيا.
ووجه مسؤول وسياسي ألماني بارز يدعى «آرمين لاشيت» انتقادات إلى تركيا من خلال حديثه عن الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا (ديتيب) ، مطالبا هذا الاتحاد بالابتعاد عن ارتباطه المباشر بالحكومة التركية والتحول إلى مؤسسة ألمانية، مضيفًا أن هذا الأمر مهم للوصول إلى نظام تمويل أخر بعيدًا عن تركيا قائلًا «إن التغيرات الحالية في تركيا أخذ الاتحاد وما يقوم به بعدًا سياسيًا»، في إشارة إلى دور (ديتيب) في حشد مؤيدين لأردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية.
وألمح إلى أن قضية التجسس لعض الأئمة، مشدد المسؤول الألماني أن السلطات الألمانية لن تقبل تجسس الأشخاص من داخل المساجد على خارج المساجد أو عندما يقوم الاتحاد بتوظيف نفسه في الحملات الانتخابية التركية>
وآرمين لاشيت هو رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا أكبر ولايات ألمانيا في عدد السكان، ويتولى أيضًا منصب نائب المستشارة الألمانية في رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أيد اتخاذ الاعتراف بالديانة الإسلامية كديانة رسمية، على غرار الطريقة التي تم الاعتراف بها بالكنائس المسيحية والجمعيات اليهودية.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت الانتقادات الأوروبية للحكومة التركية باستغلال الجاليات المسلمة على الأراضي الأوروبية من أجل مصالحها، معتبره ذلك غير مقبول، في حين منعت حكومات أوروربية النمسا وألمانيا وهولندا، إحياء فعاليات من أجل الدعاية الانتخابية التركية على أراضيها.
وقدم بعض النواب ومن الكتلة البرلمانية لحزت "اليسار" الألماني طلب إحاطة لوزارة الداخلية الألمانية لمعرفة سبب إصدار العام الماضي تأشيرات عمل للأئمة من مجموعة ديتيب ذات مدة سريان تبلغ 180 يومًا، وجاء في الرد أن الوزارة ليس لديها معلومات بشأن ما إذا كان هؤلاء الأئمة غادروا البلاد عقب انتهاء مدة التأشيرة أم تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا، فيما اعترضت نائبة رئيس الكتلة، سيفيم داجدلين على رد الداخلية الألمانية قائله: «إنه من غير المعقول توقع اتحادًا متورطًا في فضيحة تجسس ومشاركًا في إرهاب معارضي أردوغان وملاحقة مختلفي الرأي سيدعم تقوية المواقف الديمقراطية في ألمانيا».