مولانا الحلقة 2.. «الله الله يا بدوي جاب اليسرى»
السبت، 19 مايو 2018 03:00 ص
«البدوي، شيخ العرب، الملثم، أبو الفتيان، أبو العباس، أبو فراج، السطوحي، عيسوي المقام، القطب النبوي، باب النبي، بحر العلوم والمعارف، الصامت، القدسي، الزاهد، جياب الأسير، العطاب، ولي الله، ندهة المضام، محرش الحرب، أبو العباس، الأسد الكاظم».. ألقاب كثيرة حملها القطب الصوفى الشيخ أحمد البدوى، الملود فى 596 هـ- 1199م بمدينة فاس، الدولة الموحدية وتوفى 675 هـ- 1276 م فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية حيث يوجد ضريحه الشهير بمسجد أحمد البدوي بذات المدينة التى توفى بها.
كان الشيخ «البدوى» يعتنق الفقه الشافعي ويحتل درجة القطب الثالث، كما سمى «البدوي» بهذا الاسم لأنه كان يشبه أهل البادية في ملازمة اللثام، وسمّي «الملثم» أيضا لأنه كان يغطى وجهه بلثامين صيفا وشتاء.
في منتصف أكتوبر من كل عام بمدينة طنطا التى يقع بها ضريح مسجد الشيخ أحمد البدوى الشهير تحتفل 67 طريقة صوفية بمولده الذى يظل لمدة أسبوع ويتبعه الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق في الأسبوع الذي يلي الاحتفال بالبدوي.
اشتهر البدوي - حسب مريديه - بالعديد من الكرامات، منها أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي «الله الله يا بدوي جاب اليسرى».
الشيخ «أحمد البدوى» هو أحمد بن علي بن يحيى وهو - وفق الطريقة البدوية - إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء.. لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي.
قال «الشعراني» فى وصف «البدوي»، أنه كان: «غليظ الساقين، طويل الذراعين، كبير الوجه، أكحل العينين، طويل القامة، قمحي اللون، وكان في وجهه ثلاث نقط من أثر مرض الجدري؛ في خده الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتان. وكان أقنى الأنف، وعلى أنفه شامتان في كل ناحية شامة سوداء أصغر من العدسة، وكان بين عينيه جرح، فقد جرحه ابن أخيه الحسين حين كان بمكة».
في سنة 603 هـ/1206م، عندما كان عمر أحمد البدوي سبع سنوات، هاجرت أسرته من فاس إلى مكة في رحلة أستغرقت حوالي أربع سنوات، وقد مروا بمصر في طريقهم، وعاشوا فيها فترة تقدر بحوالي ثلاث سنوات.
جاء هاتف في المنام لـ«على» والد «البدوى» - حسب الصوفية قائلا له: يا علي، ارحل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة، فإن لنا في ذلك شأنا [19] وقد توفي والده سنة 627 هـ/1229 م، وبعدها بأربع سنوات توفي محمد شقيق البدوي، فلم يبقَ من إخوته الذكور أحد سوى شقيقه الأكبر حسن، وهو الذي تولى رعايته.
يقول الصوفية إن «البدوي» قد لزم منذ صباه العكوف على العبادة، وتعود الذهاب إلى مغارة في جبل أبي قبيس قرب مكة ليتعبد فيها وحده. وبقي هكذا حتى بلغ ثمانية وثلاثين سنة من عمره، حينها قرر الرحيل إلى العراق مع أخيه حسن سنة 634 هـ/1227م.
فى مسألة نسب البدوى قولان حيث يؤكد علماء الأنساب والمؤرخون اتصال نسب القطب البدوي بالحسين بن علي بن أبي طالب لكن هناك من المحققين والمؤرخين الذين يبطلون نسب البدوي وينفون صحة نسبه للحسين بن علي، إذ لا يثبت لديهم هذا النسب. فقد قال فخر الدين الرازي أن الحسن بن جعفر بن علي الهادي من المختلف في كونه أعقب أم لا، مما يعني أن هناك قول للنسابين بأن الحسن المذكور غير معقب.