مولانا الحلقة 3.. عبدالقادر الجيلاني «سلطان الأولياء»

الأحد، 20 مايو 2018 12:00 م
مولانا الحلقة 3.. عبدالقادر الجيلاني «سلطان الأولياء»
عنتر عبداللطيف

«قاسيت الأهوال في بدايتي، فما تركت هولاً إلا ركبته، وكان لباسي جبة صوف وعلى رأسي خريقة، وكنت أمشي حافياً في الشوك وغيره، وكنت أقتات بخرنوب الشوك وقمامة البقل وورق الخس من شاطئ النهر».. هكذا تحدث الشيخ محيي الدين عبد القادر بن موسى بن عبد الله الجيلاني والذى تنتسب إليه الطريقة القادرية ويرجع نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأمه فاطمة بنت الشيخ عبد الله الصومعي الحسيني المعروف بزهده. وينتسب الشيخ عبد القادر إلى جيلان من طبرستان.

ولد الشيخ «عبد القادر» عام 470 هـ في جيلان، وجيلان إقليم يقع في الجنوب الغربي لبحر قزوين في إيران، وتوفى برواق مدرسته بباب الأزج ببغداد.

كان الجيلانى زاهداً تقياً، حتى قال عنه عبد الله بن قدامة «توفي سنة 620 هـ» الفقيه الحنبلي الكبير صاحب رسالة «ذم ما عليه مدعو التصوف»: «لم أسمع عن أحد يحكى عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عنه، ولا رأيت أحداً يعظمه الناس، للدين أكثر منه».  حتى أن ابن تيمية، قال عن طريقته: «إنها الطريقة الشرعية الصحيحة». ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، ويعرف أيضا ب"سلطان الأولياء"

كما برع الشيخ عبد القادر في الوعظ وتدريس علوم الدين، وكان على المذهب الحنبلي، فالتف حوله الكثير من المريدين والتلاميذ، وقيل أنه فاق أهل زمانه، في علوم الدين وعلم التصوف.

بقي الشيخ عبد القادر الجيلاني في بلدته جيلان ثمانية عشر عاما ًحيث تلقى بعض علوم الدين- حسب مريديه-الذين رووا بعض كراماته منه إنه كان لا يجلس الذباب على ثيابه وراثة له من جده صلى الله علية وسلم، فقيل له في ذلك، فقال أي شي يعمل الذباب عندي وليس عندي من دبس الدنيا ولا عسل الأخرة ومن كراماته رضي الله عنه أيضاً انه جلس مرة يتوضأ فذرق علية عصفور فرفع رأسه إلية فخر العصور ميتا فغسل الثوب ثم تصدق به عن العصفور وقال إن كان علينا إثم فذلك كفارته ومنها أن امرأة أتته بولدها ليُسَلكَهُ  فأمره بالمجاهدة فرأته أمه يومأ نحيلاً مصفراً يأكل من قرص شعير.

وفق أتباعه:وجدت بين يدي الشيخ رضي الله عنه إناءً فيه عظام دجاجة مسلوقة فسألته عن المعنى في ذلك فوضع سيدنا الشيخ رضي الله عنه يده المباركة على العظام وقال لها قومي بإذن الله الذي يحيي العظام وهي رميم، فقامت دجاجة سوية فقال إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء ، أقول لا يستبعد ذلك إلا كل غبي لأنه كل ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون مثله كرامة لولي وهذه القصة- وفق أتباعه- ذكرها أئمة فضلاء وعلماء أتقياء ومحدثون نبلاء لا يُعَدُّونَ ولا يحدون، ومنها أنه مر بمجلسه حدأة في يوم شديد الريح فشوشت بصياحها ،فقال يا ريح خذي رأسها . فوقعت لوقتها مقطوعة الرأس فنزل عن الكرسي وأخذها في يده وأمر الأخرى عليها وقال بسم الله الرحمن الرحيم فطارت سوية والناس يشاهدون ذلك.

وفي عام 488 هـ سارعبدالقادر الجيلانى إلى بغداد التي كانت منارة العلم والحضارة ومركز العلماء والفلاسفة ومجمعاً للفقهاء والمحدثين والمفسرين ومنتدى للشعراء والكتاب وأصحاب التراجم والسير والتاريخ، ومحراباً للزهاد والصوفية.

تلقى الشيخ عبد القادر قدس الله سره علم التصوف عن الشيخ حماد بن مسلم الدباس «توفي عام 525 هـ »وأخذ الخرقة عن يد القاضي الصوفي أبي سعيد المبارك المخرمي، نسبة إلى محلة في بغداد، الذي كان حنبلي المذهب «توفي عام 551 هـ».

حصل الشيخ عبد القادر علوم القرآن والأصول والفروع على عدد من المشايخ منهم: علي بن عقيل الحنبلي، ومحفوظ الكلوذاني الحنبلي، ومحمد بن القاضي، ومحمد بن الحسين بن محمد بن الفراء الحنبلي.

ساح الشيخ عبد القادر في صحراء العراق، ملازماً الخلوة والمجاهدة، متحملاً المشاق من مخالفة النفس ومحاربة الهوى، وملازمة السهر والجوع، والمقام في الأماكن المنعزلة، مقبلاً على الاشتغال بالعبادة، وتلاوة الأذكار، وذلك بعد أن  حبب إليه شيخه حماد الدباس المجاهدات والرياضات، وكان هذا الشيخ قدوة لمشايخ بغداد.

 

  

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة