لطايف دنيا الكنافة والقطائف.. نجوم الشباك علي موائد شهر رمضان الكريم
الأربعاء، 16 مايو 2018 10:00 ص
لا يخلو شهر رمضان من الحلويات الشرقية لما لها من رونق خاص وجمال، وارتبطت الشعوب العربية في هذا الشهر بحلويات رمضان كالكنافة والقطايف، وهذه الحلويات لها جذورها في المجتمعات العربية وخصوصا مصر وبلاد الشام ولها تاريخ طويل.
بداية كانت الكنافة زينة لموائد الملوك والأمراء وكان كل إنسان يصبو إليها وهي ألذ ما تتزين به موائد رمضان، لطعمها وفوائدها وطيبتها، وستظل الكنافة نجم شباك رمضان، خصوصًا مع إقبال الصائمين على تناولها وخصوصًا خلال شهر رمضان.
وقد تعددت الروايات حول بداية ظهور الكنافة، فقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، -وقت ولايته للشام- كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يحس به في نهار رمضان، فقد كان معاوية يحب الطعام، فشكا إلى طبيبه من الجوع الذي يلقاه في الصيام، فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع، وقيل بعدها أن معاوية بن أبي سفيان أول من صنع الكنافة من العرب، حتى أن اسمها ارتبط به وأصبحت تعرف بـ"كنافة معاوية".
وفي رواية أخرى قيل أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م ، وأيضا إلى العصر الفاطمي.
لكن أساتذة التاريخ الإسلامي يذهبون إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي الذي امتد من عام (969- 1172 م) و(358-567 هـ) وقد شمل حكمهم مصر والمغرب وبلاد الشام، وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله
الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ويتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار.
أما القطايف يعود تسميتها بهذا الاسم، لأن ملمسها يشبه قماش القطيفة، والبعض أعاد تسميتها للعصر المملوكي عندما تسابق صناع الحلوى في تقديم أشهى الحلويات، وتم تقديمها كفطيرة محشوة وقطفها الضيوف لتسمى أثر ذلك بـ"فطيرة القطف" ثم القطايف.
ويرجع تاريخ نشأتها واختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة وقيل هي متقدمة عليها؛ أي أن القطايف أسبق اكتشافا من الكنافة حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، وفي روايات أخرى أنها تعود إلى العصر الفاطمي، وقيل بل يرجع تاريخ صنعها إلى العهد المملوكي.
فكان يتنافس صناع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوّة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها القطايف.