مولانا الحلقة 4 إبراهيم الدسوقي.. «مدد يا سيدي أبو العينين»
الإثنين، 21 مايو 2018 01:00 م
«من صدق في الإقبال على الله، انقلبت له الأضداد فعاد من كان يسبه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله. لا يكمل رجل حتى يفرَّ عن قلبه وسره وعلمه ووهمه وفكره، وعن كل ما خطر بباله غير ربه. من ليس عنده شفقة ولا رحمة للخلق، لا يرقى مراتب أهل الله، كل من وقف مع مقام، حُجِب به، ما دام لسانك يذوق الحرام، فلا تطمع أن تذوق من الحكم والمعارف شيئاً، الطريق كلها ترجع إلى كلمتـين، تعرف ربك وتعبده ،رأس مال المريد المحبة والتسليم».. هكذا تحدث القطب الصوفى إبراهيم الدسوقى.
ولقد ولد الإمام إبراهيم الدسوقي سنة 363 هجرية وفق الإمام الشعراني و الإمام المناوي و العارف النبهاني و قد عاش من العمر ثلاثا و أربعين سنة.ويتردد أن الإمام الدسوقي أقام بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتا متبتلا يسبح في بحار القرب.
للإمام إبراهيم الدسوقى احتفالان سنوياً، أحدهما في شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبي، والثاني في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذي يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر.
يحى مريدو «الدسوقى» عن معجزاته مؤكدين إنه اقام بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتا متبتلا يسبح في بحار القرب كما نسب له بأنه كان يُحدِّث كل أصحاب لغة بلغتهم، وأن الأسماك في النيل تذكر معه بالاسم الذي يذكر به الدسوقي.
يؤكد مريدو الشيخ فى حديثهم عن كراماته أن :«تمساح النيل وكان مُنتشراً في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت- قد خطف صبياً من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: «معشر التماسيح، من ابتلع صبياً فليطلع به»، فطلع ومشي معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حياً في وجود الناس،وقال للتمساح: مت؛ فمات حينها».
كما أن هناك كرمامة أخرى منسوبة للشيخ وهى أن:« أحد تلامذته توجه إلى الإسكندرية لقضاء شيء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد التجار مع الرجل، فاشتكاه التاجر إلى قاضي المدينة، وكان هذا القاضي ظالماً يكره الأولياء حسب الرواية، ولما علم أن خصم البائع من أتباع إبراهيم الدسوقي أمر بحبسه وإهانته،فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث به من ظلم القاضي، فكتب الشيخ الدسوقي رقعة وأعطاها لرجل من أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضي، وكانت تتضمن هذه الأبيات:سهام الليل صـائبة المرامي إذا وتـرت بأوتـار الخشــوع، يفـوقها إلى المرمى رجـــال يطيلون السجود مع الركوع ،بألسنة تهـمـهـم في دعــاء وأجفان تفيـض من الدمــوع ،إذا أوتـرن ثم رمـين سـهــماً فما يغني التحصـن بالدروع».
فلما وصلت الرقعة إلى القاضي، جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها، حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، فلما قرأها قضى نحبه إذ شهق فمات وفي رواية أخرى، عندما وصل إلى قول الشيخ «إذا أوترن ثم رمين سهماً»، خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتاً.
وقيل أنه سافر مرة إلى دمنهور ، فمر ببئر فطلب منها ماء ليشرب، فقيل له إن ماءها مالح. فتفل فيها فتحولت لمياه عذبة من وقتها، فقال: إذا وردوا الأطلال تاهت بهم عجباً وإن لمسوا عوداً زهـا غصنه رطبا ،وإن وطئوا يوماً علي ظهر صخـرة لأنبتت الصمـاء من وطئـهم عشبا ،وإن وردوا البحر الأجاج شواربا لأصبح ماء البحر من ريقهم عذبا.
و من معجزاته إنه جاء سبعة من القضاة إلى مدينة دسوق لكي يمتحنونه. فلما وصل مركبهم إلى شاطئ المدينة أرسل النقيب لهم، فدفعهم فوجدوا أنفسهم خلف جبل قاف. فأقاموا سنة يأكلون حشيش الأرض حتى تغيرت أجسادهم، وأصبحت ثيابهم قديمة، ثم تذكروا ما وقعوا فيه، فتابوا هناك، فأرسل الدسوقي لهم النقيب فدفعهم فوجدوا أنفسهم على ساحل دسوق، ومسحت من قلوبهم أسئلتهم. فسألهم الدسوقي عن المسائل التي كانوا سيمتحنونه فيها، فضحكوا وقالوا: «يكفينا ما رأيناه فأخذوا عليه العهد، وصاروا من تلامذته حتى ماتوا».