هل تنقلب أمريكا على قطر بسبب علاقتها بإيران؟

هل يمكن أن تنقلب أمريكا على قطر؟ سؤال تردد بقوة بعد أن طلب البيت الأبيض من قطر بشكل مباشر وقف دعم المليشيات الموالية لإيران، عقب الكشف عن عددا من  الرسائل التي تواصل بها  المسئولين القطريين مع قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني والذي تعتبره أمريكا أحد ألد أعدائها، علاوة على التواصل مع حسن نصر زعيم حزب الله اللبناني.

الأزمة أن هذه الاتصالات تم الكشف عنها بعد أيام قليلة من انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني وهو ما أشعل الصراع بين الدولتين لدرجة وصلت إلي التهديد المباشر من الرئيس الإيراني لترامب، وهو ما أدخل العلاقات في نفق مظلم ينذر بقرب حدوث صدام بين الدولتين، خاصة وأن هذه الأزمة أيضا صاحبها تحركات إسرائيلية بدعم أمريكي خالص لضرب بعض الأهداف الإيرانية في سوريا، ولعل هذا التوتر هو ما جعل البعض يعتقد بقرب إنقلاب ترامب علي قطر ، خاصة وأن المحادثات هذه المرة تمت مع ألد أعداء ترامب، وهو ما وضع قطر في موقف صعب.

وقد أظهرت تفاصيل المحادثات أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات كفدية لتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «الميليشيات الشيعية في جنوب العراق»، وهو ما أدي إلي اعتقاد ترامب بان ما تظهره هذه الرسائل هو أن عددا من كبار المسئولين في الحكومة القطرية تربطهم علاقات ودية مع شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وعدد من المنظمات الإرهابية التي ترعاها إيران.

من جانبهم أكد مسئولين أمريكيين علي أنهم لا يعتقدون أنه من المفيد إبقاء  قطر على روابطها بالمنظمات الإرهابية، فى الوقت الذى نحاول فيه أمريكا إقناع إيران بالتوقف عن دعم الإرهاب.

المعروف أن الاهتمام الأمريكي بقطر له ثلاثة جوانب: الأول عسكري، باعتبار وجود القوات الأمريكية في قطر، والثاني استراتيجي سياسي، من حيث الدور القطري في مختلف ملفات المنطقة، والثالث اقتصادي،  لما تتمتّع به قطر من إمكانيات على مستوى قطاع الطاقة والاستثمارات القطرية في الخارج. أما بالنسبة لقطر، فالعلاقة مع واشنطن ضرورة؛ لما تمثله واشنطن كقوة عظمى عالمياً، والتوازن الإقليمي الذي كانت قطر تحققه مع جيرانها عبر العلاقة مع واشنطن.

المثير في الأمر أنها ليست المرة الأولي التي تتهم فيها امريكا قطر بدعم الارهاب ، فقد خرج ترامب في 9 يونيو 2017 ليؤكد أن دولة قطر لديها تاريخ وباع طويل في تمويل الإرهاب وعلى مستويات عالية، داعيا إياها لوقف دعم الإرهابيين، الأمر الذي يراه بعض الخبراء تطورا كبيرا في شكل العلاقات الأمريكية القطرية.

الجدير بالذكر أن تنظيم الحمدين يقيم علاقات كاملة مع إسرائيل وإيران وحزب الله والميلشيات الحوثية ، كما فتحت قطر أبوابها لقواعد أمريكية وتركية وإيرانية، كما أن الدوحة لها علاقات مع جميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة أبرزها جماعة الإخوان وجبهة النصرة وتنظيم داعش والميلشيات الليبية المسيطرة على طرابلس وحزب الله وفيلق القدس الإيراني.

ويتعرض تنظيم الحمدين لمقاطعة مشددة من قبل أربع دول عربية وخليجية على خلفية إصرار قطر علي العمل ضد المصالح العربية بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية في العالم وعلي رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، كما أنشئت قطر منظمات دولية وهمية هدفها فقط تقديم الدعم للمعارضين الخليجيين لزعزعة صف الدول الخليجية والعربية، كما أغدق تنظيم الحمدين الأموال على المعارضة في مصر والبحرين والسودان وتشاد وموريتانيا والبوليساريو في المغرب وغيرها من الأقطار العربية الأخرى.